قبل ربع قرن، تم إقرار وثيقة الوفاق الوطني (إتفاق الطائف)، والتي أنهت الحرب الأهلية في لبنان، اليوم وبعد 25 عامًا، يختلف المواطنون حيال هذا الاتفاق، فهو أوقف حربا أهلية دامية لكنه غير كاف لضمان تعايش اللبنانيين.


ريما زهار من بيروت: يمضي اليوم على توقيع إتفاق الطائف ربع قرن، فقبل 25 عامًا اجتمع 62 من نواب لبنان في الطائف، وتوصلوا إلى ما عرف بوثيقة "الوفاق الوطني"، وفي 22 تشرين الاول/اكتوبر من العام 1989 تم اقرارها من قبل مجلس النواب اللبناني، ليُعدَّل بعد ذلك الدستور على أساسها في 21 ايلول /سبتمبر من العام 1990.

وقد شهد اتفاق الطائف الكثير من الجدل ولا يزال، ومن حسناته التي يشيد بها كثيرون أنه أنهى الحرب الأهلية في لبنان.

من سيء إلى أسوأ

يقول رياض بعلبكي إن "اتفاق الطائف لم يعد صالحا لضمان تعايش اللبنانيين مع بعضهم، فالأمور تتجه نحو الأسوأ، ولهذا فإن لبنان بحاجة اليوم إلى اتفاق آخر يكون أكثر فاعلية، وهو أمر بات ملحًا في ظل الفوضى التي يعيشها الشرق الأوسط، خصوصًا أن في لبنان هناك بعض الفرقاء الذين& يريدون النيل من الآخر لتحقيق مكتسبات، معتمدين على القوى الخارجية، واليوم بعدما أصبحت اللعبة مكشوفةً بات كل فريق مرتبطًا بالخارج وبقوّة".

الانحراف في التطبيق

يعتبر موريس عبدو أن "اتفاق الطائف ربما يكون إيجابيًا ولكن سلبياته قد تكون في الانحراف عن تطبيق مواده وخرق الدستور ونقض الوفاق، ويشير إلى أنه لا يمكن تعديل اتفاق الطائف ولا الحديث عن آخر مستحدث، لأن الاتفاق في الأساس قد أوجدوه ليحل الأزمات وفي المرحلة الراهنة لا يمكن تعديله في ظل الخلافات والانقسامات والوضع الذي يسوده التفرقة والخوف من الإرهاب".

لم يطبق فعليًا

ترى دعد فاخوري أن "الحل الوحيد للأزمات في لبنان قد يكون تطبيق اتفاق الطائف رغم ذلك فهو لم يطبق فعليًا ويعود الأمر برأيها إلى الطبقة السياسية الحاكمة& التي لا تتوقف عن استغلال مواقعها في السلطة بدءًا بالمحاصصة الطائفية وصولاً إلى سرقة المال العام".

وتشير إلى أن "الكلام اليوم عن الدخول في الفراغ الكامل، والتهديد به، قد يؤدي إلى انهيار المؤسسات في البلد، وسنضطر حينها للتعويض إلى البحث عن اتفاق جديد، قد يشبه الطائف".

مبادرة عون

يتحدث كميل مرهج عن مبادرة رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون، ويقول "إن ما أثاره عون في مبادرته الرئاسية والنيابية القائمة على انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب على مرحلتين، الأولى مسيحية والثانية وطنية عامة، وإقرار قانون انتخاب يحقق المناصفة الحقيقية، والذي لا يمكن التوصل إليه إلا من خلال انتخاب كلّ طائفة لنوابها، شكل زوبعة من الردود واعتبر البعض أنّ أصحابها أرادوا إظهار المبادرة وكأنها سعي الى نسف اتفاق الطائف وتغيير النظام، فجدّدوا معارضتهم انتخاب رئيس تكتل التغيير والإصلاح رئيساً للجمهورية، وللتصويت على القانون الأرثوذكسي ولتعديل اتفاق الطائف".

ومرهج ليس ضد مبادرة عون بالمطلق، لكنه يفضل السير في اتفاق موجود أصلاً، ويعتبر أن اتفاق الطائف قد خفف من صلاحيات رئيس الجمهورية اللبناني وقد يكون عون من خلال مبادرته يريد إعادة هذه الصلاحيات إليه.

يلفت جميل أبو خليل الى بعض ما قرأه عن أن هناك نصائح دبلوماسية وصلت إلى المسؤولين، تشير إلى ضرورة عدم المس باتفاق الطائف لا من قريب ولا من بعيد في هذه المرحلة الخطيرة التي يمر بها لبنان ومحيطه وجواره، ويشير إلى أن للطائف نواقصه الكثيرة لكنه بالطبع أوقف الحرب الأهلية في لبنان.