&
أعلن تنظيم "داعش" إقامة "دولة الخلافة" على أجزاء من العراق وسوريا، لكن تحقيقها على الواقع يبقى أمرا مستبعدا بالنسبة للكثيرين ومنهن "بي بي سي" التي قالت إن التنظيم أصيب بجنون العظمة ومشروعه يقوم على فكرة تفوق الخيال.

&
&
القاهرة: تتواصل تحليلات وسائل الإعلام الغربية بشأن الخطوة التي أعلن بموجبها تنظيم "داعش" بقيادة أبو بكر البغدادي خلال شهر حزيران (يونيو) الماضي &تحول التنظيم إلى "دولة خلافة"، وأن البغدادي هو خليفة تلك الدولة.
وذكر تقرير لموقع "بي بي سي" أن إعلان "دولة الخلافة" جاء ليُشكِّل تأكيداً على ما بات يشتهر به تنظيم "داعش" من جنون عظمة وخيال رجعي.
&
وسبق للبغدادي أن طالب بالولاء لتلك الخلافة من منطلق أنه أمر يجب أن يلتزم به كل المسلمين، وهو النداء الذي قوبل على الفور بإدانة واسعة في كافة أنحاء الشرق الأوسط.
ومضت البي بي سي تقول إن "نظام البغدادي الوحشي لا يتفق، بالطبع، مع الفهم الإسلامي الكلاسيكي للشكل الذي يجب أن تكون عليه الخلافة، غير أنه استحضر طموحاً مختلفا".
&
حنين لفكرة للخلافة
ورغم إلغاء آخر خلافة ( الخاصة بالعثمانيين ) بصورة رسمية قبل ما يقرب من 90 عاماً، إلا أنه في دراسة مسحية أجراها مركز غالوب البحثي عام 2006 على المسلمين الذين يعيشون في مصر، والمغرب، واندونيسيا وباكستان، قال ثلثا من أدلوا بأصواتهم إنهم يؤيدون الهدف الخاص بتوحيد كل الدول الإسلامية تحت راية خلافة جديدة.
&
وقالت البي بي سي إن السر وراء ميل كثير من المسلمين لهذا الحلم الذي يبدو صعب المنال يرجع إلى التاريخ الخاص بفكرة الخلافة، التي بدأت مع قدوم الأنبياء آدم، وداوود وسليمان، الذين كانوا يعتبروا خلفاء لله على الأرض. وبعد وفاة النبي محمد عام 632، تم منح لقب الخليفة إلى الخلفاء الراشدين.
&
ومن المصادر الأخرى التي تحظى بأهمية وتقف وراء الدعوة اليوم لتأسيس دولة خلافة إسلامية هي ما تثيره تلك الفكرة من ذكريات عن عصر البطولات الإسلامية، في عقد الخلفاء الراشدين وكذلك الخلفاء الأمويين والعباسيين.&
&
ونقلت البي بي سي في هذا السياق عن المؤرخ، هاغ كينيدي، قوله :" بعد وفاة النبي محمد بسبعين عاماً، امتد ذلك العالم الإسلامي من اسبانيا والمغرب حتى وسط آسيا والأطراف الجنوبية لباكستان، ما يعني أن الدولة الإسلامية كانت إمبراطورية كبرى في ذلك الوقت، تحت قيادة زعيم إسلامي واحد. وتلك هي الوحدة الإسلامية، ونطاق السيادة الإسلامية، التي يحب كثير من المسلمين اليوم أن يعودوا إليها من جديد".

خلافات الماضي&
وأشار تقرير "بي بي سي" إلى أن ذلك العصر الذهبي للدولة الإسلامية اتسم كذلك بإبداع كبير على الصعيدين الفكري والثقافي. لكن مع بدء انقسام السلطة، لم يكن الأمر مجرد معضلة سياسية لأي سلالة حاكمة، بل تحدي لاهوتي لفكرة الخلافة أيضاً. وبعد مرور ما يزيد عن 100 عام، بدأت تظهر خلائف متوازية أو حتى متنافسة.&
&
ثم ألغيت الخلافة في العام 1924 على يد كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة، الذي كان يرى أنه لابد من إلغاء ذلك الكيان لضمان إنجاح الجهود التي يقوم بها لتحويل ما بقي من الإمبراطورية إلى دولة علمانية تتماشى والقرن العشرين. وطُرِد آخر خليفة عثماني من اسطنبول ليعيش بالمنفى في باريس وفي إقليم كوت دازور الفرنسي.&
&
فكرة تفوق الخيال
وتابعت البي بي سي بلفتها إلى أن الثورات التي سميت بالربيع العربي في تونس، مصر وليبيا فُسِّرَت في العواصم الغربية باعتبارها دليل على أن المستقبل الإسلامي يقع على عاتق الديمقراطية، إلى أن تمت الإطاحة بنظام الإخوان المسلمين في مصر على يد وزير الدفاع السابق ورئيس الجمهورية الحالي عبد الفتاح السيسي، ومن ثم بدأت تظهر فظائع تنظيم "داعش" وسط الفوضى الدموية للصراع الأهلي بسوريا والعراق. وختمت البي بي سي بقولها إن نجاح تنظيم "داعش" يعكس الشكل الذي بات عليه الطموح العاجل والقوي نحو تأسيس الخلافة. ورغم أن مشروعه رجعي ويعكس جنون العظمة، إلا أنه قائم على فكرة تفوق الخيال بكثير.
&
&
&
&