يلجأ الهاربون من عين العب كوباني إلى مخيم في تركيا، سمي باسم الكردية أرين ميركان، التي فجرت نفسها بموقع لداعش في البلدة المحاصرة.

بيروت: وجد الاكراد السوريون، الذين تدفقوا على تركيا، من عين العرب (كوباني) ملجأ لهم في مخيم جديد، اطلق عليه اسم ارين ميركان، الكردية التي فجرت نفسها اثناء معركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في البلدة المحاصرة.

أول متفرغة

يقع المخيم الجديد في بلدة سروج التركية الحدودية، واطلقت البلدية التي يهيمن عليها حزب الشعب الديموقراطي الموالي للاكراد، اسم الانتحارية عليه. وارين ميركان شابة كردية من شمال سوريا، نفذت هجومًا انتحاريًا مطلع الشهر الحالي، في موقع لداعش في كوباني. وكانت اول انتحارية تخرج من القوات الكردية في النزاع ضد داعش، الذي عرف عنه استخدامه للاسلوب الانتحاري في القتال.

كما كانت ميركان أول مقاتلة متفرغة في صفوف وحدات حماية الشعب الكردي المتمردة، ومقرها سوريا. وتردد انها قتلت عددًا كبيرًا من الجهاديين.

وقال جهاد أنكو، المنسق المحلي للمخيم الذي يتسع لنحو 5500 شخص وبدأ في استقبال اللاجئين من كوباني الاسبوع الماضي: "ارين كرست حياتها لشعبها واثبتت ما يمكن أن تفعله المرأة، وتم الحفاظ على أسمها وشرفها، فقد أظهرت أن هناك نساء في وحدة حماية الشعب يستطعن القتال والتضحية بانفسهن من اجل حريتهن".

بلا دعم

بدأ داعش تقدمه نحو كوباني في ايلول (سبتمبر)، لتشديد سيطرته على مساحة شاسعة على الحدود بين تركيا وسوريا. وادى الهجوم إلى خروج جماعي من كوباني والقرى المحيطة، حيث فر 200 الف شخص إلى تركيا التي تأوي 1,5 مليون سوري فروا من النزاع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات في بلادهم.

ويقيم العديد من اللاجئين السوريين في مخيمات في سورج تديرها مديرية الطوارئ التركية، إلا أن انكو قال إن المخيم الجديد لم يتلق أي دعم حكومي، مؤكدًا انه لا يزال يفتقر إلى الكهرباء والماء. ويتواصل البناء في المخيم، فيما يحاول اللاجئون التأقلم مع العيش في ظروف سيئة. ولم يتمكن العديد منهم من الاستحمام منذ أيام، بينما يضطر آخرون إلى حمل المياه من محطة وقود في طرف المخيم.

ليتني كنت مكانها

وعندما يلاحظ اللاجئون المشغولون بتلبية احتياجاتهم اليومية أن المخيم يحمل اسم الانتحارية الكردية، يعبرون عن فخرهم بها. وتقول اللاجئة وحيدة مصطفى امام خيمتها: "يشرفنا أن نعيش في مخيم يحمل اسمها، فقد كانت جليلة ومقاتلة وشجاعة، وقامت بعمل لا يمكن لسبعة رجال أن يقوموا به".

وقال فواز عبدو (55 عامًا) وهو يجلس تحت بطانيته في خيمته: "ارين كانت اشجع منا، لا احد يستطيع أن يفعل ما فعلته، لقد ضحت بدمها من اجلنا، هذا امر لا يعوض". وتقول جازية ابراهيم (29 عامًا) وهي تقف بجوار اطفالها الاربعة في المخيم: "لقد ضحت بنفسها من اجل قضية نبيلة، ورفعت معنوياتنا، يا ليتني كنت مكانها، ويا ليت قلوبنا كانت بقوة قلبها".
&