شبه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تنظيم داعش بقتلة الإمام الحسين من الامويين، وقال إنهم انفسهم من يقتلون العراقيين حاليًا، وحذر من أنّ العراق يخوض حرب وجود تستهدف كيانه ووجوده... فيما بحث وزيرا الدفاع العراقي والأميركي خطوات إعادة بناء القوات العراقية.


لندن: قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بمناسبة حلول العام الهجري الجديد غدًا السبت وبدء شهر محرم الحرام إن العراق يمر بمرحلة خطيرة تتطلب من الجميع أن تتضافر جهودهم وأن يوحدوا صفوفهم لتحقيق النصر على عدونا المشترك الذي يمثله تنظيم داعش الارهابي والتنظيمات الارهابية الاخرى.

وأضاف في بيان اليوم، اطلعت "إيلاف" على نصه، أنّ "التاريخ يعيد نفسه فمن حارب وقاتل الامام الحسين عليه السلام هم انفسهم من يقتلون العراقيين ويكفرون جميع المذاهب اليوم وتساندهم اجندات لا تريد للعراق وشعبه الخير والأمن والاستقرار".

وشدد على "ضرورة أن ينتبه المواطن إلى حجم الدمار الذي خلفته هذه التنظيمات الارهابية وخطورتها على العراق وشعبه، اذ اننا كما قلنا سابقًا نعيش معركة وجود تستهدف كياننا وبلدنا فليكن هذا الشهر هو شهر الوحدة الوطنية والبداية لإدامة الانتصارات التي تحققها قواتنا الأمنية والتأسي بما سطره الامام الحسين واتباعه عليهم السلام في معركة الطف، فعدونا واحد ويقوم بتشويه صورة الاسلام عمداً تنفيذًا لمخططات خارجية".

وطالب العبادي جميع الدول بالمناسبة بـ&"محاربة الافكار المتطرفة المنحرفة البعيدة عن الاسلام الحقيقي وأن تبادر إلى قطع دابر هذه الفتن من جذورها لتنعم المنطقة بالأمن والسلام، فالدين الاسلامي هو دين السلام وهو براء من ما يفعله هؤلاء القتلة.

ودعا العبادي العراقيين إلى "توحيد الصفوف واستلهام العبر من مسيرة الامام الحسين عليه السلام في الانتصار على اعداء الامة والاسلام الذين يعيثون بالبلد الخراب والدمار والتخلف". وأضاف:" اننا واذ يمر علينا بدء العام الهجري الجديد وذكرى انتصار الدم على السيف، فمن الضروري أن يكون الجميع على قدر المسؤولية، وليكن هذا الشهر بداية حقيقية لطرد التنظيمات الارهابية من العراق والعيش بسلام وأمن وامان وأن نتجه للاعمار والبناء من اجل رفاهية ابناء هذا البلد".

وأعلن في بغداد أمس عن خطة أمنية شاملة يشارك فيها عشرات الآلاف من العسكريين والأمنيين لحماية ملايين المواطنين الذين سيبدأون التوجه إلى مدينة كربلاء الجنوبية خلال اليومين المقبلين لإحياء مراسيم عاشوراء، وسط تحذيرات من تفجيرات ومحاولات تسميم تستهدفهم.

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية وعمليات بغداد العميد سعد معن إن القوات الأمنية ستشرع بخطة خاصة خلال أيام محرم الحرام تشارك فيها مختلف صنوف القوات الأمنية، اضافة الى نشر عناصر استخباراتية بزي مدني وأخرى نسوية لتفتيش ومراقبة المشاركات في مراسيم عاشوراء التي تبدأ مطلع الاسبوع المقبل في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد).

&ويحيي المسلمون الشيعة في العراق والعالم ذكرى عاشوراء في العاشر من محرم الحرام من كل عام، حيث تعد من أكبر المناسبات الدينية لديهم وهي مقتل الامام الحسين بن علي بن ابي طالب في أجواء يخيم عليها الحزن وترفع الرايات السود وسط المجالس التي تروي السيرة التراجيدية للحدث. ففي العاشر من محرم، وقعت مأساة الطف حيث قتل جيش الخليفة الاموي يزيد بن معاوية الامام الحسين مع عشرات من افراد عائلته عام 61 للهجرة المصادف 680 ميلادية باعتبار هذه المناسبة اكثر الاحداث مأسوية في تاريخ الشيعة، ولذلك تعد زيارة كربلاء خلال عاشوراء من ابرز المناسبات الدينية حيث يصلها مئات الالاف من الاشخاص سيرًا على الاقدام من مختلف مناطق العراق.

