يبحث البيت الأبيض مقترحات مهمة لوقف تقدم تنظيم داعش الارهابي في سوريا والعراق، خاصة وأن الضربات الجوية أثبتت أنها غير فعالة بشكل كافٍ في التصدي للجهاديين.


بهية مارديني: دعا الائتلاف الوطني السوري المعارض، مجددًا، التحالف الدولي إلى "القضاء على& التنظيمات الإرهابية والعمل على التخلص من المسبب الأساسي للإرهاب، وهو النظام السوري"، مشيرًا إلى أن "مشاركة المعارضة في العمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش" مرهونة بتقديم الدعم والتسليح للجيش الحر".

وأوضح الائتلاف، في بيان تلقت "ايلاف" نسخة منه، أنه "أثناء صدور قرار مجلس الأمن رقم 2170 في منتصف شهر آب الماضي، تشكل تحالف دولي لمحاربة التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا، وهذا القرار لا يتعارض مع موقف الائتلاف من الإرهاب، بدليل أن الجيش الحر بدأ الحرب على داعش مطلع 2014، وطرده من معظم المحافظات السورية".

ولفت الائتلاف إلى أن "موقفه من التحالف الدولي يرتبط بمحددات وطنية مهمة، يأتي في طليعتها ألا يكتفي التحالف بمحاربة التنظيمات الإرهابية، وإنما يعمل على التخلص من المسبب الأساسي للإرهاب، وهو النظام السوري الذي يرعى التنظيمات الإرهابية، ويتعامل معها في السر والعلن".

في غضون ذلك، أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن "أنقرة تقدمت للتحالف الدولي بأربعة مطالب بشأن ما يجري في سوريا، تتمثل بإعلان منطقة حظر جوي، وإقامة منطقة آمنة، وتدريب المعارضين السوريين وتزويدهم بالسلاح، بالإضافة إلى شن عملية ضد النظام السوري نفسه".

كما قال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش إن بلاده تدرس إقامة مناطق آمنة داخل أراضيها على الحدود السورية.

وأكد أن "المسؤولين العسكريين الأتراك يدرسون بشكل مفصل أي مناطق يمكن جعلها آمنة من الناحية العسكرية وبالنسبة للاجئين"، لافتاً إلى أنها "خطوة احترازية ليس بالضرورة تنفيذها".

وأضاف المسؤول التركي أن "إقامة منطقة حظر طيران أو منطقة عازلة داخل الأراضي السورية أمر يحتاج إلى قرار دولي، وهو ما يبدو صعباً حاليًا".

واعتبر عضو مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور، جون ماكين، أن تنظيم (الدولة الإسلامية) "داعش" تمكن من التأقلم مع الغارات الجوية على مواقعه، وأن "القصف الجوي لا يجدي نفعاً في مواجهة التنظيم، لذلك لابد من وجود المزيد من القوات البرية على الأرض على شكل قوات خاصة أو ما شابه ذلك"، لافتًا إلى أن "التنظيم يحرز مزيدًا من الانتصارات".

وأعلن ناشطون أكراد أن القوات الكردية في كوباني باتت بمثابة قوات برية للتحالف وخاصة بعد إلقاء طائرات اميركية اليوم كميات كبيرة من الأسلحة في بلدة عين العرب "كوباني" لمساعدة المقاتلين الأكراد هناك على مواجهة تنظيم "داعش".

7 مقترحات لوقف زحف الدواعش

في هذه الأثناء تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" عن مقترحات يقوم البيت الأبيض بمناقشتها الآن، وهي:

المقترح الأول : إرسال المزيد من طائرات الأباتشي إلى العراق لمواجهة هجوم المتطرفين في محافظة الأنبار، وبعض هـذه المروحيات الهجومية الفتاكة موجود الآن في مطار بغداد، ويمكن إرسالها إلى قاعدة عين الأسد الجوية غرب محافظة الأنبار التي لا تزال تحت سيطرة الحكومة.

كما ويمكن قيام سرب مؤلف من 20 طائرة أباتشي أو نحو ذلك من هاتين القاعدتين الجويتين بمهاجمة جيوب تنظيم الدولة الإسلامية الممتدة من مدينة القائم شمال غرب البلاد وحتى أبو غريب في ضواحي بغـداد.

