انتهت المعركة في طرابلس لكن الكل يجمع أن "الإرهاب" لا يزال قائمًا ومتربصًا بلبنان في مختلف مناطقه، أما خسارة الجماعات المسلحة في طرابلس فيعود إلى انعدام البيئة الحاضنة لهم.

بيروت: انتهت المعركة في طرابلس، وانهمك الجيش اللبناني بملاحقة المطلوبين، وتدور أسئلة كثيرة حول ما بعد معركة طرابلس، هل تم القضاء على "الإرهاب" في لبنان نهائيًا، ولماذا أقدمت الجماعات المسلحة إلى إقحام نفسها في معركة خاسرة في طرابلس؟

خسارة معروفة

يقول دكتور العلوم السياسية أمين كركي لـ "إيلاف" إنه رغم أن الأمر كلّف الجيش اللبناني زهاء 12 شهيدًا، ولم تسجل خسائر كبيرة في صفوف المسلحين، إلا أن هؤلاء قاموا منذ البدء بمعركة خاسرة في طرابلس لأسباب عدة ومنها أن ما يجري في سوريا والعراق يدفع تلك الجماعات والتنظيمات إلى التقدم أكثر في دول أخرى كلبنان مثلاً بهدف إيجاد منفذ لها على البحر في طرابلس، وبهدف تحقيق هدفها الاساسي في التوسع أكثر وفي إقامة حلمها المنشود.

لا بيئة حاضنة لـ "الإرهاب"

ويضيف:" غير أن خسارتها كانت متوقعة في طرابلس، وإذا كانت تراهن على خلايا نائمة فيها فإن من المؤكد والمتعارف عليه أن طرابلس وسائر المناطق اللبنانية لا تملك بيئة حاضنة لها كما في سوريا والعراق، لذلك فإن الخسارة كانت محسوبة ومحسومة لتلك الجماعات".

بدوره يقول الأكاديمي ودكتور العلوم السياسية بهجت خير لـ"إيلاف" إنه ربما انتهت معركة طرابلس لكن هذا لا يعني أن الإرهاب قد استكان، فبرغم ما انجزته القوى الأمنية والعسكرية من تحقيق عظيم من خلال القضاء على حلم الإمارة "الإرهابية" في الشمال، والذي كان يدغدغ أحلام الجماعات "الإرهابية" من داعش والنصرة وغيرها، ولكن لا أحد يعلم إن كانت هذه الأحلام ستراود تلك المجموعات في المستقبل، خصوصًا أنها ليست إبنة الساعة ولم تأتي بسبب الأحداث السورية والعراقية فقط، ولا فقط بسبب أن حزب الله يشارك في الاحداث السورية، فهي وليدة زمن بعيد من أيام أحداث الضنية وأحداث العام 2000 وكذلك لا ننسى أحداث مخيم نهر البارد.

القضاء على "الإرهاب"

عن كيفية القضاء على الإرهاب في المستقبل يقول خير "لا يمكن بالمطلق القضاء على "الإرهاب" طالما هناك جماعات متطرّفة تتربص بلبنان وهي موجودة في المنطقة، وطالما هناك أحداث في العراق وسوريا، وإذا افترضنا عدم وجود بيئة حاضنة حقيقية في لبنان للمسلحين، غير أننا لا يمكن أن ننكر وجود الخلايا النائمة في معظم المناطق اللبنانية وليس في طرابلس فقط، رغم أن الجيش أكد مرارًا أنه سيلاحقها وسيقضي عليها.

تشابه مع عبرا

ويشير خير إلى تشابه ما حصل في طرابلس مع ما حصل سابقًا منذ فترة في منطقة عبرا جنوب لبنان، حيث توارى أيضًا المقاتلون من أعوان الأسير، ويلفت إلى التشابه الكبير الذي حصل حينها مع قضية خالد حبلص وشادي المولوي وأسامة منصور، وبين ملاحقة أحمد الأسير وأتباعه.

ويضيف: "لذلك ربما الحرب قد انتهت ميدانيًا في طرابلس ولكن ما بعد المعارك فيها هو معركة مستمرة ضد "الإرهاب"، ويبقى الخطر محدقًا على لبنان، في مختلف مناطقه من الجنوب إلى الشمال، لأنه لم يتم القضاء على "الإرهاب" في المنطقة من جذوره، ولا يزال داعش والنصرة متربصين في سوريا والعراق، ولا يزال الخطر داهمًا على لبنان.