شكا رئيس البرلمان العراقي لقائد القوات المركزية الأميركية ممارسات ميليشيات عراقية قال إنها مسلّحة متطرفة في ترويع المواطنين الأمر الذي يعيق مساهمتهم في التصدي للارهاب داعيًا إلى وضع حد لممارساتها فيما طلب وزير الداخلية تزويد بلاده للعراق بمساعدات عسكرية تقنية لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش".


لندن: بحث الجنرال لويد أوستن قائد القيادة المركزية الأميركية، يرافقه السفير الأميركي لدى العراق ستيورات جونز في بغداد، اليوم مع رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي آخر التطورات الميدانية في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" والتقدم الذي احرزته القوات العراقية على الارض خلال الايام الاخيرة بطرد مقاتليه من عدد من المناطق وخاصة القريبة من العاصمة بغداد.

وقد هنأ الجنرال اوستن العبادي "بالانتصارات التي حققتها القوات العراقية في مختلف المناطق وبالأخص في جرف الصخر جنوب بغداد ومحافظة صلاح الدين الغربية ومناطق اخرى في الشمال والوسط.

المليشيات والعشائر في اجتماع الجبوري مع أوستن

وفي اجتماع آخر مع رئيس مجلس النواب سليم الجبوري فقد بحث قائد القوات المركزية الأميركية الجنرال لويد اوستن& مستجدات الوضع الامني والجهد الدولي في محاربة المجاميع الارهابية.

وأكد الجبوري ان الوضع السياسي يسير بانسيابية بعد تكملة التشكيلة الحكومية وقال "لكن هناك معوقات نسعى جميعا لتجاوزها مبينا ان الإرهاب هو التهديد الأكبر ويحتاج إلى جهد كبير للقضاء عليه" كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه& تسلمته "إيلاف".

وأضاف الجبوري ان اهالي المناطق التي تشهد عمليات عسكرية مستعدون لمواجهة داعش في مناطقهم مثل الأنبار ونينوى وصلاح الدين وديإلى والعشائر لديها الرغبة في طرد المجاميع المسلحة لافتا إلى أنّ هناك مشكلة كبيرة متمثلة بالميليشيات المتطرفة ونشاطها في ترويع الناس لذا يجب وضع حد لهذه المشكلة التي تهدد السلم الاجتماعي في اشارة إلى ميليشيات شيعية تقاتل الآن تنظيم "داعش" وتنتقم من مواطني مناطق سنية سيطر عليها التنظيم بذريعة تعاونهم معه.

ويعد فيلق "بدر" بقيادة هادي العامري وسرايا السلام التي كانت تعرف بجيش المهدي التي يتزعمها مقتدى الصدر وعصائب أهل الحق التي يقودها الشيخ قيس الخزعلي المنشق عن الصدر وجيش المختار بقيادة واثق البطاط ولواء أبو الفضل العباس الذي يقوده أبو عجيب وهو شخصية غير معروفة من أهم وأقوى الميليشيات الشيعية الفاعلة في العراق فضلا عن عشرات التيارات والحركات الميليشيات الأخرى ومنها حزب الله في العراق والتي تشكو مناطق سنية من ممارسات مقاتليها ضدهم بالقتل والتهجير والاختطاف.

واشار الجبوري إلى أنّ الضربات الجوية التي يقوم بها التحالف الدولي مهمة وحققت إنجازًا ولكن هناك حاجة لدعم العشائر العاملة على الارض لتحرير مناطقها، مبينًا أنّ الدعم الدولي يجب ان يأخذ مدى اكبر كما ان سكان المناطق التي يسيطر عليها داعش بحاجة إلى تطمينات من قبل الحكومة من خلال اشراكهم في عملية تحرير مناطقهم مع الحفاظ على ارواح المدنيين وممتلكاتهم.

من جانبه ثمن اوستن الجهود الكبيرة التي يبذلها رئيس البرلمان في انجاح المسيرة السياسية والنهوض بدور مجلس النواب في ترسيخ العملية الديمقراطية وانجاح المصالحة الوطنية، مبديا استعداد بلاده لدعم العراق في محاربة الإرهاب.

واشار إلى أنّه "لا يمكن تحقيق النصر بدون مساعدة الناس في الموصل والأنبار ولا يمكن لهم ان يساعدونا دون ان يشعروا انهم جزء من البلد وان يحصلوا على جميع حقوقهم وعلى الحكومة ان تحقق ذلك للناس وانتم في البرلمان دوركم مهم بالتعاون مع الحكومة لكسب الناس والقضاء على الإرهاب وكلما اسرعت الحكومة بإيجاد التطمينات كلما كان النصر اقرب".

بغداد تطالب واشنطن بمساعدات تقنية للتصدي لداعش

ومن جانبه طالب وزير الداخلية محمد سالم الغبان من قائد المنطقة الوسطى الأميركية خلال اجتماعهما في بغداد اليوم بمساعدات ضرورية من واشنطن ذات طابع تقني للتصدي لتنظيم الدولة الاسلامية "داعش".

وخلال الاجتماع اعرب الجنرال اوستن عن تمنياته لوزير الداخلية بالنجاح في مهمته معربأ عن دعم الولايات المتحدة للعراق في مكافحة تنظيم داعش ووعده بمساعدة الداخلية العراقية لبناء قدراتها التسليحية والبشرية". وشدد على ضرورة اعادة بناء اجهزة الشرطة في المناطق التي احتلها تنظيم "داعش" لتستلم مهامها فور تحرير تلك المناطق.

بدوره& طالب الوزير العراقي المسؤول الأميركي بمساعدات ضرورية ذات طابع تقني للتصدي لداعش مبديًا حرص الوزارة على بناء اجهزة الشرطة مهنيأ ومعنويأ على ضوء الدروس المستفادة من حرب مكافحة الارهاب.

وفي وقت سابق اليوم أعلن قائد عمليات دجلة العراقية عن قتل أكثر من 30 مسلحا لتنظيم الدولة الاسلامية بينهم ما يسمى بوالي منصورية الجبل بعملية نوعية شرق بعقوبة مركز محافظة ديإلى (65 كلم شمال شرق بغداد) مشيرًا إلى أنه تم إبطال مفعول 15 عبوة ناسفة وتفجير ثلاثة منازل مفخخة.

وقال قائد عمليات دجلة الفريق الركن عبد الامير الزيدي في حديث صحافي إن قوات أمنية من الشرطة والجيش مدعومة بالحشد الشعبي نفذت عملية نوعية في منطقة منصورية الجبل ( 50 كلم شرق بعقوبة ) عاصمة محافظة ديإلى ونجحت في تطهير أجزاء منها بعد معارك عنيفة مع تنظيم الدولة الاسلامية. وكان قائد المنطقة الوسطى الاميركية قد وصل صباح اليوم إلى بغداد وبحث مع كبار المسؤولين العراقيين تطورات الاوضاع الامنية التي يشهدها العراق.