بينما يشغل أكراد كوباني العالم، يبقى سوريو حلب وحدهم، ينتظرون حصارًا كالذي عاشته حمص من قبل، في ظل تقدم للجيش السوري في مناطق حساسة من المدينة.


بيروت: لطالما حذر ناشطو الثورة السورية، ومعارضون سوريون على صلة بالواقع الميداني، من أن ينتهز النظام السوري فرصة انشغال الجميع بإنقاذ عين العرب، لكي يكون المخرز الذي يفقأ عين حلب. وهذا ما يبدو حاصلا اليوم، مع تأكيد مصادر ميدانية وناشطين معارضين تقدم قوات النظام السوري وميليشيات متعددة الجنسيات تقاتل إلى جانبها نحو نقاط استراتيجية في ريف حلب.

تشديد الحصار

فقد ذكرت مصادر سورية معارضة أن جيش النظام، مدعومًا بعناصر إيرانية وأفغانية ولبنانية، سيطرت على قرية الجبيلة وعلى معملي الإسمنت والزجاج بالقرب من سجن حلب المركزي. وهكذا، صار جيش السد على بعد كيلومترات قليلة من بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين تقعان ضمن سيطرة قوات المعارضة.

وهكذا، تسنى للنظام وحلفائه فك الحصار المفروض على عناصرهم في سيفات وحندرات، لتصبح قادرة على تشديد الحصار على حلب، تمهيدًا لاقتحامها في القادم من الأيام. وهكذا، بينما العالم يهب لنجدة عين العرب كوباني، تقف حلب على شفا حصار مطبق ومرير.

وأحياء حلب المحررة مرتبطة بريفها من طريق وحيد الكاستيلو وحده، وهو مرصود بنيران جيش الأسد. وفي حال واصلت القوات الأفغانية - الإيرانية تقدمها، فإن حصارًا يشبه حصار حمص ينتظر حلب وأهلها.

وهذا الحصار يأتي بعد أشهر طويلة من الإبادة الجماعية في حلب، التي يشنها النظام مستخدمًا البراميل المتفجرة التي يرميها على المدينة عشوائيًا، راح ضحيتها آلاف المدنيين، إلى جانب التدمير البربري الذي لحق بمعظم المباني والبنى التحتية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

الاشتباكات ضارية

ويرد قياديون ميدانيون في حندرات تقدم قوات النظام إلى استخدامها الغازات السامة في المعركة، بعد فشلها في التقدم باستخدام الأسلحة التقليدية.

إلا أن هذا لا يعني أن الاشتباكات في حندرات قد تراجعت. فبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، دارت في المنطقة بعد منتصف ليل الأحد الاثنين اشتباكات عنيفة بين الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة وجبهة انصار الدين، التي تضم جيش المهاجرين والانصار وحركة فجر الشام الاسلامية وحركة شام الاسلام، بالاضافة إلى جبهة النصرة من جهة، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني ومقاتلي حزب الله اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات ايرانية وافغانية من جهة أخرى، ترافق مع قصف لقوات النظام على مناطق الاشتباكات.

كما اندلعت بعد منتصف ليل الاحد الاثنين اشتباكات عنيفة على أطراف حي بني زيد في حلب، وانباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.

وقال ناشطون إن حركة أحرار الشام فتحت معركة خاسرة سلفًا على جبهة معامل الدفاع الأقوى في المنطقة الشمالية، فسيطر مقاتلو الحركة على عدة قرى محيطة بالمعامل، لينسحبوا بعدها بسبب القوى النارية المدعومة بطرق إمداد مفتوحة للقوات النظامية هناك.