تنكشف ملابسات مقتل المبتعث السعودي عبدالله القاضي في لوس أنجيليس يومًا بعد يوم، وتبين أن ثلاثة أميركيين من أصول مكسيكية تآمروا لقتله بدافع السرقة. وما زالت التحقيقات مستمرة.

الرياض: تتفاعل قضية مقتل المبتعث السعودي عبدالله عبداللطيف القاضي، وتتكشف ملابساتها بعد شهر من اختفائه الغامض. فقد تبين أن ثلاثة أميركيين من أصول مكسيكية تآمروا لقتله بدافع السرقة، كما ترجح المصادر الأمنية الأميركية، وبحسب ما نقلته تقارير صحافية عن جوي هود، القنصل الأميركي في الظهران، في إطار حديث مع أسرة القاضي، الذين زارهم في منزلهم بالخبر مساء السبت، برفقة مسؤولين من وزارة الخارجية السعودية وإمارة المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

وتوقعت أسرة القاضي وصول جثمان ابنها إلى السعودية في غضون أربعة أيام، أكد هود أن الجناة سيحاسبون على ما اقترفوه.

القبض على شخصين

وذكرت صحيفة لوس أنجيليس تايمز الأحد أنه تم إلقاء القبض على شخصين في القضية، وأن الشرطة أحجمت عن نشر تفاصيل حول المعتقلين، بانتظار مؤتمر صحافي ستعقده اليوم الإثنين.

وتشير التقارير إلى أن القتيل وضع إعلانًا على موقع "كرايغ ليست" الالكتروني، يعرض فيه سيارته من نوع أودي موديل 2011 للبيع بمبلغ 36 ألف دولار، واختفى بعد أن توجه للمشتري. ولدى تتبع هاتفه، وجدوه قد وصل إلى منطقة بياومونت في مقاطعة ريفير سايد، والتي تبعد نحو 129 كيلومترًا شرق لوس أنجيليس قبل أن ينقطع التتبع.

وبالتحقيق، تمكنت الشرطة من الوصول إلى مشتري السيارة، إلا أنه أكد عدم علمه إلى أين ذهب عبد الله بعد البيع، فيما أعربت الجهات الأمنية عن اعتقادها بعدم علاقته بالحادث، متكتمة عن إعطاء أي تفاصيل حول الحادث حتى لعائلة الفقيد، مشيرة إلى أن التحقيقات ما زالت مستمرة.

خيط كشف الحقيقة

وهكذا، كان مشتري السيارة التي عرضها القاضي للبيع هو الخيط الذي قاد الأجهزة الأمنية الأميركية إلى الكشف عن خيوط الجريمة. فقد تبين أن المشتري اتفق مع صديقه وصديقته على قتل القاضي، والاستيلاء على ما يحمله ودفن جثته. ورغم أن الأجهزة الأمنية أخضعت المشتري لتحقيقات مكثفة فور الإبلاغ عن اختفاء القاضي، إلا أنه لم يثبت الاتهام ضده، فأطلقت سراحه لعدم وجود جرائم في سجله.

إلا أنها أخضعته للمتابعة والمراقبة، لتكتشف لاحقًا تورطه ورفيقيه في الجريمة، وإخفاء جثة القاضي في مكان صحراوي من مدينة بومنت، التي تبعد عن لوس أنجيليس نحو 150 كيلومترًا.

وآخر مرة شوهد فيها القاضي (23 عامًا) في منزله في ضاحية ريسيدا في المدينة يوم 17 أيلول (سبتمبر). واكتشفت السلطات جثمانه في بالم ديزرت على بعد قرابة 200 كيلومتر من الجنوب الشرقي الخميس. وتم التعرف على هويته الجمعة.