مع سماح أنقرة بمرور مقاتلي الأكراد العراقيين (البشمركة) لمساعدة نظرائهم السوريين، تساءل مسؤول تركي كبير عمّن سيساعد بلاده عندما تهب لمساعدة كوباني ؟


نصر المجالي: قال وزير الدولة التركي للشؤون الخارجية ميفلوت كافاسغلوف إن مدينة عين العرب (كوباني) أضحت محط أنظار العالم رغم الدمار والبؤس في سوريا، مضيفاً أنه من الجدير بنا أن نتذكر أن كوباني لم تكن الهدف الأول لتنظيم "الدولة الاسلامية"، فقد تجاوز المتطرفون تضاريس واسعة من أعزاز في سوريا الى كركوك في العراق.

ويكافح أكراد سوريا منذ أسابيع ضد مقاتلي الدولة الاسلامية، وساعدت الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة الاكراد في تجنب هزيمتهم، لكنهم غير قادرين على اعادة تزويد مقاتليهم المحاصرين من ثلاث جهات من جانب الدولة الاسلامية، وهم ممنوعون من استقدام مقاتلين أو أسلحة عبر الحدود.

وتنظر أنقرة الى أكراد سوريا بشكوك عميقة بسبب علاقتهم بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض حملة منذ عدة عقود من اجل حقوق الاكراد في تركيا وتعتبرهم واشنطن منظمة ارهابية.

نقطة تحول

واذا وصلت التعزيزات، فإن هذا قد يمثل نقطة تحول في المعركة من أجل كوباني، وهي بلدة أصبحت تمثل خط الجبهة في معركة لاحباط محاولة الدولة الاسلامية اعادة تشكيل الشرق الاوسط.

وأضاف وزير الدولة التركي في مقال رأي نشره في صحيفة (الغارديان) اللندنية، الثلاثاء: " لقد طردوا الأكراد من كوباني وقتلوا وأرعبوا سكانها من التركمان على الحدود التركية، إضافة الى ترهيبهم العرب في الرقة وفي دير الزور والموصل، والأيزيديين والمسيحيين في حلب"، موضحاً أن حكايات الرعب التي سمعت من هناك تعد "فظيعة".

وأوضح كافاسغلوف أن "تركيا فتحت حدودها واحتضنت كل من رغب باللجوء اليها من كوباني، كما أن بلاده قدمت للمدينة جميع المساعدات الانسانية الممكنة، فضلاً عن تعاونهم مع التحالف الدولي وتسهيل مرور قوات البشمركة الكردية الى كوباني".

وتعهد الوزير التركي في مقاله "بحرص تركيا على مواصلة مساهمتها في إنقاذ المدينة حتى يتمكن سكانها من العودة الى ديارهم"، لكنه جدد المطالبة بإقامة منطقة حظر للطيران مع مناطق آمنة في سوريا لحماية مواطنيها.

وأشار الوزير إلى أن التحذيرات التركية بشأن الأحداث في العراق وسوريا لاقت آذاناً صماء.

سوريا والعراق

وقال كافاسغلوف: في سوريا، يجب أن يفهم النظام السوري أن الحل العسكري لن يقدم أي حلول للصراع الدائر هناك وأن على النظام الدخول في مفاوضات جادة لتحقيق انتقال سياسي حقيقي وشامل على ضوء ما أقره مؤتمر جنيف عام 2012.

وفي العراق، يجب أن يكون الهدف هو ضمان عدم تكرار أخطاء الحكومة السابقة. فتنظيم "الدولة الاسلامية" كان قادراً على تحقيق جميع مكاسبه بسبب البيئة التي خلقتها السياسات الطائفية والقمعية في العقد الماضي.

وختم وزير الدولة التركي قائلاً: إن تكلفة استقبال تركيا لحوالي مليوني لاجئ سوري بلغت 4 مليارات دولار اميركي ، كما أنها استقبلت خلال الازمة التي ضربت عين العرب (كوباني) مؤخراً 200 الف لاجئ، مضيفاً أنه "يجب إنهاء حالة اللا مبالاة القاسية والتعامل وجهًا لوجه مع تهديدات السلم والأمن الدوليين التي تمثلها سوريا والعراق، كما يجب على العالم عدم السماح للنظام السوري من أن يسخر من القانون والنظام الدوليين".