قتل&43 مدنيًا على الأقل، بينهم 13 طفلًا، في غارات شنها الطيران السوري على حمص. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 24 شخصًا بينهم 16 من افراد عائلة واحدة قتلوا في الغارات في مدينة تلبيسة.


بيروت: اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الاحد ان 43 شخصا على الاقل بينهم 13 طفلا قتلوا مساء السبت في غارات جوية شنها الجيش السوري على مناطق متمردة.

واستهدفت هذه الغارات محافظة حمص (وسط) حيث قتل 31 شخصا ومحافظة درعا (جنوب) حيث اسفرت الغارات عن 12 قتيلا. وفي محافظة حمص قتل 24 شخصا منهم 16 من عائلة واحدة في غارات مساء السبت والاحد على تلبيسة. واوضح المصدر ان 12 طفلا وثلاث نساء هم بين القتلى.

ومع مدينة الرستن في هذه المحافظة ايضا، كانت تلبيسة احدى اوائل المدن السورية التي تمردت على نظام الرئيس بشار الاسد في 2011. وهي محاصرة وتتعرض للقصف منذ اكثر من سنيتن من قبل القوات الموالية.

وفي مدينة حمص نفسها، قتل سبعة اشخاص منهم طفل في غارات شنت مساء السبت والاحد على حي الوعر الوحيد في المدينة الذي لا يزال مع المتمردين منذ سقوط معاقلهم قي المدينة القديمة قبل ستة اشهر. واظهر شريط فيديو وضعه ناشطون معارضون الاحد على الانترنت ما قالوا انه دمار في الحي مع مباني مهدمة وحطام متناثر.

وقال الناشطون ان عمليات القصف على هذا الحي المكتظ قد تكثفت في الاسابيع الماضية بعد هجوم انتحاري اسفر عن مقتل 47 طفلا في الاول من تشرين الاول/اكتوبر في مدرسة قي حي بالمدينة تسيطرعليه القوات الحكومية.

وبعد هذا الهجوم "تم استبدال رئيس فرع الامن العسكري للنظام"، كما قال لوكالة فرانس برس حسن عبد الزين الناشط في حي الوعر. واضاف عبر الانترنت ان "الرئيس الجديد لفرع الامن العسكري شن حملة بربرية على حي الوعر الذي يواجه وضعا انسانيا رهيبا". وكانت مفاوضات لانسحاب المتمردين من الحي فشلت في الاشهر الماضية.

من جهة اخرى، في محافظة درعا، قتل 12 مدنيا جميعهم من عائلة واحدة في غارة على بصرى الشام، وفقا للمصدر نفسه. واسفر النزاع في سوريا، الذي بدا كحركة احتجاجية سلمية قبل ان يتحول الى صراع مسلح، عن مقتل اكثر من 190 الف شخص منذ اذار/مارس 2011 ودفع بنحو نصف السكان الى الفرار من منازلهم.

واظهر شريط فيديو بثه ناشطون جرارات زراعية تحاول رفع الانقاض ليلا بحثا عن ناجين. وكانت تلبيسة اضافة الى مدينة الرستن، من المدن التي شهدت تظاهرات مناهضة في بداية الحركة الاحتجاجية لنظام الرئيس بشار الأسد في اذار/مارس 2011، وتحاصرها القوات النظامية منذ أكثر من عامين. وفي مدينة حمص، قتل ستة رجال وطفل بينهم "ثلاثة من عائلة واحدة" في قصف على مناطق في حي الوعر" الوحيد، الذي ما زال تحت سيطرة مقاتلي المعارضة بعد خروجهم من معاقلهم في حمص القديمة منذ ستة اشهر.

وبث ناشطون شريط فيديو الاحد بين الدمار الذي لحق بالحي، وبدت في الصور اسقف الابنية، وقد انهارت الى مستوى الارض. وقال الناشطون في الشريط "النظام يريد إركاع الوعر، لانه يريد السيطرة على كامل حمص" المدينة الثالثة في البلاد. وجرت محاولات عدة لتحقيق مصالحة في الحي على غرار ما حدث في احياء حمص القديمة واسفرت عن خروج مقاتلي المعارضة من الحي، الا ان هذه المفاوضات لم تثمر.

وقال ناشطون ان وتيرة القصف تصاعدت في الاسابيع الاخيرة، ما اغلق الابواب امام المصالحة. ياتي التصعيد بعد مقتل 47 طفلا في الاول من تشرين الاول/اكتوبر اثر تفجير انتحاري امام مدرسة في حي تسكنه غالبية موالية للنظام في حمص.

وقال الناشط من حي الوعر حسان ابو الزين لوكالة فرانس برس ان رئيس فرع الامن العسكري الجديد "اطلق حملة همجية ضد الحي الذي يعاني من وضع انساني محزن". وتمت اقالة رئيس الامن العسكري اثر حادثة التفجير في هذه المدينة التي اطلق عليها الناشطون لقب "عاصمة الثورة السورية".

وخسرت المعارضة المسلحة عددا من معاقلها خلال مواجهتها مع القوات النظامية التي تؤازرها قوات من حزب الله اللبناني اضافة الى قتالها ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" في شمال وشرق سوريا. وفي حلب (شمال)، اعلنت وكالة الانباء الرسمية مقتل "مواطنين اثنين احدهما طفلة وجرح 24 طفلا جراء اعتداء ارهابي بقذائف صاروخية أطلقها ارهابيون على حي السريان فى حلب".

فيما اورد المرصد ان القصف استهدف مدرسة ما ادى الى مقتل طفلة وشخص وجرح 26 اخرين. ومنذ تموز/يوليو 2012 ، يتقاسم مقاتلو المعارضة وقوات النظام السيطرة على احياء حلب. ومنذ نهاية 2013، تنفذ طائرات النظام حملة قصف جوي منظمة على الاحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة تستخدم فيها البراميل المتفجرة، ما اوقع مئات القتلى واستدعى تنديدًا دوليًا.

وخسرت مجموعات المعارضة المسلحة خلال الاشهر الاخيرة مواقع عدة في حلب ومحيطها. واسفر النزاع في سوريا، الذي بدا كحركة احتجاجية سلمية قبل ان يتحول الى صراع مسلح، عن مقتل اكثر من 190 الف شخص منذ اذار/مارس 2011 ودفع بنحو نصف السكان الى الفرار من منازلهم.
&