يستمر البابا فرانسيس في تلميع صورة الكنيسة الكاثوليكية، باعترافه أمام الأكاديمية البابوية للعلوم بأن الانفجار الكبير، الذي يعتبر اليوم أصل نشأة العالم، لا يتناقض مع دور الخالق، بل هو في حاجة إليه.

بيروت: في تصريح بدا مفاجئًا للكثيرين، نفى البابا فرنسيس الثلاثاء أن تكون النظريات العلمية لنشوء الكون، وبينها نظرية الانفجار الكبير الذي يعتقد أنه أوجد الكون قبل 13.7 مليون عام، متعارضة مع تعاليم الكنيسة الكاثوليكية.

لا تتعارض

وتحدث فرنسيس أمام الأكاديمية البابوية للعلوم، وهي هيئة مستقلة مقرها الفاتيكان يمولها الكرسي الرسولي، فقال: "التفسيرات العلمية لنشأة العالم لا تُقصي دور الله في الخلق، كما أن بداية العالم ليست من صنع الفوضى، التي يعود اصلها إلى شيء آخر، لكنها مشتقة مباشرة من مبدأ أسمى، يخلق من منطلق الحب".

وأضاف: "هذا الانفجار الكبير، الذي يعتبر اليوم أصل نشأة العالم، لا يتناقض مع التدخل الابداعي للخالق، بل على العكس، يبدو أنه بحاجة الى تدخل الخالق ليتم".

وتابع قائلًا: "حين نقرأ عن بداية الخلق في سفر التكوين، ينتابنا أحيانًا إحساس تخيلي يصور الله ساحرًا، يمسك بيده عصًا سحرية، قادرة على فعل كل شيء، لكن الأمر ليس على هذا النحو، فالخالق خلق الانسان وتركه يتطور، وفقًا لقوانين معينة، قدّمها لكل مخلوق من مخلوقاته، ليصل إلى السعادة التي يصبو إليها".

واردف متابعًا: "فالتطور في الطبيعة لا يتعارض مع مفهوم الخلق الإلهي، لأن التطور يستلزم خلق الكائنات التي تتطور".

كلام مهم

ولطالما عارضت الكنيسة الكاثوليكية التفسيرات العلمية لنشأة الكون، التي تتناقض مع قصة الخلق الواردة في سفر التكوين. إلا أن البابا فرانسيس يحاول اليوم متابعة سعي الكنيسة الكاثوليكية في العصر الحديث لتغيير صورتها من عدو للعلم إلى مناصر لخلاصاته. وما كلام البابا فرانسيس اليوم إلا صدى لكلام سبقه إليه أسلافه ممن شغلوا هذا الكرسي الرسولي.

وقال البروفيسور جيوفاني بيغنامي، رئيس المؤسسة الوطنية الإيطالية للعلوم الفلكية: "تصريح البابا فرانسيس مهم جدًا، فنحن البشر متحدرون بشكل مباشر من الانفجار الكبير، الذي أنتج هذا الكون، وما النشوء والارتقاء إلا نتيجة حتمية لعملية الخلق".