باريس: تجمع حوالى 300 شخص السبت امام السجن الذي يقبع فيه "الثوري اللبناني" المناهض لاسرائيل جورج ابراهيم عبد الله في لانميزان في فرنسا للمطالبة بالافراج عنه، حيث يمضي عقوبة السجن منذ 30 عامًا، بعد ادانته بتهمة التواطؤ في اغتيال دبلوماسيين اميركي واسرائيلي.

وافاد مراسل لوكالة رفرانس برس ان المتظاهرين الذين رفعوا لافتات تصفه بـ"السجين السياسي لدى الامبريالية الفرنسية"، ودعوا الى "الافراج" عنه، حملوا اعلاما فلسطينية ورايات اخرى للحزب الشيوعي الفرنسي خصوصًا.

وهتف المحتجون، الذين تجمعوا امام سياج السجن في اعالي البيرينيه (جنوب غرب) في جو سلمي يحيط بهم عشرات العناصر في قوى الامن "جورج ابراهيم، رفاقك هنا". وقالت سوزان لو مانسو من التجمع الوطني للافراج عن جورج ابراهيم عبد الله، "مرت ثلاثون عاما (على سجنه). هذا تعسف وعدوانية". واضافت لو مانسو، وهي احدى الاشخاص النادرين الذين يحق لهم زيارته، "بسبب قناعاته المناهضة للصهيونية والامبريالية، تقوم الولايات المتحدة والدولة الفرنسية بكل شيء لكي يبقى في السجن".

وتلت الناشطة اعلانا من السجين كتبه في زنزانته. وقال الاعلان "انها سنوات طويلة جدا فوق احتمال البشر (...) لكن تحرككم ايها الرفاق شارك في نزع قناع تعسف وعدوانية القضاء". وكان هذا اللبناني المسيحي، الذي يبلغ الثالثة والستين من العمر، ويتحدر من بلدة القبيات في شمال لبنان، اسس في 1980، مع اربعة من اشقائه وخمسة من اقاربه، الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية، وهي مجموعة ماركسية صغيرة موالية لسوريا ومعادية لاسرائيل، اعلنت مسؤوليتها عن خمسة اعتداءات، كانت اربعة منها دامية خلال عامي 1981 و1982 في فرنسا.

وخلال محاكمته في ليون في 1986، ادين بتهمة التواطؤ في اغتيال الديبلوماسيين، الاميركي تشارلز راي في باريس، والاسرائيلي ياكوف بارسيمنتوف في بولوني-بيانكور. ويقول جورج ابراهيم عبدالله، المدرس السابق، ابن ضابط صف في الجيش اللبناني، وينتمي الى طائفة الروم الارثوذكس "انا مقاتل، ولست مجرما". واضاف امام القضاة ان "المسار الذي سلكته، املته عليّ الاساءات لحقوق الانسان التي ترتكب ضد فلسطين".

وفي الاونة الاخيرة اعلن المتحدث باسم سفارة الولايات المتحدة في باريس ميتشل موس ان الدبلوماسيين القتيلين "لكل منهما عائلة لا تزال تشعر بهذه الخسارة في كل يوم". وقد تمسك جورج ابراهيم عبدالله، الذي اصبح بمرور الزمن واحدا من اقدم السجناء في فرنسا، بالمثل العليا لأيام الشباب، ولم يتنكر لمعتقداته، ولا اعرب عن اي ذرة ندم. وهو مسجون في الوقت الراهن في لانميزان في مقاطعة أعالي البيرينيه.

وكان جورج ابراهيم عبدالله مؤهلا منذ سنوات عدة لعفو مشروط، لكن محكمة التمييز رفضت طلباته الثمانية. ورفع طلب تاسع، على ان يصدر قرار محكمة تنفيذ العقوبات في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر.
&