لندن:&وصل إلى طهران الليلة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في زيارة رسمية قصيرة يجري خلالها مباحثات مع كبار المسؤولين فيها، تتناول دعمًا ايرانيًا متزايدا، لمواجهة تنظيم "داعش" وتوقيع اتفاقة للتجارة الحرة ومناقشة إلغاء تأشيرات الدخول لمواطني البلدين.&

مباحثات مع خامنئي وروحاني وظريف
ومن المنتظر أن يجري العبادي في طهران التي توجه اليها مساء الاثنين على رأس وفد وزاري رفيع مباحثات مع المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي ومع الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته محمد ظريف من أجل توحيد جهود المنطقة العربية والعالم في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" ومساعدة طهران لبغداد في هذا المجال.
&
وقال العبادي في بيان نقله مكتبه الإعلامي ان "زيارتي إلى ايران تستمر يوما واحدا وستتضمن اللقاء بالمسؤولين الإيرانيين ضمن الجهود التي نبذلها في توحيد جهود المنطقة والعالم بمساعدة العراق في حربه ضد تنظيم داعش الارهابي بالاضافة إلى تعزيز التعاون في العديد من المجالات". واوضح قائلا "سنناقش مع المسؤولين الإيرانيين السبل الكفيلة بتعزيز العلاقات الثنائية في مجالات الطاقة والاسكان والاعمار والمجالات الاخرى" . وشدد على انه يهدف إلى ان تكون علاقات العراق مع دول الجوار خاصة والمنطقة والمجتمع الدولي عامة متميزة وتقوم على اساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية &بالاضافة إلى احترام سيادة العراق ووحدة اراضيه.
&
وعقب مباحثات أجراها مع المرجع الشيعي الاعلى في النجف السيد علي السيستاني اليوم قال العبادي انه يقوم بزيارته لطهران لتطوير العلاقات السياسية والامنية والعسكرية والاقتصادية معها باعتبارها دولة جارة مهمة وتربطها بالعراق علاقات قوية. واشار إلى انه سيزور قريبا الاردن ثم تركيا بعد زيارة سيقوم بها إلى بغداد رئيس حكومتها .. وقال انه سيقوم بزيارات مماثلة ايضا إلى دول الخليج العربية لبدء مرحلة من العلاقات الايجابية معها تتجاوز المرحلة السابقة ومشاكلها وخلافاتها التي ادت إلى تأخر المنطقة.&
&
وكان العبادي أكد خلال محادثات مع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف في بغداد مؤخرا ضرورة بذل جهود دولية للقضاء على مسلحي تنظيم داعش الذي استولى على مساحات واسعة من العراق وسوريا . واشار إلى "ظهور الكثير من المخاطر في المنطقة نتيجة وجود عصابة داعش الارهابية التي تتطلب بذل جهود دولية وإقليمية للقضاء على هذه المنظمة الارهابية".
&
وعن تقارير بوجود جنود إيرانيين يقاتلون إلى جانب القوات العراقية في الحرب ضد &داعش قال ظريف ان "هذه المعلومات غير دقيقة ليس لدينا جندي إيراني واحد على الأراضي العراقية لأن العراق ليس في حاجة لهؤلاء الجنود"... لكن مسؤولين إيرانيين اكدوا فيما بعد مشاركتهم في دعم القوات العراقية في مواجهة تنظيم داعش وظهر قائد فيلق القدس الإيراني في إحدى جبهات القتال العراقية ضد التنظيم.&
&
أفخم : طهران تولي أهمية خاصة لزيارة العبادي
وفي طهران اکدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية افخم ان طهران تولي اهمية خاصة لزيارة العبادي الى ايران معتبرة الافاق المستقبلية لايران والعراق تتمثل في الاستقرار والهدوء وتعزيز العلاقات الاقليمية .
