قالت قيادات في الجيش السوري الحر ومعارضون لـ"إيلاف" إن هناك تيارا في الولايات المتحدة الاميركية يدعو الى تخلي واشنطن عن "الجيش الحر" في سوريا لصالح اختيار عناصر جديدة من المعارضة السورية لبرنامج التدريب والتسليح.


بهية مارديني: قال قيادي في الجيش السوري الحر لـ"إيلاف" إن بعض الجهات في واشنطن تريد التخلي عن الجيش الحر.

وأضاف المصدر ذاته: "نحاول ايقاف هذا التيار بالتعاون مع الأوروبيين، يكفي سوريا السلاح الموجود حاليا داخلها ونريد فقط ذخيرة ومصاريف وتدريبا".

وقال" لا ينقصنا سلاح جديد أو متدربون جدد لنحتار في المستقبل كيف نجمع هذه الأسلحة من الداخل ؟".

من جانبه، اكتفى العميد عبد الاله البشير رئيس هيئة الأركان السابق بالقول لـ"إيلاف" إن هناك توجها أميركيا قويا بهذا الخصوص.

فيما اعتبر العقيد رياض الأسعد مؤسس الجيش الحر لـ"إيلاف" أن هذا القرار الاميركي متوقع، وأكد "أنهم سيعتمدون على أشخاص وليس مجموعات"، وعزا ذلك لأنهم "جربوا المجموعات وفشلت في مهامها".

لؤي المقداد رئيس مركز مسارات المعني بشؤون الجيش الحر والجماعات المتطرفة، قال لـ"إيلاف" إنه "من غير الممكن للولايات المتحدة ولا لأي من الحلفاء التخلي عن فكرة تسليح وتدريب الجيش الحر فمسألة إيجاد مقاتلين جدد وتسليحهم هي فكرة غير واقعية لعدة أسباب منها عدم وجود أي فكرة مسبقة عن هؤلاء المقاتلين وأهدافهم وأفكارهم وصعوبة إيجاد عدد كبير من الأفراد الذين لم يحملوا السلاح بعد، وهم يرغبون في حمله وزيادة عدد المسلحين في سوريا وعدم معرفة مدى التزام هؤلاء المقاتلين"

ورأى المقداد أن "الدول الصديقة للشعب السوري ستعتمد على الجيش الحر وخصوصاً تلك المجموعات التي أثبتت التزامها بأهداف الثورة وتحارب النظام والتنظيمات المتطرفة في وقت واحد وهذا ما يحصل اليوم من خلال تدريب وتسليح عدة تشكيلات للجيش الحر عبر الدول الصديقة للشعب السوري لعلم الجميع ان فكرة تسليح وتدريب مجموعات جديدة هي قفزة في الهواء ولذلك فإننا ننصح دائماً المسؤولين الذين نجتمع بهم بمساعدة المجموعات الموجودة أساسا على تنظيم نفسها ورفع جاهزيتها وحتّى اعادة هيكلتها وفق معايير منضبطة ومنظمة بشكل أكبر".

وكان موقع سترايبس الذي يتابع شؤون الدفاع الأميركية، أشار إلى أن الولايات المتحدة تخلت عن "الجيش الحر" في سوريا لصالح اختيار عناصر من المعارضة السورية لبرنامج التدريب والتسليح الذي سيقام في السعودية.

وأكد الجنرال جون آلن، المبعوث الاميركي الخاص المسؤول عن بناء تحالف ضد تنظيم داعش أن لا تنسيق رسمياً بعد مع اعضاء الجيش السوري الحر، و جدد التأكيد على موقف الولايات المتحدة من قوى المعارضة المسلحة وتحديدا الجيش السوري الحر ضمن استراتيجية الإدارة الأميركية في مواجهة داعش حيث أكد ألن أن الولايات المتحدة ستبدأ من الصفر في بناء قوة مسلحة لمواجهة داعش.

ولفت موقع سترايبس الى أن ميليشيات المعارضة السورية التي ترتبط شكليا براية الجيش السوري الحر كانت تتخبط بقيادات متنافرة وقدرات قتالية ضعيفة والاهم أنها كانت تقوم بالتنسيق مع جبهة النصرة المرتبطة بمنظمة القاعدة الإرهابية.

فيما نقلت وكالة الاناضول التركية تصريح متحدث باسم (البنتاغون) اللوء البحري جون كيربي، في موجز صحافي مشترك مع المتحدثة الرسمية للخارجية الأميركية جنيفر ساكي في واشنطن "نحن في بداية عمليتي التجنيد والتدقيق (لأعضاء المعارضة السورية)، لقد كنا صادقين منذ البداية حول حقيقة أن العملية قد تتطلب أشهرا".

وأضاف “لدينا فريق يعمل مع السعوديين في محاولة اعداد المنشآت (المخصصة لبرنامج التدريب والتسليح) وتحديد ما هي الموارد التي نحتاج إلى اضافتها والمتعلقة بإعداد المدربين وما شابه”.

في غضون ذلك كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الاربعاء الماضي عن خلاصات تقارير للاستخبارات الأميركية تفيد أن الدعم العسكري الأميركي لحركات التمرد في العالم منذ أكثر من نصف قرن، بما فيه الذي خصص للمعارضة السورية المعتدلة، كان دون أي فعالية.

وخلصت الاستخبارات الأميركية إلى هذه النتيجة بعد مجموعة من التقارير أمر بإنجازها الرئيس باراك أوباما بين 2012 و2013. وأكد أحد هذه التقارير أن مد هذه الحركات المتمردة بالسلاح له تأثير محدود على حل النزاعات. وهذا الدعم العسكري يكون أقل جدوى عندما لا يكون المتمردون مسندين على الأرض من قبل قوات أميركية.