دعا الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الى مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية عقائديًا وليس بالسلاح وحده واكد أن اجراءات اتخذتها الدول العربية قد اوقفت تدفق المسلحين الى العراق.


أسامة مهدي: أكد نبيل العربي أن الجامعة العربية حريصة على سيادة كل الدول العربية، وأن المواجهة مع الارهاب ستأحذ وقتاً، وشدد خلال مؤتمر صحافي مشترك في بغداد الاحد مع وزراء خارجية العراق ابراهيم الجعفري والكويت صباح خالد الحمد الصباح وموريتانيا أحمد ولد تكي على أن مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" يجب أن تكون شاملة ولا تقتصر على الجوانب العسكرية فقط، مؤكدًا أن الحرب مع الارهاب ستأخذ وقتًا ولابد من اجتثاث بؤره كي لا تظهر ممارساته التي تريد تشويه صورة الدين الاسلامي الحنيف مرة أخرى. واشار الى ضرورة أن تكون هذه المواجهة عقائدية شاملة ولا تقتصر على إطلاق النار موضحًا أن إجراءات الدول العربية بدأت فعليًا في إيقاف تدفق المقاتلين الى العراق.

واوضح أن العراق تخطى عنق الزجاجة، وهو يسير الى الامام، واعرب&عن امله أن "يتقدم العراق لان له وضع خاص في قلب الامة العربية" مبينًا أن "اغلب الدول ساهمت مع التحالف الدولي ضد عصابات داعش الارهابية ووافقت على الضربات ضدها".

واضاف العربي أن "المواجهة العسكرية جزء من مواجهة الارهاب والفكر المتطرف" مشددًا على ضرورة أن "تكون المواجهة عقائدية وفكرية واقتصادية شاملة"، منوهًا بأن هذه المواجهة لا تقتصر على اطلاق النار فقط.

واشار الى أن اجراءات الدول العربية بدأت بالفعل في إيقاف تدفق المقاتلين الى العراق، مؤكدًا أن جامعة الدول العربية معنية بالدفاع عن جميع الدول العربية أمام خطر تقدم تنظيم داعش.

الجعفري: العراق لن يطلب قوات عربية أو أجنبية

ومن جهته، اكد وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري أن العراق لن يطلب استقدام قوات عربية أو قوات من خارج "المحيط الجغرافي" للقتال الى جانب العراق في حربه ضد تنظيم داعش.

وأضاف الجعفري أن العراق أكد في أكثر من مناسبة على ضرورة وجود دعم آخر يتمثل بالإسناد والتسليح وتوفير المعلومات الاستخبارية، مشيراً الى ان العراق مستعد لاستقبال جميع أنواع الدعم باستثناء جلب قوات برية الى أراضيه . واضاف أن ما يحتاجه العراق من دعم يقتصر على الاسناد الجوي وتدريب قواته.

الكويت: خطر داعش على العراق خطر على كل العرب

أما وزير الخارجية الكويتي صباح خالد الحمد الصباح فقد اكد أن الخطر الذي يتعرض له العراق يشكل& خطرًا على العرب جميعًا.

وأشار إلى أن دعم الحكومة العراقية برئاسة العبادي بدأ من مؤتمر جدة الشهر الماضي وكان دعمًا سياسيًا من خلال تواجد السفراء العرب و مساعدة العراق في كيفية منع تسلل الجماعات الإرهابية وانطلاقها وتمويلها.

وقال إن "زيارتنا اليوم للعراق كممثلين للدول الأعضاء في الجامعة العربية ولقاءَنا بالمسؤولين العراقيين جاءت لنقل رسالة تأييد وتضمان مع الشعب العراقي انطلاقا من العراق دولة مؤسسة للجامعة العربية".

وشدد على حرص الدول العربية على وحدة العراق والتضامن معه، موضحاً أن الوفد العربي استمع خلال اجتماعاته مع المسؤولين العراقيين اليوم الى جميع تفاصيل التهديدات التي تواجهها بلادهم.

وقال إن الخطر الذي يتعرض له العراق يشكل خطرًا على العرب جميعًا.