المقترح الثاني: تصعيد الضربات الجوية على العراق وسوريا، ويقول بعض المسؤولين أنه يتعين القيام بما يتراوح بين 150و200 طلعة جوية يومياً لوقف تقدم المتطرفين، وهذا الرقم يشكل زيادة كبيرة جداً عن معدل الطلعات في الآونة الأخيرة، والذي بلغ 10 طلعات يومياً.

ورغم أن تأثير القوة الجوية محدود ضد المتطرفين، إلا أن مسؤولين في البنتاغون ووزارة الخارجية يقولون إنها قد تكون الوسيلة الوحيدة في الوقت الحالي لمنع المزيد من الخسائر.

المقترح الثالث: تسريع برنامج تدريب الجيش العراقي وقوات الحرس الوطني الجديد المشكل من السنة، وسوف يعمل مع الجيش العراقي مئات المدربين الأجانب الذين تم سحبهم من القوات الخاصة في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وأستراليا ودول أخرى.

وستكون هناك حاجة إلى بذل جهود مماثلة لتدريب قوات الحرس الجديد، ويتضمن برنامج التدريب الدعوة إلى تشكيل ثلاث كتائب مقاتلة من العشائر في محافظة الأنبار وثلاث كتائب أخرى في محافظة صلاح الدين.

المقترح الرابـع: انشاء شريط حدودي شمال سوريا يكون في مأمن من الهجمات الجوية من قبل القوات الحكومية، وعلى الرغم من أن أوباما يعارض منذ فترة طويلة انشاء منطقة الحظر الجوي هـذه، فإن العديد من المسؤولين الأميركيين يقولون إن انشاءها بات الآن أمراً ضرورياً على الأقل للمحافظة على استقرار تركيا.

وقد أشار كيري إلى دعمه لإنشاء هـذه المنطقة في الأسبوع الماضي، ووافق ديمبسي أيضاً على ذلك يوم الأحد الماضي عندما تساءل "هل أتوقع أن تكون هناك ظروف في المستقبل تكون فيها منطقة الحظر الجوي جزءاً من الحملة ؟ أقـول نعـم".

المقترح الخامس: تسريع برنامج تدريب الجيش السوري الحر المعتدل حتى يتمكن من محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، وهذا من السهل قوله ولكن من الصعب فعله، فالجيش الحر عبارة عن خليط من هنا وهناك يتعين إعادة بنائه كجيش حقيقي للمعارضة مع هيكل قيادة قوي.

ويقول بعض المسؤولين بضرورة مضاعفة عديد الجيش المخطط إعادة بنائه ليبلغ 10 آلاف مقاتل، وتسريع الانتهاء من بناء معسكرات التدريب في الأردن وتركيا والسعودية.

المقترح السادس: تحذير الحكومة السورية بأن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لا يسمح بأي هجمات ضد المعارضة المعتدلة، ونظراً لتردد الولايات المتحدة وتركيا ودول أخرى في إرسال قوات برية إلى سوريا، والكراهية الشعبية للقوات الحكومية، فإن الجيش الحر يمثل ما يُطلق عليه الجنرالات "آلية لهزيمة" المتطرفين، ويجب على الحكومة السورية عدم استهداف هـذه القوات التي يمكن أن تحرر المناطق السنية من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية .

المقترح السابع: السماح للمستشارين الأميركيين بالانضمام إلى "التشكيلات المقاتلة" عندما يتوجه العراقيون الى المعركة ضد المتطرفين.

وسيكون هذا أصعب توصية يقبلها أوباما لأن ذلك لا ينسجم مع تعهده بعدم استخدام القوات البرية في العراق . ولكن أحد المسؤولين يقول إن وجود مستشارين أميركيين في حالات يكونون فيها معرضين للخطر سيكون أمراً حاسماً لتقوية عزيمة العراقيين . وقال ديمبسي يوم الأحد الماضي إن القيام بمعارك "حاسمة " في الموصل وضد معاقل أخرى للمتطرفين " يتطلب نوعاً مختلفاً من تقديم المشورة والمساعدة " من ما دعا إليه الرئيس الاميركي باراك أوباما في البداية .