تعهد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالانتقام من تنظيم "داعش" لإعدامه العشرات من أبناء عشائر "ألبو نمر" في محافظة الأنبار، معتبرًا ارتكابه لهذه الجريمة يأتي للتغطية على هزائمه الأخيرة.. فيما انتقد بارزاني عدم دعم بغداد لقوات البيشمركة الكردية في مواجهة التنظيم، لكنه اشاد بالتحالف الدولي في تقديمه الاسناد لها.


لندن: أكد رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي أن قوات بلاده سترد "بكل قوة وحزم على الجريمة البشعة التي ارتكبها تنظيم داعش بحق اخوتنا وابنائنا من عشيرة "ألبو نمر" في محافظة الانبار الغربية. وأضاف في بيان صحافي اليوم "أن هذه الجريمة تكشف أن هؤلاء الارهابيين لا يميزون بين عراقي وآخر في إراقة الدماء وانتهاك الحرمات".

ودعا القوات المسلحة والاجهزة الامنية إلى بذل اقصى جهودها "لمطاردة المجرمين وانزال القصاص العادل بهم".. معتبرًا أن " عصابات داعش ما ارتكبت هذه الجريمة الا للتغطية على هزائمها". وحث العراقيين على "توحيد كلمتهم في وجه هذه الهجمة الارهابية التي تستهدف الجميع".

وأشار إلى أنّ القوات العراقية من مختلف الصنوف "تواصل وباندفاع منقطع النظير تحقيق انتصارات باهرة والحاق المزيد من الهزائم بعصابات داعش المجرمة، فبعد انتصار جرف الصخر حققت تقدماً كبيراً في مناطق جديدة وتميزت عملياتها البطولية بالتخطيط المحكم وبفترة قياسية وبأقل الخسائر".

وأشار إلى أنّ عمليات بغداد باشرت وباسناد من طيران الجيش والقوة الجوية والقطعات الملحقة بها بعملية تطهير واسعة من مدينة سامراء جنوباً إلى الثرثار باتجاه الجسر الياباني اسفرت عن تحرير جميع المناطق وتأمين الطريق والسيطرة بالكامل على منشأة المثنى وفتح القنوات على ناظم الثرثار.
&
وقال "نحن على ثقة تامة بأن هذه الانجازات الكبيرة المتحققة على الأرض في مختلف المواقع وساحات المواجهة ستؤدي إلى مزيد من الانتصارات حتى تطهير جميع مناطق العراق، واننا عازمون على ذلك بعون الله العزيز القدير وبهمة الابطال والغيارى المدافعين عن العراق وشعبه".

وجاء تعهد العبادي بالانتقام من تنظيم "داعش"اثر اقدام التنظيم أمس الاربعاء على إعدام العشرات من أبناء عشيرة "البو نمر" غرب محافظة الرمادي. إذ قام عناصر "داعش" بتنفيذ عمليات اعدام جماعية للعشرات من ابناء العشيرة في قريتي البو عساف والزوية قيل إن عددهم وصل إلى 170 ضحية.

وقالت مصادر أمنية إن المغدورين هم من حملة السلاح بوجه تنظيم "داعش" خلال اقتحامه لقضاء هيت (70 كم غرب الرمادي) عاصمة محافظة الانبار (110 كم غرب بغداد) الاسبوع الماضي، ومعظمهم ممن جرحوا خلال الاشتباكات التي جرت بينهم وبين مقاتلي التنظيم. ونفذت الاعدامات باطلاق النار على رؤوس العديد من الشباب وصغار السن انتقاماً من ابناء العشيرة التي قاومت احتلال "داعش" لقضاء هيت.

وناشد ابناء القرى المحيطة بمدينة هيت الجيش العراقي بالتدخل الفوري لانقاذ من بقي على قيد الحياة من ابناء هذه القرى بعد سلسلة الجرائم التي نفذها "داعش" ضد ابناء هذه القرى ومدينة هيت، حيث يحاصر التنظيم حاليًا اكثر من 1500 عائلة معظم افرادها من عشيرة "البو نمر"، وتقطن في القرى المحيطة بمدينة هيت وسط مخاوف من تنفيذ المزيد من عمليات الاعدام الجديدة ضد ابنائها.

ومن جهته، فقد دعا النائب عن تحالف القوى العراقية محمد الكربولي الحكومة إلى دعم عشيرة "البو نمر" "ضد عصابات داعش الارهابية".. وقال في تصريح صحافي إن من واجب الحكومة إسناد ودعم العشائر التي تقاتل الارهاب، وعليها توفير كل ما يحتاجه أبناؤها لرفع الروح المعنوية لديهم وإدامة زخم القتال.

وأشار إلى أنّ هذه العشائر تواجه مصيرها منفردة بعد نفاذ ذخيرتها، وابناؤها مهددون بالإبادة الجماعية في حال عدم التحرك السريع لإنقاذهم. وقال إننا "اليوم أمام عملية ابادة جماعية لعشائر ألبو نمر ومن يحالفه الحظ يتمكن من الهرب من هذه المجزرة، شيوخًا ونساء واطفالاً".