وزيرا الدفاع العراقي والأميركي بحثا بناء القوات العراقية

أكد وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل التزام بلاده بدعم العراق في محاربة الارهاب، وذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره العراقي خالد العبيدي اليوم حيث ناقشا ايضًا خطوات اعادة بناء القوات العراقية. وقالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إن هيغل أكد للعبيدي اهمية اعادة بناء القوات العراقية بطريقة تعيد الثقة إلى الضباط و الجنود العراقيين والشعب العراقي جميعاً.

وأشارت إلى أنّه تم في الاتصال الهاتفي ايضاً البحث في خطوات تدريب و تسليح القوات العراقية من اجل تعزيز قدراتها في مواجهة مسلحي تنظيم داعش. وأكدت أن الوزيرين تعهدا بتعزيز التعاون الثنائي من اجل تحقيق الاهداف المنشودة بدحر الارهاب. وقال المتحدث باسم البنتاغون الاميرال جون كيربي إن هيغل والعبيدي تحدثا لنحو 20 دقيقة في أول مكالمة هاتفية بينهما منذ التصديق على تعيين الأخير في منصب وزير الدفاع السبت الماضي.

وقال كيربي للصحافيين "كان الوزير واضحًا جدًا.. في أكثر من مناسبة في المكالمة قال إن لديه كل النية للهجوم على داعش والتأكد من ان قوات الأمن العراقية لديها الموارد المناسبة والتدريب ومجهزة للقيام بذلك". وأضاف أنّه ركز بصورة خاصة على انه لديه كل النية.. للتأكد من أن قوات الأمن العراقية تمثل مصالح كل العراقيين وانه يريد جيشًا من كل الاطياف التي تمثل سكان العراق.. جيشا يدافع عن كل بوصة من العراق.

واوضح كيربي أن العبيدي وهيغل لم يبحثا تفاصيل العمليات بشأن التدريب والموارد التي ستحتاج اليها قوات الأمن العراقية لشن هجوم كبير على متشددي داعش. وبدلا من ذلك ناقشا اولويات العبيدي كوزير دفاع. وأضاف كيربي "كان واضحاً للغاية بشأن رغبته في هزيمة داعش والتأكد من أن الجيش العراقي لديه الموارد المناسبة والتدريب ليواصل الدفاع عن بلده ومواطنيه".

وأضاف كيربي أن العبيدي تحدث بشأن الحاجة لإصلاح الجيش العراقي الذي يقول مسؤولون إن رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي اداره بطريقة سيئة وتقاعس عن توفير التدريب له وغيّر بعض القادة المتميزين بآخرين مقربين منه وزاد الانقسامات الطائفية.

وقال كيربي "استخدم كلمة اصلاح بمعنى ما يعرف أنه يحتاج إلى عمله مع الجيش العراقي". وأضاف "بعض هذه الاشياء تقع في مجال الموارد - الرجال والتدريب والتجهيز.. ولذلك فهو يعرف أن لديه عملاً ليقوم به". وللولايات المتحدة في الوقت الراهن مستشارون عسكريون يساعدون القوات العراقية كما تنفذ واشنطن ضربات جوية ضد أهداف داعش في العراق وسوريا.

وجاءت هذه المحادثات بين الوزيرين العراقي والأميركي في وقت أكد مسؤولون كبار في وزارة الدفاع الأميركية أن الجيش العراقي بدأ في عملية اعادة تنظيم وتجميع استعدادًا لشن هجمات واسعة النطاق ضد تنظيم داعش.

لكنّ المسؤولين قالوا في حديث مع مجموعة من الصحافيين في مقر القيادة المركزية الاميركية في فلوريدا "إن القوات العراقية غير مستعدة في الوقت الراهن على شن هجمات مضادة كبيرة"، مشيرين في الوقت نفسه إلى أنّ الجيش العراقي قد تمكن مؤخرًا من استعادة بعض الاراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش في محافظة صلاح الدين. وأشاروا إلى أنّ تنظيم وتدريب القوات العراقية سيستغرق فترة لا تقل عن عدة اشهر.

وقال المسؤولون الأميركيون ان الجيش العراقي يحتاج إلى الكثير من المساعدة في "الأمور الأساسية" مثل تصليح المعدات العسكرية، والتخطيط للعمليات القتالية واستخدام المعلومات الاستخبارية في المعارك من أجل استعادة قوته القتالية. وعزا المسؤولون بطء تقدم القوات العراقية في تحرير مدينة بيجي الشمالية إلى الاحوال الجوية السيئة وعملية مسح الطرق من المتفجرات و تفكيك العبوات الناسفة.

وأشاروا إلى أنّ تنظيم داعش بدأ يلجأ بشكل متزايد إلى زرع العبوات وتفخيخ السيارات كأستراتيجية لابطاء تقدم القوات العراقية وقالوا إن الاجواء الجوية السيئة زادت من صعوبة عملية مسح الطرق من القنابل المزروعة تحت الارض.&