بدد مسؤولون أميركيون الخوف من احتمال سقوط مدينة كوباني السورية في قبضة متطرفي "داعش"، وقالوا إن الضربات الجوية أضعفت قدرة التنظيم على التقدم أكثر.


قاعدة ماكديل الجوية: أعلن مسؤولون اميركيون الخميس انه تم وقف تقدم جهاديي الدولة الاسلامية للسيطرة على مدينة كوباني السورية الحدودية مرجحين ان يتمكن المقاتلون الاكراد من الصمود لفترة غير محددة بدعم من الضربات الجوية الاميركية.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية رفض كشف هويته ان خطوط القتال بين الدولة الاسلامية والقوات الكردية لم تتغير منذ اسبوع، مضيفا "اعتقد ان الاكراد الذين يدافعون (عن المدينة) سيتمكنون من الصمود".

واورد مسؤول اخر في القيادة الاميركية الوسطى المكلفة المنطقة "اذا شاهدتهم ماذا حصل منذ اسبوع ونصف، فان خط الجبهة في كوباني لم يتحرك تقريبا"، متحدثا عن "حرب شوارع" على الارض مع تبادل للسيطرة على بقايا منازل من وقت الى اخر.

ولمدينة كوباني السورية الكردية المجاورة للحدود مع تركيا اهمية رمزية لمقاتلي الدولة الاسلامية وللتحالف الدولي على السواء، ما يجعل المسؤولين الاميركيين في القيادة الوسطى يتوقعون استمرار هجوم الجهاديين.

وقتل 553& شخصا في سوريا غالبيتهم الساحقة من المسلحين المتطرفين غير السوريين في ضربات التحالف الدولي التي بدات قبل شهر في هذا البلد والتي تشمل منذ ايام مواقع في مدينة كوباني حيث احرز الجهاديون الخميس تقدما.

الجيش العراقي يحتاج أشهرا عدة للهجوم على "داعش"

أعلن مسؤولون اميركيون الخميس ان الجيش العراقي بحاجة الى اشهر عدة لكي يستطيع شن هجوم واسع النطاق على جهاديي "الدولة الاسلامية" لاستعادة الاراضي التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف.

وقال مسؤول عسكري طالبا عدم كشف اسمه ان القوات العراقية قادرة حاليا على شن هجمات ضيقة النطاق ضد "الدولة الاسلامية"، ولكنها بحاجة الى وقت كي تصبح مستعدة لشن عمليات ضخمة حتى في ظل المساعدة الجوية التي تؤمنها لها غارات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم المتطرف.

وأضاف "بامكانهم القيام بذلك خلال اشهر وليس سنوات"، لكنه استدرك موضحا ان " الامر ليس وشيكا".

وردا على سؤال عن المدة اللازمة لكي يصبح الجيش العراقي قادرا على شن هجوم لاستعادة مدينة الموصل (شمال)، قال المسؤول الاميركي ان هذه المدة ربما تكون عاما واحدا.

واقر مسؤولون في القيادة العسكرية الاميركية الوسطى المسؤولة عن الشرق الاوسط وآسيا الوسطى ان وتيرة الغارات الجوية في العراق محدودة لان الجيش العراقي لا يتقدم كثيرا ويتخذ موقفا دفاعيا اكثر منه هجوميا.

ومنذ 8 آب/اغسطس شن التحالف الدولي اكثر من 600 غارة جوية ضد الجهاديين في العراق وسوريا.

واكد المسؤولون الاميركيون ان الجيش العراقي فقد الكثير من فعاليته في عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي اذ ان الكثير من الضباط الاكفاء تم استبدالهم بآخرين اقل كفاءة لاسباب سياسية ومحاباة كما ان معدات الجيش تم اهمالها.

واضافوا انه من المبكر جدا الحكم على مدى فعالية استراتيجية الرئيس الاميركي باراك أوباما للقضاء على تنظيم الدولة الاسلامية.

الاكراد يستعيدون السيطرة على "تل الشعير"

استعاد المقاتلون الاكراد الذين يدافعون عن مدينة كوباني السورية الحدودية مع تركيا الخميس السيطرة على تلة تقع غرب المدينة بعد غارة استهدفت جهاديي تنظيم "الدولة الاسلامية" الذين كانوا يسيطرون عليها، كما افاد مصور وكالة فرانس برس.

وشاهد المصور الموجود في الجانب الآخر من الحدود اربعة من عناصر التنظيم المتطرف الذين كانوا يتمركزون على هضبة تل الشعير الواقعة غرب المدينة الكردية حين بدأت الغارة قرابة الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي.

وما ان سمع الجهاديون هدير الطائرات المغيرة حتى تركوا اعلى التلة وركضوا للاحتماء في خنادق يرجح ان المقاتلين الاكراد الذين كانوا يسيطرون على هذا الموقع هم الذين حفروها، كما اضاف.

وبعد الغارة شاهد المصور الجهاديين وهم يفرون في حين تقدم المقاتلون الاكراد واستعادوا السيطرة على التلة.

ومنذ بدأ هجوم مقاتلي التنظيم المتطرف على كوباني والقوات الكردية التي تدافع عنها بمؤازرة جوية من التحالف الدولي، تتراجع ثم تتقدم في معارك كر وفر لم يتمكن اي من الطرفين حتى الساعة من تحقيق تقدم حاسم فيها.

وبدأ مقاتلو تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف هجوما على مدينة عين العرب في 16 ايلول/سبتمبر، وتمكنوا في السادس من تشرين الاول/اكتوبر من دخولها، وهم يسيطرون حاليا على اكثر من خمسين في المئة منها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ويواجه عناصر التنظيم المتطرف مقاومة شرسة من قبل المقاتلين الاكراد الذين تلقوا في بداية الاسبوع مساعدات عسكرية القتها طائرات اميركية، وينتظرون وصول مقاتلين اكراد من قوات البشمركة بعدما وافق برلمان اقليم كردستان العراقي على ارسال مقاتلين.