أكد أمین المجلس الاعلی للامن القومي الإيراني، علي شمخاني، أن بلاده تعمل على تحقيق أمن واستقرار العراق ونقل تجاربها العسكرية في مكافحة الارهاب.. فيما اتهم العبادي جهات أميركية بالعمل من خلف الكوالیس للتأثير علی البرلمان العراقي لبث الخلاف بین الشیعة والسنة لتحقیق اهدافها المشبوهة.


لندن: قال أمین المجلس الاعلی للامن القومي الإيراني علي شمخاني، خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء العراقي الزائر حيدر العبادي، إن توجه إيران المبدئي یرتكز علی احلال الاستقرار والامن في العراق ونقل التجارب الی القوات المسلحة العراقیة في مجال مكافحة الارهاب.

وأشار إلى ما اسماه بالقواسم المشتركة الثقافیة والسیاسیة والإقتصادیة والامنیة بین البلدین، معتبرًا أن استمرار التعاون بین الحكومتین "بهدف تعزیز الطاقات الاستراتیجیة والحیویة من شأنه أن یحقق المصالح المشتركة بین الشعبین ویعزز ازدهار العلاقات الفریدة بین البلدین".

وشدد على أن مكافحة الارهاب التكفیري والجهات الداعمة له تعد من أهم الاولویات في مجال التعاون المشترك بین البلدین.. وقال "إن التضامن والاتحاد بین مختلف المجموعات السیاسیة للحكومة والشعب والمرجعیة الدینية في العراق يعد من العوامل الصانعة للقوة والسد الرئیسي امام القوی الارهابیة والدول الداعمة لها"، كما نقلت عنه وكالة انبار ايرنا الإيرانية الرسمية.

من جانبه، قال العبادي إن العراق، حكومة وشعبًا، لن ینسی التعاون والمساعدات الایرانیة المؤثرة في مواجهة تهدیدات الارهاب في العراق. وأضاف "أن العراق یواجه حربًا واسعة النطاق مع الارهاب التكفیري وهو مصمم، من خلال جهود ابناء وطنه الشجعان والابطال، القضاء علی الفتن الارهابیة في البلاد". وأشار العبادي الی مشاركة عدد من الوزراء في الوفد المرافق له، معربًا عن رغبته بتعزیز العلاقات الإقتصادیة والتجاریة بین البلدین الی جانب التعاون المشترك ضد الارهاب.

شاهرودي: صف واحد لمواجهة الجماعات التكفيرية

ومن جهته، اكد نائب رئیس مجلس خبراء القیادة الإيرانية آیة الله محمود شاهرودي علی ضرورة نهوض الشعب العراقي صفاً واحدًا لمواجهة الجماعات التكفیریة لاسیما تنظیم داعش الارهابي.

وأضاف شاهرودي الیوم خلال لقائه العبادي&أنه "لاشك أن وحدة التیارات السیاسیة العراقیة والافادة من تجارب الحكومة السابقة وخدماتها القیمة من شأنهما أن یساهما في تعزیز جبهة الحق ضد الباطل والتصدي للاستكبار والصهیونیة وتنظیم داعش التكفیري".

من جانبه، أشار العبادي الی التحدیات التي یواجهها العراق، والتي تعود إما لعوامل داخلیة أو اقلیمیة أو طائفیة، و أضاف أن الارهابیین وبإسم الدفاع عن الاسلام یسعون الى بث الفرقة بین الشیعة والسنة واضعاف الشعب العراقي.

وشدد العبادي على أن تنظیم داعش الارهابي لا یهدد العراق فحسب، بل بات خطراً على العالم الاسلامي كله.. وأضاف أن هناك من یحاول في اميركا ومن خلف الكوالیس أن یترك تأثیرًا علی البرلمان العراقي ویسعی من خلال بث الخلاف بین الشیعة والسنة لتحقیق أهدافه المشبوهة، لكنه لم يسمِّ الجهات التي تعمل على ذلك.

