بعدما أحبط الجيش اللبناني مخططًا لـ"إرهابيين" يقضي بتفجير سيارات مفخخة تقودها نساء من تنظيم "داعش"، تعود موجة التهديدات بسيارات مفخخة إلى واجهة الأحداث في لبنان مجددا.

&
بيروت: كان المخطط الذي وُضع في طرابلس قبل مواجهة الجيش اللبناني لـ"الإرهابيين" يقضي بتفجير سيارات مفخخة تقودها نساء من تنظيم "داعش"، وقد ضبط الجيش لدى توقيفه أحمد ميقاتي في الضنية 50 عبوةً ناسفة تزن كلّ واحدة منها 10 كيلوغرامات، فضلاً عن معمل لتصنيع المتفجّرات، ومعدّات وأسلحة أخرى تخدم هذا المخطط.
&
كما وردت معلومات إلى قيادة الجيش تفيد عن تحرّك عدد من السيارات المفخّخة المعدّة للتفجير، وقد عمّمت أوصافها على كلّ المراكز الأمنية، وهي موضع مراقبة.
&
وألقى الجيش القبض على خديجة حميد، وهي إحدى النساء اللواتي جُنّدن لقيادة سيارة مفخخة والدخول الى مجالس عاشورائية بهدف تفجيرها.
&
أخطار حقيقية
ويقول النائب سليم سلهب من (تكتل التغيير والإصلاح) لـ"إيلاف" إن ما يواجه المنطقة هو خطر حقيقي ولا يستهان به، وأضاف:"نتيجة أعمال داعش يمكن أن نصل إلى تقسيم العراق من خلال دويلات، من خلال دولة إسلامية وأخرى شيعية وكردية، وهذا قد يرتّد على لبنان وسوريا وكلّ المنطقة من خلال أعمال إرهابية كما شاهدنا في طرابلس ومن خلال الإعداد للتفجيرات كما سمعنا أخيرًا، ويجب تناول الموضوع بجدّية من خلال معالجته جذريًا والتعاطي معه بمسؤولية".
&
وتابع سلهب "من هنا يجب التنبّه إلى الارتدادات التي يمكن أن يواجهها لبنان من خلال الإعداد للتفجيرات وغيرها من الأمور التي تخل بأمن لبنان، ويؤكد سلهب".
واعتبر أن "الاستقرار الأمني في لبنان لا يزال ممسوكًا من قبل الأجهزة العسكرية في لبنان، رغم ما شهدناه في اليوميين الماضيين في طرابلس، ونأمل أن يبقى الوضع الأمني ممسوكًا من قبل الجيش اللبناني من خلال اكتشاف كل المخططات التي يرمي الإرهاب تنفيذها على الأراضي اللبنانية".
&
استيقاظ مفاجئ
يرى الخبير الأكاديمي ودكتور العلوم السياسية بهجت فياض ل"إيلاف" أن العالم العربي قد استيقظ فجأة من محيطه إلى خليجه إلى أمر خطير جدًا وهو أنه يواجه عنوانًا لخطر كبير هو الإرهاب، وقال "هذا الإرهاب لا يطمح بالدمار فقط، بل بتغيير الأنظمة، تحت شعار الإسلام المتطرّف ضد الإعتدال، ويؤكد فياض أن هناك خطرًا كبيرًا على لبنان من خلال المس بأمنه وسيادته ومن خلال ما سمعنا أخيرًا بعودة موجة التفجيرات إليه".
&
أين تتجه المنطقة؟
ويلفت فياض إلى أنه "إذا كانت دولة مثل العراق مجهّزة بجيش عراقي مختلف وقد تمكّن داعش من السيطرة على مدن رئيسية كالموصل ونينوى وغيرها، فهذا يطرح سؤالاً كبيرًا إلى أين تتجه المنطقة بما فيها لبنان وسوريا والعراق؟
&
ويلفت فياض إلى أن عودة التفجيرات إلى لبنان باتت إحتمالاً مفتوحًا لأن لبنان مرتبط بها، رغم وجود القدرة الأمنية التي أثبتت فاعليتها حتى الآن، ولاحظنا في الفترة السابقة، أن السيارات المفخخة تضاءلت نسبيًا، وذلك بسبب تغير التحالفات والانقسامات الدولية".

المزيد من التدهور
ويؤكد فياض أن المنطقة مقبلة على الكثير من الأزمات وتدهور الوضع فيها، وتابع "لأننا نتحدث عن جماعات إرهابية كداعش والنصرة وهي كلها لا تعترف بالحوار، &بل هدفها تغيير المعادلات على الأرض، وهذه أمور تهدد كل البلدان في مختلف أقطار العالم، وعلى الجميع بذل الجهود وتوحيدها في كل دول العالم بهدف القضاء على كل التنظيمات الإرهابية التي باتت خطرًا على كيانات دول عدة".
&