بيروت: شكك حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي وذراعه العسكري بنوايا تركيا التي اعلنت الجمعة ان مقاتلين من المعارضة السورية المسلحة سيعبرون الحدود التركية للقتال في كوباني، وطالبا المعارضة بفتح جبهات اخرى لتخفيف الضغط عن المدينة.
وقال نواف خليل، المتحدث باسم حزب الاتحاد الديموقراطي، ابرز الاحزاب الكردية السورية، لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي، "كيف يمكن ل(الرئيس التركي رجب طيب) اردوغان ان يتواصل مع حزب وصفه قبل عدة ايام بانه ارهابي؟ كيف يصف حزب الاتحاد الديموقراطي بالحزب الارهابي ويعود بعد عدة ايام ويقول انه ينسق مع الحزب لادخال الجيش السوري الحر الى مدينة كوباني؟".
&
وكان خليل يعلق على اعلان الرئيس التركي في وقت سابق ان "حزب الاتحاد الديمقراطي وافق على مساعدة من 1300 من مقاتلي الجيش السوري الحر"، وان "المحادثات جارية لاختيار الطريق الذي سيسلكه" هؤلاء المقاتلون للعبور الى مدينة عين العرب (كوباني بالكردية).
&
واضاف "كيف يمكن لتركيا ان تنسق مع حزب اتهمته بالارهاب؟ عليها ان تراجع تصريحاتها وان تقدم اعتذارا لحزب الاتحاد الديموقراطي والقوى السياسية الكردية في سوريا".
ثم استدرك قائلا "هذه المسالة ليست متعلقة بالحزب اساسا. اذا كانت هناك فكرة لدخول (...) اي قوى مسلحة الى مدينة كوباني يجب ان يتم الاتفاق مع الادارة السياسية، اي الادارة الذاتية الديموقراطية والقيادة العامة لوحدات حماية الشعب".
&
وتساءل لم لا تتوجه مجموعات الجيش الحر التي تريد الدخول الى كوباني و"تقاتل في مدينة حلب التي تكاد تسقط بين ايدي النظام"، مشيرا الى ان "الجيش السوري الحر الذي اتفقنا معه لتشكيل غرفة عمليات مشتركة موجود الآن في كوباني يقاتل الى جانب وحدات حماية الشعب".
وتقاتل مجموعات من المعارضة المسلحة الى جانب المقاتلين الاكراد في كوباني. واوضح بعض المسؤولين الاكراد انهم يلتقون مع الجيش الحر حول "اهداف الثورة"، لكنهم لا يتفقون مع فصائل المعارضة السورية المتحالفة مع تركيا.
&
من جهته، قال بولات جان، المتحدث باسم وحدات حماية الشعب التي تقاتل في كوباني ضد تنظيم "الدولة الاسلامية"، لوكالة فرانس برس "ليست لنا مشكلة مع الجيش الحر الذي يقاتل لأجل الحرية والديمقراطية والذي يحترم إرادة الشعب الكردي (...)، اما من يسلم نفسه لأردوغان ويمشي وفق أجندته ونواياه الخبيثة، فلن نسمح بأن نلعب دور حصان طروادة لتمرير سياسات اردوغان ومشاريعه المريضة".
واضاف "اذا كانوا بالفعل يريدون محاربة داعش، ليتفضلوا ويحاربوا داعش في منطقة الباب ومنبج وجرابلس والرقة ودير الزور"، في اشارة الى مناطق يسيطر عليها التنظيم المتطرف في شمال وشرق سوريا.
&
وتابع "أي جبهة أخرى في هذه المناطق ضد داعش سوف تخفف الهجمة عن كوباني".
&
ولتركيا تاريخ طويل من الصراع مع الاكراد على اراضيها. ووصف اردوغان قبل ايام حزب الاتحاد الديموقراطي الذي ينظر اليه على انه الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني التركي، بانه ارهابي. ورفضت تركيا مرور اسلحة ومقاتلين الى كوباني التي تتعرض لهجوم من تنظيم "الدولة الاسلامية" منذ اكثر من شهر.
&
وقد سيطر التنظيم على نصف المدينة التي تحولت الى رمز لمقاتلة التنظيم لمعروف ب"داعش" والذي يثير الرعب في مناطق سيطرته في العراق وسوريا، وفي العالم بسبب الفظاعات التي يرتكبها.