اعتبرت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي ان الأزمة التي تعيشها المنطقة والانتهاكات التي يشهدها العراق وسوريا لن تنتهي الا بإسقاط النظام الايراني وحذّرت من ضمّ طهران الى التحالف الدولي ضد داعش، فيما دان المشرعون الفرنسيون زيارة رئيس لجنة الامن القومي في البرلمان الإيراني الاخيرة لفرنسا مؤكدين انها تضرّ بالسلام وحقوق الإنسان.


أسامة مهدي من لندن: قالت مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، في كلمة أمام جمع من المشرعين الفرنسيين في باريس، نظمته اللجنة البرلمانية من أجل إيران ديمقراطية، المكوّنة من ممثلي جميع الكتل السياسية البرلمانية الفرنسية ان تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" هو حصيلة جرائم غير مسبوقة لحكام ايران وبشار الأسد في سوريا ونوري المالكي في العراق وسياساتهم الطائفية المطبقة ضد طيف واسع من مواطني البلدين.

وشدّدت على انه لمواجهة التطرّف المغطى بالإسلام من الضروري وجود بديل ثقافي وايديولوجي قائم على الاسلام المتسامح والديمقراطي والمساواة بين الرجل والمرأة.

ورفضت رجوي بشدة الخيار المقدم من قبل لوبيات النظام الإيراني لإشراك النظام في الحرب ضد داعش وأكدت قائلة "سيكون ذلك أكبر ضربة للتحالف لان الشعبين العراقي والسوري سيرون أن التحالف قد وقف بجانب عدوهم الرئيسي وهو حكام طهران.

وأشارت الى ان منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وبالإيمان بهذا الإسلام والتبليغ به تمكنت من تقديم نقيض ثقافي واجتماعي مقابل هذا النظام المتطرف وأكدت أن دعم المقاومة الإيرانية سيتمخض عنه اشتهار هذا البديل الثقافي وسيساهم في التصدي لتجنيد الشباب الاوروبيين من قبل المتطرفين.

ومن أجل تخليص المنطقة من المتطرفين الإرهابيين شدّدت رجوي على ضرورة تحديد التكتلات السياسية الحقيقية في المنطقة ومشاركة القوى الوطنية المناهضة للتطرف.

واعربت رجوي عن شجبها لتقاعس الغرب تجاه جرائم النظام الإيراني ودعمه لديكتاتورية الأسد ونوهت بممارسات الميليشيات الشيعية الموالية للنظام الإيراني في مساحات واسعة من العراق بالتعاون مع قوات المالكي.

وأضافت قائلة "خلال هذه السنين لم تعترض أميركا على هذه الممارسات فحسب وانما أعربت عن تقديرها لممارسات المالكي وكانت حصيلة هذه الجرائم امتداد وتعزيز داعش في سوريا والعراق وهذه كانت نتيجة المرونة تجاه أطغى ديكتاتورية في العالم المعاصر وصنيعيها.

وحذرت بالقول "والآن كل ملالي إيران يتحينون الفرص لاستغلال سياسة الغرب هذه لإملاء الفراغ بالميليشيات حيثما انسحب داعش جراء غارات التحالف الدولي".

وبشأن مراجعة المفاوضات النووية بين مجموعة دول 5+1 والنظام الإيراني قالت رجوي "النظام الإيراني وباستغلال سياسة المداهنة تجاهه وممارسة مختلف الخدع يحاول الاحتفاظ بمشاريعه للتسلح النووي"، مؤكدة أن أي توافق يجب أن يشمل تنفيذًا غير مشروط لقرارات مجلس الأمن الدولي ووقفًا كاملًا للتخصيب والتفتيش المفاجئ لجميع المواقع والمنشآت المشبوهة& وغير ذلك فان الطريق سيبقى مفتوحا أمام النظام للحصول على القنبلة النووية.

ووصفت رجوي لامبالاة الغرب تجاه ما اسمتها أعمال القمع التعسفية التي تطال الإيرانيين على يد الفاشية الدينية الحاكمة في إيران منها قتل السجناء بطريقة الموت البطيء والمضايقات الدينية والقومية وحملات الاعتقال وممارسة الضغط والمضايقات وسجن المحامين والصحافيين والناشطين على ساحة الانترنت بأنها غير مبررة داعية إلى اتخاذ تحرك فاعل لوقف هذا الوضع المأسوي.