كما اجرى العبادي مباحثات مماثلة اليوم الاربعاء مع رئيس السلطة القضائية اية الله املي لاريجاني، ومع رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، حيث تم بحث العلاقات الثنائية وتطورات الاوضاع في العراق والمنطقة.

ويوم امس ابلغ المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن بلاده ستقف مع العراق بقوة، ولذلك فهو ليس بحاجة إلى قوات أجنبية لدحر الارهاب.. فيما ثمن المسؤول العراقي ما وصفه بالمواقف المتميزة جداً للمرشد وبلاده في مساندة&العراق بمواجهة داعش والتصدي للارهاب.

واعتبر المرشد الإيراني أن الامن يتصدر الاولويات في العراق وقال "اننا، وكما قلنا في ما سبق، نعتقد بأن العراق، حكومة وشعبًا، ليس بحاجة إلى الاجانب والدول الاخرى للتغلب على مشاكله الامنية". وشدد على اهمية تحقيق الامن في العراق، باعتباره مهمًا لإيران، وقال "إن الظروف المعقدة للمنطقة يجب أن لا تسمح في النهاية بتفكيك امن بلدان المنطقة عن بعضها البعض، هذا فضلاً عن أن الجمهورية الاسلامية الإيرانية تعتبر امن العراق البلد الشقيق والجار من امنها".

بدوره، اعرب حيدر العبادي عن ارتياحه لأن تكون إيران اولى محطات جولته الاقليمية بعد تشكيل الحكومة العراقية.. وخاطب خامنئي قائلاً "اننا شاكرون جداً للمواقف المتميزة جدًا لسماحتكم فضلاً عن دعم الجمهورية الاسلامية الإيرانية في قضية داعش والتصدي للارهاب".

وفي لقاء آخر للعبادي، فقد اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن قصف التحالف الدولي لتنظيم الدولة الاسلامية "داعش" يصب في صالح التنظيم على المدى الطويل، ودعا التحالف إلى العمل على قطع المساعدات المالية عنه، فيما تعهد العبادي خلال اجتماعهما بالعمل على اخراج عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة من العراق ومنعها من الاعتداء على الاراضي الإيرانية.

وأكدا أن خطر الارهاب يهدد امن المنطقة كلها، وانتشاره سيهدد العالم بأجمعه، وشددا على أن مواجهته في المنطقة تتطلب تنسيقًا عراقيًا إيرانيًا مشتركًا.. وأكدا عدم السماح للمشاكل بتعكير العلاقات القوية بين العراق وإيران.

ويرافق العبادي في زيارته هذه لطهران وفد وزاري إقتصادي رفيع المستوى يضم وزراء النفط عادل عبد المهدي والكهرباء قاسم الفهداوي والتجارة ملاص محمد عبد الكريم والموارد المائیة محسن الشمري، حيث سيناقش ايضًا مع المسؤولين الإيرانيين تطوير العلاقات في مجالات التجارة والطاقة والسياحة وتفعيل الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين بحضور الوزراء المعنيين من كلا البلدين، حيث ترتبط طهران وبغداد باتفاقيات تتعلق ببناء مفاعلات لتوليد الطاقة الكهربائية ومشاريع نقل الغاز الإيراني للعراق، فضلاً عن مشاريع تتعلق بالطرق وبالإعمار والاستثمار، حيث يقدر حجم المشاريع المشتركة الحالية بين البلدين بأربعة مليارات و200 مليون دولار.

كما تحقق السياحة الدينية بين البلدين مستويات عالية أيضاً مقارنة ببقية دول المنطقة، إذ يزور إيران حوالي مليون و700 ألف عراقي سنوياً، في الوقت الذي يتوجه فيه مليون و300 ألف إيراني إلى العراق أيضاً كل عام لزيارة العتبات المقدسة المنتشرة في العديد من المدن العراقية.