ينشغل العالم اليوم في تحالف دولي تشكل لمحاربة التطرف الاسلامي، الذي اتخذ له اسمًا جديدًا، هو تنظيم (داعش)، الذي صار يبث الرعب في أعدائه في العراق وسوريا، بعدما تمكن بغفلة من الآخرين من مدّ سيطرته على مساحات شاسعة في سوريا والعراق، أعلن عليها دولة الخلافة.


بيروت: في اندفاعته العراقية، اجتاح داعش مناطق أيزيدية، فقتل من قتل من رجال الأيزيديين، وسبى من سبى من نسائهم، حتى أن مجلة "دابق"، الناطقة باسم التنظيم، تباهت بأعمال السبي التي استهدفت نساء الأيزيديين "الكفار".

وتحت عنوان "تسعة أيام في الخلافة.. محنة امرأة أيزيدية في أسر داعش"،& نشرت مجلة دير شبيغل الالمانية الخميس تقريرًا يوضح المعاناة التي تواجهها نساء يقعن في أسر متشددي داعش، من التعذيب الجسدي إلى الاغتصاب الجماعي.

وقال تقرير شبيغل إنه عندما سيطر مقاتلو داعش على المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا، سقطت قرية كوتشو الكردية في ايديهم. وكانت نادية مراد (20 عامًا) واحدة من عشرات النساء اللواتي تم اختطافهن والاعتداء عليهن.

وفي الليلة التاسعة...

بعد تسع ليال قضتها نادية في الاسر، تمكنت من الهرب لتكون شاهدة على ما حصل لها، ولتروي مأساتها. تقول: "في اليوم الاول، انتزع الرجال الذين اختطفوني مع اخريات، كرهائن ومستعبَدات جنسيَا، احذيتنا حتى لا نتمكن من الهرب،& فالمنطقة التي احتجزونا فيها كانت صخرية وعرة، ووضعونا في أحد المنازل، وكان فيه الكثير من الغرف، وكانوا ينقلوننا من غرفة إلى أخرى وفقًا لشهوات خاطفينا، ولحسن حظي عثرت على خزانة ملابس في الغرفة التي احتجزت فيها، ووجدت حذاءً رياضيًا كان صغيرًا، لكنني تمكنت من الهرب".

قالت نادية إن ستة رجال ممن اغتصبوها وعذبوها كانوا يحرسونها، لكنها لاحظت في الليلة التاسعة غياب اربعة منهم، "ربما كانوا ينامون في مكان آخر، وكان الاثنان الآخران يجلسان في المطبخ، وكانا يتجادلان".

أضافت انها كانت وحيدة في هذه الليلة، ولم تكن تعرف اين النساء الاخريات، وأن القفل الذي على بابها لم يكن شديدًا، فتمكنت من فتحه وارتدت الحذاء الذي وجدته لتهرب من المنزل إلى الحديقة، خائفة من أن يطاردها كلب الحراسة، لكنها كانت محظوظة.

تسلقت نادية الجدار العالي، وما إن وطأت قدمها الارض جرت بأقصى سرعة ممكنة، متذكرة صوت خاطفيها وهم يقولون لها: "لا تفكري مجرد التفكير في الهرب، سنستعيدك في ساعة واحدة وسيكون الموت جزاءك".

خاتم أمي

قالت نادية إن تسعة من اشقائها الذكور وشقيقتيها ووالدتها مفقودون. وروت أن مقاتلي داعش جاؤوا إلى بلدتها مرات عديدة على فترات تتراوح بين يوم ويومين لاستعراض قوتهم العسكرية، وأبلغوا اهل البلدة أن تسليم أسلحتهم هو ثمن تجنبهم القتل. بعد جمع الاسلحة، اقتاد الجهاديون السكان إلى مدرسة وفصلوا الرجال عن النساء. اقتادوا الرجال في جماعات صغيرة، وسمع النساء اصوات اطلاق النار فأصبن بحالة من الخوف الشديد.

أضافت: "بعد ذلك، جرى تفريق النساء كبيرات السن عن الشابات، وفي هذه اللحظة انتزعت والدتي خاتمًا ذهبيًا من اصبعها واعطته لي وهمست في أذني ربما تحتاجينه، وهذه هي آخر ذكرى لي من والدتي".

وتابعت: "استخدموا السيارات لنقل 64 شابة، وانا بينهم، إلى الموصل التي سيطر عليها المقاتلون في منتصف حزيران (يونيو)، في الليالي التسع تنقلت بين خمسة اماكن مختلفة، ولم يكن يقدم لنا الطعام مطلقًا، ربما بيضة عفنة تتقاسمها ست نساء في كل مرة، ولم يكن يقدم لنا الماء، بل كوبا واحدا من الشاي لكل ست نساء، رشفتان لكل واحدة، وكان الرجال يقولون لنا إن اعتنقتن الاسلام سنقدم لكن الماء".

يزدادون تلذذًا

وبحسب نادية، كانت النساء يتعرضن للضرب والايذاء البدني عدة مرات في اليوم الواحد من دون سبب. "وكان هناك رجل يستخدم الاسلاك الكهربائية بينما كان يفضل اثنان اخران قضبانًا خشبية، كما كن يغتصبن مرارًا وبشكل جماعي أحيانًا".

لم تتحدث نادية عن تفاصيل الاغتصاب، لان ذلك يتعارض مع طبيعة مجتمعها المحافظ، وكلما تذكر الكلمة يحمر وجهها من العار والخجل.

قالت نادية: "ماذا كان بوسعنا ان نفعل، لقد كان الرجال مجرمين بلا رحمة، وبعض النساء ارتمين عند اقدام مغتصبيهن يقبلنها وفي عيونهن الدموع طالبات العفو والرحمة، لكن ذلك لم يكن مجديًا بل زادهم تلذذًا، وكانوا يتجادلون بشأن من سيقتل هذا الرجل أو ذاك".

تضيف بحسرة: "احدهم انتزع الخاتم الذي اهدته لي والدتي ووضعه في إصبعه، وأقسم اني سأجد الرجل يوما ما وسأقطع اصبعه وأستعيد خاتم امي".