وفي إشارة لها إلى تصعيد القمع المتزايد في عهد الرئيس الايراني الحالي حسن روحاني الذي يحمل في سجله اكثر من ألف إعدام ويضاف إليه جريمة رش الحوامض على النساء ايضا، عبرت رجوي عن اشمئزازها البالغ تجاه جرائم عناصر النظام ضد النساء الإيرانيات وأكدت قائلة "هذه هي الطبيعة الحقيقية للنظام الإيراني الذي يعد عراب داعش ويفوق ظلمه وقساوته بالنسبة للشعب الإيراني مائة مرة أكثر من ممارسات داعش".

واشارت الى ان حكام ايران قد لاقوا هزيمة أمام النساء الإيرانيات وفرض أفكارهم الرجعية على& المجتمع الإيراني قد وصل الى طريق مسدود حيث يعيش حكمهم الآن واقعا هزيلا غير مستقر بامتياز ولا يمكن انقاذ أنفسهم بهذه البربرية الصارخة والإعدام الجائر لريحانة جباري السبت الماضي.

وأعربت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عن أملها وعلى ضوء تنحية المالكي في العراق أن تقوم الحكومة الفرنسية بتسخير كل جهدها للاعتراف بمخيم الحرية - ليبرتي للاجئين الايرانيين بضواحي بغداد والذي يضم 3 الاف من عناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة& كمخيم للاجئين تحت رعاية الأمم المتحدة ورفع الحصار عنه خاصة الحصار الطبي وضمان الحدود الدنيا الضرورية لتوفير الأمن والسلامة للسكان ما داموا متواجدين في العراق والافراج& عن الرهائن لدى السلطات العراقية بمن فيهم 6 نساء اختطفن في الهجوم على مخيم اشرف للاجئين الايرانيين في شمال شرق بغداد في الأول من ايلول/سبتمبر 2013 "والعمل على قيام الأمم المتحدة بفتح تحقيق بشأن هذه الجريمة الكبيرة وتقديم مسؤوليها أمام العدالة".

إدانة فرنسية لزيارة رئيس لجنة الامن القومي الايرانية

وخلال المؤتمر تحدث كل من اديت كرسن رئيسة الوزراء الفرنسية السابقة وسيد احمد غزالي رئيس الوزراء الجزائري الأسبق وعدد من المشرعين في الجمعية الوطنية الفرنسية بينهم: دومينيك لوفور، وجرار شاراس، وميشل ترو، وآندري شاسين وباسكال تراس، وآلين نري نائب في مجلس الشيوخ الفرنسي، والمحافظ الفخري ايف بونه الرئيس السابق للمخابرات الفرنسية وبيار برسي رئيس منظمة حقوق الإنسان الحديثة، وطاهر بومدرا الرئيس السابق لمكتب حقوق الإنسان ليونامي ومسؤول ملف أشرف في الأمم المتحدة و جيل باروئل، الرئيس السابق لجمعية محامي وال دواز.

ودان المتحدثون زيارة رئيس لجنة الامن القومي في برلمان النظام الإيراني لفرنسا مؤكدين ان مثل هذه الزيارات وفي الوقت الذي تصاعدت فيه حالات انتهاك حقوق الإنسان وتدخلات النظام في المنطقة بصورة غير مسبوقة تضر بالسلام وحقوق الإنسان في إيران وفي المنطقة.

وناشد الرئيس المشترك للجنة الفرنسية من أجل ايران ديموقراطية السناتور جان بيير ميشل البرلمانيين والسلطات الفرنسية التعبير عن اشمئزاز الشعب الفرنسي وبرلمانه والحكومة الفرنسية بصورة رسمية ومعلنة لممثل النظام الإيراني حيال جرائم مثل رش الحوامض على النساء وإعدام شابة للدفاع عن نفسها أمام اغتصابها بالعنف في اشارة الى ريحانة جباري وتنفيذ الإعدامات الجماعية التي بلغ عددها اكثر من 1000 إعدام في عهد الرئيس روحاني ومن غير ذلك فان هذه الزيارات ستصب في مصلحة النظام الإيراني بصورة كاملة.

يذكر ان هذا اللقاء البرلماني قد عقد اثر قيام القضاة الفرنسيين مؤخرا بإصدار أمر لوقف الملاحقة والغاء جميع التهم التي وجهت ضد المقاومة الايرانية قبل عقد من الزمن نتيجة صفقة بين الحكومة الفرنسية آنذاك ونظام طهران معلنين ختم الملف ذي الطابع السياسي بعد مضي 14 عاما على فتحه.