هونغ كونغ: أعلن رئيس الحكومة المحلية في هونغ كونغ ليونع شو-يينغ ان اجراء انتخابات حرة من شأنه ان يؤدي الى هيمنة الفقراء على العملية السياسية واستبعد مطالب الطلاب الذين يعقدون الثلاثاء اول اجتماع مع السلطة المحلية منذ اكثر من ثلاثة اسابيع من التظاهرات.

ولا توحي تصريحات ليونغ شو-ينغ بالتفاؤل حول نتيجة المفاوضات التي تهدف الى وضع حد لاخطر ازمة سياسية في المستعمرة البريطانية السابقة منذ عودتها الى الوصاية الصينية في 1997. ويطالب المحتجون باستقالة رئيس حكومتهم وبتنظيم انتخابات وفقا لنظام الاقتراع العام المباشر لا يكون فيها لبكين اي كلمة، وهو ما ترفضه الحكومة الصينية التي تريد ان تكون لها الكلمة الفصل في تحديد اهلية المرشحين.

وقال ليونغ شونغ-يينغ في مقابلة اوردت مضمونها صحيفتا ستريت جرنال وانترناشونال نيويورك تايمز قبل ساعات على المحادثات مع الطلاب، انه يستحيل تنظيم انتخابات حرة في هونغ كونغ كما يطالب بذلك المحتجون.

لكن رئيس الحكومة المحلية اكد في مقابلته انه اذا ترك للناخبين امر اختيار المرشحين فان شريحة الناخبين الاقل ثراء، وهم الاكثر عددا بطبيعة الحال، هي التي ستحدد نتيجة الانتخابات. وقال "اذا كانت هذه بالكامل لعبة اعداد وتمثيل رقمي، عندها حتما انتم تتحدثون عن نصف سكان هونغ كونغ الذي يكسب الواحد منهم اقل من 1800 دولار شهريا".

ويشعر المتظاهرون وغالبيتهم من الشباب بالقلق حول مستقبلهم السياسي والاقتصادي ايضا مع تزايد هوة الفوارق الاجتماعية. ومرد هذا الشعور الى تدفق عدد كبير من الناس من الصين القارية ادى الى ارتفاع كلفة الحياة والى وجود نوع من التواطؤ بين الحكمة والنخبة المالية بحسب الطلاب.

ويعيش قرابة 20 بالمئة اي 1,31 مليون نسمة من سكان هونغ كونغ البالغ عددهم سبعة ملايين نسمة& تحت عتبة الفقر بحسب ارقام رسمية. وادى تسارع وتيرة الحملة المطالبة بانتخابات عامة بشكل مفاجئ 28 ايلول/سبتمبر الى اضطراب سير الحياة فعلا في المستعمرة البريطانية السابقة.

ومنذ ثلاثة اسابيع، يحتل الطلاب الذين نزلوا الى الشوارع بعشرات الالاف في الايام الاولى، ثلاثة احياء من وسط العاصمة. واذا كان عدد المتظاهرين تراجع بشكل كبير الا ان النقل العام وحركة السير والنشاط الاقتصادي لا تزال مضطربة بسبب الاعتصامات.

وللمرة الاولى منذ 28 ايلول/سبتمبر وافقت الحكومة على لقاء الطلاب مساء الثلاثاء للتباحث في اصلاح دستوري. الا ان القليل من المراقبين يتوقعون ان تحلحل بكين موقفها فهي تخشى من انتقال عدوى الى اراضيها.

والمخاوف كبيرة لان الطلاب لا يبدون مستعدين ايضا الى التراجع. وقالت كلوديا مو وهي نائبة مطالبة بالديموقراطية "انا قلقة فعلا. اذا تبين ان الامر استعراض سياسي فقط فالناس سيعودون الى الشوارع".

واعتبر سوريا ديفا استاذ الحقوق في جامعة سيتي يونيفرسيتي في هونغ كونغ ان "الوضع يمكن ان يتدهور. واذا لم يكن امام السكان في هونغ كونغ اي امل بالحصول على حكم ذاتي سياسي واقتصادي، فكيف سيؤمنون بدولة القانون؟".

واعتبر ليونغ شو-يينغ ان المفاوضات يمكن ان تطول في كل الاحوال "يمكن الا تكون جلسة مفاوضات واحدة كافية لحل كل المشاكل لكن ستشكل نقطة انطلاق". لكنه حذر من ان صبر بكين له حدود. للوقت الحالي تركت بكين ادارة الوضع لهونغ كونغ وعلينا ان نبذل كل ما بوسعنا واعني نفسي شخصيا والحكومة وشعب هونغ كونغ ليظل الوضع كذلك".

وبعد اكثر من اسبوعين على تظاهرات حاشدة سلمية في معظمها، عاد التوتر بعد ان اشتبك متظاهرون مع الشرطة التي كانت تحاول فتح بعض التقاطعات الرئيسية التي يسيطر عليها المتظاهرون. ولم تقع اعمال عنف ليلا في المراكز الثلاثة الرئيسية التي يسيطر عليا المتظاهرون، في اول فترة لم تسجل فيها اعمال عنف منذ اربعة ايام.
&