اتفقت الفصائل الكردية السورية اليوم على إدارة ذاتية في مناطقها من خلال تشكيل مرجعية سياسية وقوة عسكرية مشتركتين تضم 30 عضوا والاعلان الرسمي اليوم بعد اجتماع مع رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني.


لندن: أنهت الأطراف السياسية الكردية في المناطق السورية وما يطلق عليها غرب كردستان سلسلة اجتماعات تعقدها منذ ايام في مدينة دهوك العراقية (363 كم شمال بغداد) بالتوصل إلى اتفاق على تشكيل مرجعية سياسية، فيما ستعقد مؤتمر صحافيا اليوم الاربعاء، للاعلان عن الاتفاق بشكله النهائي.

وقال مصدر مطلع من داخل الاجتماعات إن حركة المجتمع الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي اتفقا على تشكيل مجلس يكون مرجعية سياسية لغرب كردستان مشيراً إلى أنّ المجلس يتألف من 30 عضوا& يضم 12 من حركة المجتمع و12 آخرين من المجلس الوطني على ان يختار هؤلاء الاعضاء الاربعة والعشرون الاعضاء الستة الباقين في المجلس.

ومن جهته أكد أحد اعضاء وفد حركة المجتمع الديمقراطي في الحوارات في تصريح بثه مكتب اعلام الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني ان الجانبين اتفقا على جميع النقاط الخلافية مشيرًا إلى أنّ الاتفاق سيعلن في اليوم بعد عقد لقاء بين الوفدين المتحاورين ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في اربيل اليوم لافتا إلى أنّ الاتفاق تم على تشكيل مرجعية سياسية وادارة مشتركة للمناطق الكردية فضلا عن تشكيل قوة عسكرية مشتركة.

وتشهد دهوك منذ اكثر من اسبوع لقاءات وحوارات بين الاطراف السياسية الكردية السورية لبحث تطورات الأوضاع في المناطق السورية الكردية وخاصة في مدينة عين العرب – وكوباني والتوصل إلى اتفاق ينهي حالة الخلاف السياسي بين حركة المجتمع الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي.

وكان الأكراد في شمال شرق سوريا قد أعلنوا في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي تشكيل إدارة مدنية إنتقالية ذاتية بعدما حققوا تقدماً ميدانياً كبيراً في مواجهة المجموعات المسلحة وأصدروا بياناً في هذا الصدد بعد مشاورات جرت في مدينة قامشلي السورية ذات الغالبية الكردية وذلك بعد أربعة أشهر من إعلان قادة أكراد عزمهم تشكيل إدارة انتقالية لكن سيطرة "داعش" على معظم تلك المناطق في وقت لاحق قد خلط الاوراق واستدعى الاتفاق على استراتيجيات كردية جديدة لمواجهتهم.

ويزيد عدد الأكراد على 25 مليون نسمة، غالباً ما يوصفون بأنهم أكبر جماعة عرقية لا دولة لها وتضم الأراضي التي يشكلون اغلبية فيها وتعرف باسم كردستان، أجزاءً من تركيا وإيران وسوريا والعراق.

ويأتي الاعلان عن اتفاق اكراد سوريا هذه في وقت اندلعت معارك جديدة بين تنظيم داعش& والمقاتلين الاكراد في مدينة عين العرب السورية الحدودية مع تركيا الاربعاء من دون ان تحدث تغييرا على الارض وذلك غداة مقتل 24 مقاتلا من الطرفين خلال الساعات الماضية.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان اشتباكات اندلعت مساء الثلاثاء واستمرت عنيفة حتى منتصف الليلة الماضية ثم تراجعت قبل ان تستأنف صباحا وتتركز في وسط وشمال المدينة. واشار إلى مصرع 18 مقاتلا من التنظيم خلال الاشتباكات التي دارت على جبهات عدة بالاضافة إلى ستة مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردية التي تدافع عن المدينة.

ومنذ نهاية ايلول (سبتمبر) الماضي بدأت طائرات تابعة لتحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة تشن غارات على مواقع وتجمعات لتنظيم داعش في كوباني ومحيطها، ما ساهم في اعاقة تقدم التنظيم المتطرف الذي دخل المدينة على الرغم من ذلك في السادس من الشهر الحالي وتمكن من السيطرة على حوالى خمسين بالمئة منها.

وليل الأحد الاثنين القت طائرات اميركية مساعدات عسكرية مصدرها كردستان العراق إلى المقاتلين الاكراد على كوباني بواسطة المظلات في حين وعدت تركيا بالسماح بمرور مقاتلين اكراد عراقيين عبر حدودها لمساندة كوباني. وعلى الرغم من ان هؤلاء المقاتلين لم يعبروا بعد فان اي تغيير في خريطة المواقع على الارض لم يحدث خلال اليومين الماضيين.&