رأى أكثر من نصف المشاركين في استفتاء "إيلاف" الأسبوعي أن التقسيم هو الحل المناسب لوضع حد للصراع في اليمن، في مؤشر على مدى الجدل حيال ما يجري هناك، لا سيما بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء.
&
الرياض: انقسمت آراء المشاركين في استفتاء "إيلاف" الأسبوعي حول اعتبار خيار تقسيم اليمن وسيلة لتجنيب البلاد ويلات الحرب الأهلية. وبدت نسبة المؤيدين والمعارضين متقاربة جدًا، مع أغلبية محدودة لمن يرون أن التقسيم هو الحل.

جدال

خلّف سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء ومناطق واسعة شعورًا متعاظمًا بأن اليمن مقبل على إعادة رسم خريطته السياسية على أساس مذهبي، فتؤول المحافظات الشمالية والغربية، التي سقطت في قبضة الحوثيين، إلى الشيعة، بينما تبقى المحافظات الجنوبية والشرقية للسنّة.

وطرحت "إيلاف" سؤالًا مباشرًا: "هل تقسيم اليمن يجنّبه ويلات الحرب الأهلية؟". حددت خيارات الإجابة بـ"نعم" أو "لا"، فصوّت 1002 بنعم، بما نسبته 52%، مؤكدين أن التقسيم هو الحل، بينما اختار 931 شكّلوا 48% أن يجيبوا بـ"لا".

وتعكس النتيجة حالة الجدل بشأن ما يجري في اليمن، مع تصاعد الدعوات لتقسيم البلاد، إثر سيطرة الحوثيين بقوة السلاح على العاصمة صنعاء، ومساحات واسعة، وفرض شروطها على صناع القرار، بدعم من دول اقليمية.
&
قادم لا محالة

رغم اعتبار العديد من الدول، سواء النافذة أو المجاورة لليمن، فكرة التقسيم غير واردة في المستقبل، فإن واقع الحال يشير إلى العكس، وفق خبراء يعتقدون أن التقسيم قادم لا محالة، وقد يكون هو الخيار الأفضل من بين سيناريوهات أخرى أكثر خطورة.

وهدّد مؤخرًا تنظيم "القاعدة" جماعة الحوثيين بنقل المعركة إلى معقلها الرئيس في صعدة شمال اليمن، وشهد محيط مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء مزيدًا من المعارك بين الحوثيين ومسلحي "القاعدة"، في ظل تقدم حوثي حذر صوب معاقل التنظيم القبلية.

وخيم الهدوء على مناطق محافظة إب التي يتقاسم الحوثيون السيطرة عليها مع تنظيم "القاعدة" ومسلحي القبائل، الذين يعترضون زحف الجماعة نحو المناطق الجنوبية من اليمن.
&
خيار إنتحاري

قالت جين ماريوت، السفيرة البريطانية في صنعاء، إن البلد تحت خطر التقسيم، "وإذا حصل ذلك فإن الكل سيكون خاسرًا، سواءً أكان الحوثيون أم الحراك، أم أي فصيل آخر، فالكل سيخسر وأي شخص يدفع بهذا الاتجاه هو شخص انتحاري يعمل ضد بلده".

وتؤشر الأحداث المتسارعة في اليمن وفق ما يرى مختصون، إلى أن الحوثي في طريقه إلى فرض سيطرته الكاملة على شمال اليمن، ما يقلص خيارات مستقبل اليمن السياسي في خيارين حوثيين لا ثالث لهما، بحسب مخططات الحوثيين، الرامية إلى دولة اتحادية من إقليمين يخضعان لسلطة قيادات موالية لإيران، أو انفصال الجنوب عن الشمال وفقًا لسياسة القبول بالأمر الواقع، التي تجعل من الحوثي حاكمًا فعليا للجزء اليمني، الذي كان يمثل تاريخيًا حدود الدولة المتوكلية.