ابوجا:&يعيش الناس في أجواء من الخوف والذعر في منطقة شيبوك، شمال شرق نيجيريا، مع استمرار الهجمات وعمليات الخطف بعد قيام جماعة بوكو حرام الاسلامية في نيسان/ابريل الماضي بخطف اكثر من 200 تلميذة في عمل احدث صدمة وقوبل باستنكار دولي.

وعلى رغم اعلان السلطات في 17 تشرين الاول/اكتوبر وقفا لاطلاق النار مع بوكو حرام، التي يتهمها خبراء ومسؤولون ميدانيون بالوقوف وراء اعمال العنف، ما زالت هذه المنطقة تتعرض لهجمات متواصلة يشنها الاسلاميون.
وافادت شهادات ادلى بها سكان، ان حوالى 60 فتاة وامرأة خطفن السبت في مدينتي واغا وغوارتا القريبتين من شيبوك.
ففي واغا، دهم اسلاميون مسلحون المنازل واحدا واحدا واقتادوا 40 فتاة، كما ذكر شهود.
وقال لازاروس بوشي، احد وجهاء واغا، في تصريح لوكالة فرانس برس، ان المهاجمين "تركوا في كل المنازل التي خطفوا منها نساء، مهرا هو كناية عن 1500 نايرا (7 يورو) وجوز الكولا".
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، اكد الكاهن اينوش مارك، وهو والد وعم رهينات من شيبوك، عمل فترة طويلة في واغا وما زالت تربطه بأهلها علاقات وثيقة، خطف 40 امرأة في هذه المدينة.
وتحدث سكان من مدينة غوارتا بالمنطقة نفسها، عن خطف 20 امرأة وفتاة في نهاية الاسبوع، لكن لم تتوافر تفاصيل حتى الان.
والتحقق من المعلومات المتعلقة بأعمال العنف في الشمال الشرقي، مسألة بالغة التعقيد بسبب صعوبة الاتصالات الهاتفية وعمليات التنقل المتعذرة تقريبا.
وكان الجيش والرئاسة النيجيريان اعلنا في 17 تشرين الاول/اكتوبر التوصل الى اتفاق مع بوكو حرام ينص على الافراج عن 219 فتاة من شيبوك ما زلن يعتبرن في عداد المفقودات.
لكن المتحدث باسم الاجهزة الامنية النيجيرية مايك اوميري نفى وجود اي اتفاق للافراج عن الفتيات.
ولم يؤكد زعيم الجماعة ابوبكر شيكو التوصل الى وقف اطلاق النار، وجاء الانباء عن اعمال عنف جديدة، في نهاية الاسبوع لتنفي صحة ذلك.
وقال عثمان بيتر والد احدى التلميذات ان "معظم القرى قد دمرت واقفرت" في الاشهر الاخيرة حول شيبوك.
وفي شيبوك، حيث توفي عدد كبير من ذوي الضحايا منذ وقوع المأساة، من جراء ازمات قلبية ناجمة عن الحزن والأسى، يشهد الدمار الذي لحق بالمدرسة الثانوية الرسمية للبنات التي خطفت بوكو حرام تلميذاتها من عنابر النوم، ليل 14 نيسان/ابريل، على المأساة.
وقال مساعد المديرة بولامودو لاوان "دمر 80% من مباني المدرسة. لم يبق سوى اربع من 29 غرفة تدريس".
وقبل ان يقتادوا رهائنهن، دمر عناصر بوكو حرام التي يعني اسمها باللغة الهوسية "التعليم الغربي خطيئة" عنابر النوم ومكاتب الادارة وقاعة الكمبيوتر ومختبر الكيمياء والمكتبة.
وكانت الحكومة النيجيرية وعدت مع ذلك بالمساعدة في اعادة بناء هذه المدرسة. وتعهد رئيس الوزراء السابق غوردون براون الذي يشغل اليوم منصب مبعوث الامم المتحدة للتربية، بتقديم مساعدته ايضا عبر خطة الامم المتحدة لضمان أمن المدارس.
لكن سكان شيبوك لم يتسلموا بعد ستة اشهر اي مساعدة وما زالت المدرسة مقفلة.
وارسلت 57 تلميذة نجون من الخطف الى مدارس بمناطق اخرى من البلاد.
واذا ما افرج عن التلميذات، يتساءل ذووهن، هل يستطعن العودة الى شيبوك؟&
ويسأل اينوش مارك "كيف نتأكد انهن لن يتعرضن للخطف من جديد، فيما تستمر الهجمات في المنطقة؟"
ويقول ان "العيش في اجواء الخوف هذه، بعد التعرض لهذه الصدمة، قد ينجم عنه تأثير مدمر على نفسيتهن".