تعمل الولايات المتحدة والعراق على إعداد خطة هجومية تنفذها القوات البرية العراقية لإستعادة بلدات ومدن من داعش.

إعداد عبد الاله مجيد: قال مسؤول أميركي إن خطة "منهجية وتستهلك الكثير من الوقت" تعد لتتمكن القوات العراقية من استعادة المدن التي سقطت بيد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش). لكنه قال إن تنفيذها جديًا لن يبدأ قبل أشهر، أي قبل التوثق من عدم اقحام القوات العراقية في مهمات فوق طاقتها، قبل أن تكون قادرة على استعادة الأرض من داعش والحفاظ عليها.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن المسؤول قوله إن الخطة قد تتضمن مشاركة مستشارين عسكريين أميركيين ميدانيًا، إذا أوصى القادة العسكريون الأميركيون بذلك. لكن المسؤول أوضح أن المستشارين لن يشاركوا في عمليات قتالية.

ويلاحظ مراقبون عسكريون أن جهود الجيش العراقي تركزت على الدفاع ومنع داعش من السيطرة على اراضٍ جديدة، يضيفها إلى المناطق التي يسيطر عليها منذ حزيران (يونيو)، عندما اجتاح الموصل وبدأ يتقدم جنوبًا.

الوعود عينها

وكان الرئيس الأميركي باراك اوباما أعلن أن استراتيجيته ضد داعش تشتمل، بالاضافة إلى الضربات الجوية، على ارسال مدربين ومستشارين عسكريين للعمل في الجيش العراقي الذي فر عمليًا امام مسلحي داعش في الموصل، وتشكيل حكومة جامعة تضمن تمثيلاً حقيقيًا للسنة والاكراد.

وشُكلت حكومة جديدة برئاسة حيدر العبادي الذي ينتمي إلى حزب الدعوة الشيعي في اوائل ايلول (سبتمبر). وبعد بقاء وزارتي الدفاع والداخلية شاغرتين، سُلمت الوزارتان في 18 تشرين الأول (اكتوبر) إلى سياسي سني، تولى حقيبة الدفاع، فيما ذهبت حقيبة الداخلية إلى سياسي شيعي ينتمي لمنظمة بدر ذات الارتباطات الايرانية، والمتهمة بتشكيل فرق موت استهدفت عشرات العراقيين السنة في السابق.

وقال المسؤول الأميركي إن العبادي تعهد بطمأنة حكومة اقليم كردستان بشأن ادارة حقولها النفطية والمساعدة في بناء قوات دفاعية محلية في الانبار السنية، يتقاضى افرادها رواتبهم من الحكومة الاتحادية. ولكن مثل هذه الوعود قدمها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي قبل العبادي وظلت مجرد وعود، بحسب واشنطن بوست.

قرية بعد قرية

وبسبب سقوط الحكومات العراقية تحت هيمنة أحزاب شيعية، ما زال السنة عمومًا يترددون في التعاون مع حكومة العبادي، رغم عدائهم للجهاديين ومقاومة سيطرة داعش على مراكز سكانية في مناطقهم.

وأوضح المسؤول الأميركي الرفيع أن الخطة الهجومية ستُنفذ وفق جدول زمني محدَّد، بتحرير قرية بعد قرية، مرجحًا إرجاء أي محاولة لطرد قوات داعش من الموصل إلى وقت لاحق من العام المقبل.

كما أن أي خطة تواجه خطر أن يعطلها مسلحو داعش الذين لديهم استراتيجيتهم في مواصلة التقدم. وإلى أن&تنجح حكومة العبادي في اقناع العراقيين كافة بأنها طوت صفحة نوري المالكي، فإن الاكراد لن يتخلوا عن تطلعاتهم إلى الاستقلال والسنة سيبقون على شكهم في صدق&مطالباتها بالابتعاد عن الطائفية.