نصر المجالي : كشف النقاب أن مهاجم البرلمان الكندي كان تقدم بطلب للحصول على جواز سفر لرغبته التوجه إلى سوريا، ولكن تأجيل الطلب كان ربما الدافع للهجوم، وكانت السلطات سحبت جوازه لسجله الإجرامي.
وقالت تقارير إن مايكل زحاف بيبو كان يتمنى السفر لمنطقة الشرق الأوسط بهدف معرفة المزيد عن الإسلام وتعلم اللغة العربية، بينما قالت الشرطة الكندية إن رسائل بالبريد الالكتروني تشير إلى وجود صلات بأشخاص كان لديهم نفس آرائه المتشددة.
وأضافت الشرطة أن لبيبو سجل إجرامي، وسبق سجنه عدة مرات لفترات قصيرة بعد إدانته في قضايا كالسطو والسرقة والاعتداء حتى أن السلطات سحبت مؤخراً جواز سفره.
وكانت معلومات ذكرت أن مايكل زحاف بيبو (32 عاماً) ولد في كندا وتعلم في مدارس خاصة ثم اعتنق الاسلام ربما تأثراً بوالده بالتبني، وهو رجل أعمال كندي من أصل ليبي يدعى بوالجاسم زحاف.

الذئاب المنفردة
وإلى ذلك، قال تقرير نشر في لندن إن التحدي الأكبر للأجهزة الأمنية في الغرب سيكون محاولة منع "الذئاب المنفردة& ـ Lone wolves" المتشددة من ارتكاب أعمال ارهابية.
وتعبير (الذئاب المنفردة) يعني أولئك الأفراد الذين يقومون بأعمال عنف بشكل منفرد دون أن تربطهم علاقة واضحة بتنظيم إرهابي ما.
وتشير صحيفة (ديلي تلغراف) اللندنية في تقريرها إلى قيام المواطن الكندي بيبو، الذي تحول إلى الاسلام، بقتل جندي واطلاق النار داخل البرلمان في العاصمة الكندية اوتاوا. ويقول إن التحقيقات لم تكشف حتى الآن عن دوافع القيام بهذا العمل.
ويقول كاتب التحليل كون كوغلن إن هذا العمل ربما كان رد فعل لقرار كندا بالمشاركة في العمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، ويرى الكاتب أن وقوع هذا الحادث بعد يوم واحد من قيام مسلم آخر بدهس جنديين، مات أحدهما، يبدو كهجوم على الحكومة في عقر دارها.
ويعتقد التقرير أن التحدي الأكبر الذي يواجه المحققون الآن معرفة ما اذا كان مرتكب الحادث قد قام بذلك بدافع شخصي أم أنه تلقى تعليمات بالقيام بذلك من جهة "ارهابية" في العراق أو سوريا أو أي منطقة أخرى من المناطق التي سيطر عليها المتشددون الاسلاميون في العالم العربي.
ويعدد الكاتب الأشكال التي يمكن أن تقوم بها "الذئاب المنفردة" بعملياتها، ويقول إنها يمكن أن تكون زرع قنابل ذاتية الصنع في أماكن مختلفة، أو شن هجوم فردي بالسلاح كما فعل اليميني المتطرف اندريه بريفيك في النرويج عام 2011 وأدى إلى قتل العشرات احتجاجًا على سياسة بلاده في مسألة هجرة الاجانب اليها.

منع الهجمات
ويرى التقرير أن منع مثل هذه الهجمات أمر شديد الصعوبة ما لم تكن لدى السلطات معلومات عن نية الشخص القيام بمثل هذا العمل. وتتزايد مخاوف الأوروبيين والأميركيين من تشجيع المتطرفين الاسلاميين على القيام بمثل هذه الأعمال المنفردة، بدلًا من العمل بشكل جماعي لتنفيذ خطة ما، كما حدث في مهاجمة برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك في 11 ايلول (سبتمبر) ايلول عام 2001 أو هجوم 7 تموز (يوليو) عام 2005 في لندن.
ويقول الكاتب إن ما يعزز تلك المخاوف ما كشف عنه جهاز الشرطة البريطانية (اسكوتلانديارد) مؤخرًا من احباط مخطط لخلية "ارهابية اسلامية" كانت تعد للقيام بهجمات منفردة مشابهة لما قام به مايكل زحاف بيبو في اوتاوا.
ويرى الكاتب أن مراقبة نشاط الأفراد أمر أكثر تعقيدًا، خاصة بعد الضغوط التي يتعرض لها السياسيون في اوروبا والولايات المتحدة لكبح جماح اجهزة المخابرات في التجسس على الأفراد بعد ما كشف عنه ادوارد سنودن.
ويقول الكاتب إن الهجوم في كندا يبدو أنه مأخوذ حرفياً من أدبيات تنظيم القاعدة الذي يطالب أنصاره بقتل الأوروبيين والأميركيين "الكفار" متى سنحت الفرصة.
ويضيف الكاتب أن عملية قتل الجندي البريطاني لي رجبي في آيار (مايو) في لندن عام 2013 شجعها ما قيل إنه دعاية اسلامية على الانترنت.
وكان قائد شرطة اسكوتلانديارد حذر من المخاطر التي تهدد الأمن البريطاني بسبب الشباب، الذين يصل عددهم اسبوعيًا إلى نحو خمسة، الذين يسافرون من بريطانيا للانضمام لصفوف المقاتلين في سوريا.
ويختم تقرير (ديلي تلغراف) قائلاً إن هؤلاء الشباب سوف يعودون بعد فترة إلى بريطانيا بعد تشبعهم بأفكار الجماعات الاسلامية مثل تنظيم "داعش"، بالإضافة إلى من يتحولون إلى التطرف نتيجة متابعتهم للفكر المتطرف الموجود على الانترنت الذي يدعو أتباعه إلى قتل المواطنين الأبرياء تقربًا إلى الله.
&