وحمل الكربولي الحكومة العراقية "مسؤولية الحفاظ على دماء أبناء السنة في المناطق المحتلة من قبل عصابات داعش والمليشيات بشكل عام ودماء عشيرة البو نمر، خاصة بعد ترك الحكومة لهذه العشيرة المجاهدة الصامدة لتواجه مصيرها منفردة بعد نفاذ ذخيرة مقاتليها على يد عصابات داعش الحاقدة".

يذكر ان أبناء عشيرة "البو نمر" يتركزون حاليًا قرب قاعدة الأسد الجوية، بعد أن استولى مقاتلو "داعش" على قريتهم في منطقة الزوية بمحافظة الانبار الأسبوع الماضي.

دعم البيشمركة.. بارزاني ينتقد بغداد ويشيد بالتحالف الدولي

انتقد رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني عدم دعم بغداد لقوات البيشمركة الكردية في مواجهة تنظيم "داعش"، لكنه اشاد بالتحالف الدولي في تقديمه الاسناد لها.

وقال بارزاني خلال اجتماعه مع قناصل وممثلي دول التحالف الدولي ضد داعش، وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والمانيا وإيطاليا وهولندا وكندا واستراليا في أربيل، إن الاقليم وبالرغم من ملاحظاته الكثيرة على الحكومة العراقية الجديدة إلا أنه قرر المشاركة فيها لمحاربة ارهابيي داعش بشكل جيد.

وفيما عبر بارزاني عن تثمينه لشعوب وحكومات وقوات التحالف الدولي لتقديمهم التأييد والدعم لإقليم كردستان في الحرب ضد "داعش".. الا أنه انتقد تعامل الحكومة العراقية وتقصيرها في مساعدة قوات البيشمركة ودعاها إلى تقديم دعمها في الحرب ضد "داعش".

وأثنى بارزاني على التنسيق بين قوات البيشمركة وقوات التحالف الدولي، "خاصة وأن هذا التنسيق ساهم في ابعاد الأذى عن المدنيين في هذه الحرب". وقال "إن ارهابيي داعش لا يلتزمون بأية قوانين وأخلاق وقيم إنسانية، وفي المقابل وبالرغم من شراسة داعش تلتزم قوات البيشمركة بشكل كامل باحترام قوانين الحرب ومبادئ حقوق الانسان وحماية المدنيين".

وأشار إلى أنّ "التزام قوات البيشمركة بهذه المبادئ تنبع من قيم وتاريخ نضال الشعب الكردي، حيث لم تنفذ قوات البيشمركة أية عمليات لاانسانية ولم ترهب المدنيين قط ". وأضاف أنه "وبإسناد من قوات التحالف وشجاعة قوات البيشمركة، فقد تحققت إنتصارات كبيرة في جبهات القتال وهذه الإنتصارات ساهمت في إفشال مخططات إرهابيي داعش بربط سهل نينوى بمناطق سيطرتهم في سوريا".

ثم قدم بارزاني شرحاً عن الأوضاع الميدانية في جبهات القتال وإحتياجات قوات البيشمركة وخطط القتال المستقبلية.. وأوضح قائلاً "إن العدو فقد قوة المواجهات المباشرة مع قوات البيشمركة، وهو يعتمد على الانتحاريين والتلغيم وزرع العبوات الناسفة".

وتأتي تصريحات بارزاني هذه في وقت وصلت أول دفعة من قوات البيشمركة الكردية إلى قاعدة عسكرية تبعد 10 كيلومترات فقط عن عين العرب "كوباني" السورية. ويتوقع دخول قوات البيشمركة في الساعات القليلة المقبلة إلى كوباني، وهي مزودة بآليات ورشاشات ثقيلة ومدافع هاون وصواريخ مضادة للدروع لوقف تقدم تنظيم "داعش".

وشوهدت قرابة 40 شاحنة وآلية عسكرية، بعضها مزود برشاشات ثقيلة، وعلى متنها عناصر من البيشمركة بملابس كردية تقليدية، تغادر القاعدة الواقعة شمال شرق أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق.

&وتحاصر قوات تنظيم داعش عين العرب "كوباني" الواقعة على الحدود مع تركيا منذ أكثر من شهر، وأصبح مصيرها يمثل اختبارًا مهمًا لقدرة قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة على محاربة التنظيم الذي هدد بذبح المدافعين عن كوباني في هجوم أدى إلى فرار حوالي 200 ألف من الأكراد السوريين إلى تركيا، وأثار دعوة من الأكراد لحمل السلاح في المنطقة.

وأقر برلمان إقليم كردستان العراق الأسبوع الماضي نشر بعض من قوات البيشمركة في سوريا. وتحت ضغط الحلفاء الغربيين، وافقت تركيا على السماح لقوات البيشمركة بالتحرك من العراق واجتياز أراضيها للوصول إلى كوباني السورية.