لبى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طلباً لطفل مصاب بالسرطان، واستقبله في القصر الجمهوري، معبراً له عن إمنياته له بالشفاء العاجل، لاسيما أن الطفل رفض تلقي العلاج إلا بعد مقابلة الرئيس.


القاهرة: استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القصر الجمهوري، طفلاً مصاباً بالسرطان، تحقيقاً لرغبة الطفل أحمد ياسر، الذي يتلقى العلاج من مرض السرطان بـ"مستشفى 57357"، رغم عدم تحديد موعد مسبق له.

واستغرق اللقاء نحو خمس دقائق، وبث التلفزيون المصري اللقاء في نشرة الساعة التاسعة من مساء الخميس، ورحب السيسي بالطفل الذي كان بصحبة والده، قائلاً: "اقعد يا أستاذ، وتابع موجهاً حديثه للطفل: "عايز تقول لي إيه؟".

ورد الطفل مبتسماً: "عاوز أقولك: ربنا يحميك يا ريس"، فسأله الرئيس: "اسمك إيه؟ وفي سنة كام"، وواصل الطفل الدعاء للسيسي بقوله: "ربنا يحميك.. إنت حبيبنا يا ريس"، ورد السيسي: "إنت كمان حبيبنا يا أحمد"، مضيفًا: "إنت مش عاوز حاجة".

ونهض الطفل من مقعده أمام الرئيس: "أنا جايب لك هدية"، فرد السيسي مبتسماً: "إنت كمان جايب لي هدية". وقدم الطفل له مصحفاً، وقبل السيسي القرآن، قائلاً: "متشكر يا أحمد كتر خيرك"، وتابع: "الهم انت كويس في خير وسلام".

وأكد والد الطفل أن أحمد كان يريد رؤية الرئيس، ليس أكثر، فرد السيسي موجهاً حديثه للطفل: "ليا الشرف إني شفتك". واطمأن الرئيس المصري&على تفاصيل علاج أحمد، وقال والده إنه يتلقى العلاج من مرض السرطان منذ أربعة أشهر، وسوف يستمر العلاج لمدة ثلاث سنوات.

وتوجه السيسي بالحديث إلى الطفل، وقال: "إن شاء الله هتخف وتبقى زي الفل، ولما تخف هأشوفك"، وتابع: "أنا متشكر أنك إديتني الفرصة أني أشوفك، ودعوتك دي غالية عليَ"، واستطرد: "أنا عاوز أجيب لك حاجة حلوة"، فرد الطفل: مش عاوز حاجة"، ورد السيسي: "هأبعتها لك لحد البيت، ولو عزت أي حاجة تانية، اطلب". متابعاً: "وسلم على أخواتك والدتك وكل القرايب والحبايب يا أحمد".

وسأل السيسي الطفل عن أمنيته للمستقبل والوظيفة التي يتمنى الوصول لها، فقال الطفل: "شكلك"، وهنا ابتسم الرئيس، وقال والده أن أحمد يتمنى أن يكون ضابطاً، وقال الرئيس: "تبقى ضابط قد الدنيا، وربنا يوفقك ويحفظك ويخليك لوالدك ولوالدتك ويخليك لينا".

وفي نهاية اللقاء، احتضن السيسي الطفل، وقبل رأسه، وقال له: "هبعت لك هديتك على البيت"، ورافق الرئيس الطفل حتى خرج من القاعة التي استقبله بها. وهذه ليست المرة الأولى التي يستقبل فيها الرئيس السيسي طفلاً في القصر الرئاسي، بل سبق أن استقبل الطفلة حياة أحمد، التي تبرعت بمبلغ 500 جنيه ادخرتها من مصروفها لصالح صندوق تحيا مصر.

وقال والد الطفل أحمد ياسر المصاب بالسرطان، إن ابنه طلب من رئيس الوزراء إبراهيم محلب أن يلتقي بالرئيس، مشيراً إلى أن محلب أبلغ السيسي طلب الطفل. وأضاف والد الطفل أنه كان من المقرر أن يلتقي الرئيس بالطفل خلال ثلاثة أيام، إلا أن ابنه بكى بشدة، ورفض تلقي العلاج إلا بعد لقاء الرئيس.

وقال في تصريحات عقب اللقاء: "المقابلة ماكنتش النهارده وكانت تتحدد بعد يومين أو ثلاثة أيام، وأحمد أصر وقال لي أنا هشوفه يا بابا النهارده، وأصر أمام المستشفى وفعلًا خدته ورحت، والناس قدام قصر الاتحادية بكل أدب وبكل احترام وبكل أخلاق بلغوا الريس مع إن ده مش ميعاده".

وأضاف: "أنا بكيت لما شفت رئيس الجمهورية، وماكونتش أعرف إني هقابل السيد رئيس الجمهورية النهارده". وأصدرت رئاسة الجمهورية بياناً حول اللقاء، مشفوعاً بمجموعة من الصور أثناء استقبال الرئيس للطفل المصاب بالسرطان.

وقالت فيه: "الطفل عبر عن أمنيته بالالتقاء بالرئيس"، مشيرة إلى أن "الطفل أهدى السيسي مصحفًا شريفًا كهدية تذكارية، كما دار حديث ودي بين الرئيس والطفل أحمد ياسر، عبَّر خلاله الرئيس عن أطيب أمنياته ودعواته له بالشفاء العاجل".

وتعاني مصر من انتشار مرض السرطان، وتقدر الاحصائيات الرسمية الإصابة بما يتراوح بين 100 و150 ألف حالة سنوياً، ويشكل سرطان الثدي لدى النساء النسبة الأكبر بـ35% من المصابين. ويصاب عشرات الأطفال بالسرطان، وارتفعت نسبة شفاء الأطفال من المرض إلى 72% سنوياً، منذ انشاء مستشفى "57357"، الذي تم بناؤه بالجهود الذاتية، ويقدم العلاج للأطفال بالمجان.