يجنّد العالم كل موارده الطبية والمالية والعسكرية والرياضية والتقنية في حربه على إيبولا، فيفتح أمامه جبهات مختلفة ليضعفه.


مروان شلالا من بيروت: مع انتشار إيبولا في غرب أفريقيا، وامتداده إلى خارج القارة السمراء، يسعى العالم إلى محاربته على جبهات مختلفة، قبل أن يخرج عن السيطرة، ويسبب كارثة عالمية. ومن هذه الجبهات الطبية والاقتصادية والعسكرية والرياضية والتقنية.

طبيًا
أنتجت شركات أدوية في دول غربية لقاحات تجريبية، واستصدرت تصريحًا من منظمة الصحة العالمية بتجريبها على البشر سريعًا. وقدمت الولايات المتحدة وكندا وأستراليا لقاحات تجريبية للمساعدة على وقف انتشار المرض.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية رسميًا انتهاء تفشي الوباء في نيجيريا والسنغال، بسبب الإجراءات الناجحة للعزل الصحي، لكنّ البلدين يظلان في مرمى الفيروس جغرافيًا، لقربهما من الدول الموبوءة.

أدى وباء إيبولا إلى وفاة 4555 شخصًا من بين 9216 حالة إصابة مسجلة في 7 بلدان، هي ليبيريا وسيراليون وغينيا ونيجيريا والسنغال وإسبانيا والولايات المتحدة، بحسب آخر حصيلة نشرتها الجمعة منظمة الصحة العالمية.

في سياق الإجراءات الاحترازية، اتفقت دول الاتحاد الأوروبي على إجراءات صحية ومعايير لضمان عدم تسرّب مرضى إيبولا من النقاط الحدودية والمطارات، إلى داخل دول الاتحاد. وشددت الولايات المتحدة الإجراءات في مطاراتها، وكذلك فعلت دول أخرى في آسيا والخليج العربي والشرق الأوسط.

اقتصاديًا
يعمل الاتحاد الأوروبي على جمع مليار يورو للمساعدة على مكافحة فيروس إيبولا في غرب أفريقيا، كما يسعى إلى التوصل إلى نهج مشترك في التعامل مع تفشي المرض. ومن المتوقع أن تقدم الولايات المتحدة 750 مليون دولار لرفد جهود مكافحة إيبولا.

وقدمت كندا 30 مليون دولار إلى منظمة الصحة العالمية، كما قدمت الصين والإمارات وكوريا الجنوبية ما مجموعه 16 مليون دولار إلى منظمات الأمم المتحدة المختلفة.
وعلى صعيد الجهود غير الحكومية، تعهدت مؤسسة بيل وميليندا غيتس الأميركية، لصاحبها مؤسس مايكروسوفت، بيل غيتس، بتقديم 50 مليون دولار لدعم الجهود لمواجهة الوباء. كما أعلن الملياردير مارك زوكربيرغ، مؤسس وصاحب شبكة التواصل الاجتماعي الشهيرة "فايسبوك"، أنه تبرّع بـ 25 مليون دولار لمكافحة المرض.

عسكريًا
دخلت القوات المسلحة في جهود مكافحة المرض، إذ أجاز الرئيس الأميركي باراك أوباما الاستعانة بقوات الاحتياط في عمليات مكافحة المرض. وكانت واشنطن أعلنت في وقت سابق من شهر تشرين الأول (أكتوبر) الجاري أنها تدرس نشر أربعة آلاف جندي في غرب أفريقيا.

وتساعد القوات العسكرية على إقامة وتأمين أماكن الحجر الصحي، ومراقبة الحدود، ومنع الفوضى المصاحبة لتفشي الأوبئة. وقالت هولندا إنها تستعد لإرسال سفينة حربية إلى المنطقة لتقديم المساعدة.

رياضيًا
يدرس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم تأجيل بطولة كأس الأمم الأفريقية، بناء على طلب المغرب، البلد المضيف للحدث الرياضي، خشية من انتقال الوباء إلى أراضيه، مع عدم وجود الإمكانيات اللازمة لضمان عدم انتقاله.

وسيتخذ الاتحاد الأفريقي قراره النهائي في هذا الأمر في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

تقنيًا
دفعت مخاطر انتشار الفيروس مؤسسات طبية ومعاهد تعليمية إلى التفكير في الاعتماد على الإنسان الآلي (الروبوت) لإجراء فحوصات إيبولا ومعالجة المخاطر المرتبطة بتفشي الفيروس.

وحظيت فكرة اعتماد الروبوتات باهتمام الإدارة الأميركية، إذ يعقد البيت الأبيض ومعاهد طبية جلسة عمل في 7 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل لمناقشة اعتماد الأجهزة الآلية في مواجهة تفشي الفيروس القاتل. وتقوم تلك الأجهزة بالتعامل المباشر مع المريض وفحص علاماته الحيوية، وتعقيم المكان، ما يحدّ من سبل انتقال العدوى بين البشر.