واضافت افخم في تصريح صحافي اليوم "ان هذه الزيارة ستجعل التعاون الشامل بين البلدين يشهد مرحلة جديدة... موضحة ان العبادي سيجري مباحثات مع کبار المسؤولين الإيرانيين حول المستجدات الإقليمية وآليات العمل على تسوية المشاکل القائمة. واشارت إلى ان من اهداف الزيارة مناقشة سبل رفع مستوى علاقات التعاون الثنائي في مختلف المجالات خاصة في مجال الطاقة والسکن والبناء وسائر المجالات بما يتناسب مع الطاقات والامکانيات الواسعة للبلدين".&
واكدت افخم "دعم ايران لوحدة الاراضي العراقية واحلال الأمن والتنمية الشاملة في هذه الدولة الشقيقة والجارة " .. وقالت ان المشاورات عن كثب بين البلدين تكتسي اهمية خاصة نظرا إلى حساسية وتعقيد التطورات الاقليمية ودور طهران وبغداد المؤثر والفاعل في المساعدة على اعادة السلام والاستقرار إلى المنطقة وتوحيد الجهود الجارية لمكافحة الارهاب بشكل جاد.
&
واكدت افخم، دعم ايران لوحدة الاراضي العراقية وإحلال الأمن والتنمية الشاملة في العراق انطلاقا من سعيها لتنمية العلاقات الاستراتيجية معه بصورة شاملة والتعاون في مواجهة التحديات المستقبلية خاصة قضية الامن والقضاء على ظاهرة الارهاب.
&
بحث إلغاء تأشيرات الدخول للبلدين وانشاء منطقة تجارة حرة
ومن جهته أعلن أمين لجنة التنمية الاقتصادية الإيرانية العراقية رستم قاسمي ان قيمة الصادرات الإيرانية الى العراق في العام الإيراني الماضي المنتهي في 20 اذار الماضي بلغت 13 مليار دولار ومن الممکن ان تصل إلى 25 مليار دولار.
واوضح المسؤول الإيراني ان وجود تنظيم "داعش" في العراق تسبب بانخفاض صادرات السلع الي العراق بنسبة 40 بالمائة موضحا ان &هذا الامر ادى ايضا الى خفض تصدير المواد الانشائية الإيرانية الي العراق. واشار الى احتمال إلغاء تأشيرة الدخول بين البلدين واوضح أن زيارة العبادي الحالية لطهران تتضمن التوقيع على اتفاقية للتجارة الحرة والتعرفة الجمركية التفضيلية . واضاف انه في العام الإيراني الماضي زار ايران اکثر من مليون و700 الف عراقي &ومن المتوقع ان يصل الرقم الي اکثر من 3 ملايين في حال إلغاء التأشيرة بين البلدين .&
&
ويرافق العبادي في زيارته هذه وفد وزاري اقتصادي رفيع المستوى يضم وزراء النفط والكهرباء والاقتصاد والتجارة حيث سيناقش ايضا مع المسؤولين الإيرانيين العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها في مجاراة التجارة والطاقة والسياحة وتفعيل الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين بحضور الوزراء المعنيين من كلا البلدين حيث ترتبط طهران وبغداد باتفاقيات تتعلق ببناء مفاعلات لتوليد الطاقة الكهربائية ومشاريع نقل الغاز الإيراني للعراق فضلاً عن مشاريع تتعلق بالطرق وبالإعمار والاستثمار حيث يقدر حجم المشاريع المشتركة الحالية بين البلدين بأربعة مليارات و200 مليون دولار.
كما تحقق &السياحة الدينية بين البلدين مستويات عالية أيضاً مقارنة ببقية دول المنطقة، إذ يزور إيران حوالى مليون و700 ألف عراقي سنوياً، في الوقت الذي يتوجه فيه مليون و300 ألف إيراني إلى العراق أيضاً كل عام لزيارة العتبات المقدسة المنتشرة في العديد من المدن العراقية.
&
&
&