واكد الصباح على"ضرورة تقديم المساعدات للنازحين العراقيين وقطع مصادر تمويل الارهابيين ومراقبة الحدود لمنع تسللهم ومواجهة فكرهم المتطرف بمختلف الوسائل.

واشار الصباح الى أن العلاقات العراقية- الكويتية تشهد تطورًا ملحوظاً وقد تم حل العديد من المشاكل العالقة بين البلدين خلال السنوات الماضية مبينًا أن اللجنة العراقية- الكويتية ستعقد نهاية العام الحالي اجتماعًا من اجل حل القضايا المتبقية بين البلدين.
&
ومن جهته، قال وزير الخارجية الموريتاني أحمد ولد تكدي خلال المؤتمر الصحافي إن "جامعة الدول العربية ستساهم في اخراج العراق من هذه المحنة فضلاً عن تقديم المساعدات له"، مضيفاً أنه "تم بحث دور الجامعة العربية في انهاء أزمة العراق مع المسؤولين العراقيين".

وفي وقت سابق اليوم بدأ الوفد العربي برئاسة نبيل العربي وعضوية وزيري خارجية الكويت وموريتانيا مباحثات في بغداد فور وصوله اليها، حيث ناقش الدعم العربي للعراق في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" لطرده من المناطق التي سيطر عليها في البلاد.

وعقد الوفد، الذي ضم اضافة الى العربي وزير الخارجية الكويتي صباح خالد الحمد الصباح ووزير الخارجية الموريتاني أحمد ولد تكدي الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الجامعة، اجتماعًا مع وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري ومع الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي وتناولت المباحثات بينهم&تنفيذ مواقف وبيانات مشتركة اصدرتها الجامعة للتأكيد على التضامن العربي مع العراق حكومة وشعبًا ودعم جهودها من أجل محاربة الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار في جميع ربوعه.

وقال مصدر عراقي إن الوفد بحث كذلك تطورات الاوضاع في العراق وسبل تقديم الدعم لبغداد وللشعب العراقي في هذه الظروف الحرجة التي تعيشها المنطقة جراء تداعيات الاعمال الارهابية التي تتطلب تضافر الجهود من خلال العمل العربي المشترك لمواجهة ظاهرة الارهاب على جميع الاصعدة.

وكان العربي قد توجه أمس السبت الى الكويت على رأس وفد من الأمانة العامة، لينضم إلى الوفد الوزاري العربي الذي وصل&بغداد برئاسة ممثل رئيس القمة العربية وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح موضحاً أن هدف الزيارة هو الاتصال بالقيادة العراقية الجديدة والتعرف على احتياجاتها والتضامن معها في مواجهة التهديدات الإرهابية.

وفي الثامن من الشهر الماضي، اتفق وزراء الخارجية العرب على اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لمواجهة تنظيم داعش، والتعاون مع كل الجهود الدولية والإقليمية والمحلية لمحاربة الجماعات المتشددة.

وأيد الوزراء أيضاً في البيان الختامي لاجتماعهم في القاهرة قرار مجلس الأمن الدولي الصادر الشهر الماضي، والذي يطالب الدول الأعضاء بالتحرك لوقف تدفق الدعم اللوجستي والعسكري والمالي للمتطرفين في العراق وسوريا. وكان العراق قد اقترح مسودة قرار على جامعة الدول العربية لمساندة جهوده في التصدي لمقاتلي& داعش.

وتنص مسودة القرار على أن أفعال تنظيم داعش& ترقى لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

ودعا نبيل العربي في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب إلى أن يتبنى هذا الاجتماع قراراً واضحاً وحاسماً لمواجهة شاملة عسكرية وسياسية للإرهاب. وقال مصدر مسؤول في الجامعة العربية إن القرار العربي يتضمن التنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية لمواجهة التنظيم المتطرف.

وتشهد العاصمة العراقية منذ اسابيع زيارات للعديد من وزراء الخارجية للدول الاوروبية تزامنت مع دعم تلك البلدان للحكومة العراقية في مسعاها للحرب الدائرة حاليًا من قبل التحالف الدولي وبقيادة الولايات المتحدة الاميركية الى جانب أكثر من 40 دولة.