شددت السلطات المصرية الاجراءات الامنية في 12 جامعة في أنحاء متفرقة من البلاد، خاصة وأنها باتت تشكل المكان الاخير للتظاهرات المؤيدة للرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي.


القاهرة: ينتشر رجال شرطة الشغب بجوار عرباتهم المصفحة حول الجامعات في القاهرة لمنع أي تظاهرات يقودها طلاب اسلاميون لمنع تكرار ما حدث العام الماضي، عندما تحولت صروح الدراسة الى ساحات حرب.

وشددت السلطات الاجراءات الامنية في 12 جامعة عبر البلاد باتت تشكل المكان الاخير للتظاهرات المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين، بعد حملة قمع واسعة ضد انصاره خلفت مئات القتلى وآلاف الموقوفين.

وقتل نحو 16 طالبًا العام الدراسي السابق الذي انتهى في نيسان/ابريل الماضي، بعد ما دخل الطلاب المناصرون لمرسي في مواجهات مع قوات الامن منذ أن عزل قائد الجيش السابق الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي الرئيس الاسلامي في تموز/يوليو 2013.

وخلال العام الدراسي الفائت، دوت الشعارات المناهضة للرئيس المصري، مثل "السيسي قاتل"، في ارجاء الجامعات، فيما كان الطلاب المؤيدون لمرسي يلقون الحجارة والالعاب النارية على رجال الشرطة الذين كانوا بدورهم يطلقون الغاز المسيل للدموع باستمرار.

واليوم، تحيط اسوار حديدية عالية بحرم جامعتي القاهرة والازهر، والتي اعيد طلاؤها بشكل يخفي الشعارات المناهضة للسيسي، فيما تقوم شركات امن خاصة بفحص هويات الطلاب الذين يجب أن يمروا عبر بوابات الكترونية قبل التوجه الى مدرجات الدراسة.

هذه الاجراءات الامنية الجديدة تشمل ايضًا حظر كافة الانشطة الحزبية في الجامعات، ومنح رؤسائها صلاحية فصل الطلاب الذين يتسببون في تعطيل الدروس.

ومع عودة العام الدراسي، قبضت السلطات على 110 طلاب،& بينما كانوا في منازلهم في "غارات قبل الفجر"، بحسب منظمات حقوقية.

ورفض طلاب في جامعة الازهر التحدث لوكالة فرانس برس حول الوضع في جامعتهم الواقعة في شرق القاهرة، في حين تحدث طلاب من جامعة القاهرة باقتضاب، ما يعكس بشكل جلي حالة التوتر في الجامعتين.

وبينما كانت تنتظر دورها في طابور امام بوابة الكترونية، قالت نهى عز العرب، الطالبة في السنة الثالثة بكلية الاداب قسم الادب الانكليزي، "العام الماضي حدثت فوضى مع اطلاق الغاز المسيل للدموع داخل الجامعة. لكن التظاهرات حاليًا اقل بكثير والوضع اكثر امانًا".

وبالنسبة لرجال الامن، كان العام الدراسي الماضي، الذي وصفه حقوقيون بأنه "الاعنف" في تاريخ مصر، مأساويًا.

ويقول رجل امن في جامعة الازهر لفرانس برس: "العام الماضي لم يكن باستطاعتنا أن نرتاح دقيقة واحدة. كنا دائما نتوقع حدوث شيء".

وكان الشرطي يتحدث وسط صفارات الانذار الصادرة عن&سيارات قوات الامن التي تقوم بدوريات مستمرة حول الجامعة، بينما تمركز رجال شرطة ملثمون داخل الحرم الجامعي حاملين هراوات وبنادق اطلاق غاز مسيل للدموع.

ويخشى قادة الحركة الطلابية من أن تؤثر هذه الاجراءات الامنية الجديدة على النشاط بشكل عام.

ويقول احمد خلف، عضو اتحاد طلاب جامعة القاهرة، "نأمل أن لا تحد الاجراءات الجديدة من الحريات والانشطة السياسية غير الحزبية في الجامعة".

ويشكو الطلاب من أن تلك الاجراءات قلصت حرية تحركهم داخل الجامعات.

بدوره، يقول حسام خالد طالب الهندسة، وتقع كليته قبالة حرم جامعة القاهرة، حيث توجد معظم الكليات الاخرى، "لقد منعوني (الامن) من دخول الحرم قائلين إن طلاب الهندسة غير مسموح لهم بذلك".

ويتابع "يظنون غالباً اننا ارهابيون".

ونددت العفو الدولية في بيان باستخدام الامن المصري "القوة المفرطة" خلال قمع التظاهرات الطلابية.

وافادت المنظمة الحقوقية أن عشرات الطلاب اصيبوا الاسبوع الفائت حين قمعت الشرطة بشكل سريع تظاهرة في جامعة الاسكندرية شمال البلاد.

ويؤكد الطلاب المناصرون لمرسي أن هذه الاجراءات الامنية الجديدة لن تشكل رادعاً لهم.

ويقول يوسف صالحين، المتحدث باسم مجموعة "طلاب ضد الانقلاب"، لفرانس برس، "كنا نتوقع هذه الاجراءات لكنهم لن يؤثروا على حركتنا. سنتخذ احتياطات اكثر".

ويتابع صالحين متحدثًا عن مجموعته المتهمة بالمسؤولية عن اعمال العنف في الجامعة العام الماضي، "تظاهراتنا لن تكون اقل من العام الماضي إن لم تكن اكثر. لا يمكن وقف التظاهرات داخل الجامعات لأنها تشكل نقاط التقاء للشباب" تسمح لهم بالتعبير عن رأيهم "خصوصًا في ظل وجود قانون التظاهر".

واصدرت السلطات في تشرين الثاني/نوفمبر 2013& قانوناً للتظاهر اثار معارضة كبيرة كونه يحظر تنظيم التظاهرات الا بموافقة وزارة الداخلية.

وصدرت احكام بالسجن على نشطاء علمانيين نظموا تظاهرات غير مصرح بها تطبيقًا لهذا القانون المثير للجدل.

لكنّ المسؤولين يقولون إن جدوى الاجراءات الجديدة بدأت بالظهور.&

من جهته، يؤكد جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، أن "شركة الامن الخاصة الجديدة تقوم بعملها على اكمل وجه في حماية الامن عند البوابات (...) من اليوم الاول، وجدوا اسلحة بيضاء والعاباً نارية حاولوا تهريبها الى الداخل".

ويعتقد نصار الذي يلوم طلاب الاخوان المسلمين على العنف في الجامعة، أن نتائج فشل الاجراءات الجديدة ستكون كارثية.

واضاف في مقابلة مع فرانس برس في مكتبه في الجامعة "يمكن أن يؤدي (فشل الاجراءات الجديدة) الى تعليق العام الدراسي أو حتى عودة الحرس (الشرطة) الى داخل الحرم، الامر الذي سيعرض استقلالية الجامعة للخطر".

لكنّ ناشطين اعتبروا انه لا يمكن استبعاد استمرار التظاهرات مع حالة الغضب المسيطرة على مناصري جماعة الاخوان المسلمين.

ويقول خلف في هذا الصدد إن "الطلاب المؤيدين للاخوان غاضبون بسبب حبس انصارهم وزملائهم المطلوب توقيفهم أو الذين فصلوا من الجامعة. هؤلاء الغاضبون سيواصلون حتمًا التظاهر"