دبي: ليس التحرش مسألة طارئة على إناث البشرية، إنما صار ظاهرة متأصلة في المجتمعات، المتمدّنة كما المتخلفة. فالتحرش، كلامًا أو لمسًا أو اغتصابًا، سمة من سمات البشر، رضي علماء النفس أم أبوا، لأنه التمظهر الخارجي لنزعة التملك الفطري في الانسان، وخصوصًا في الذكر.

108 تحرشات

تأكيدًا لهذه المعطيات، سجلت الأميركية شوشانا روبرتس مقطع فيديو يمتد عشر ساعات، بعدما لاحقتها الكاميرا في طرقات نيويورك. خلال هذه الساعات العشر، تعرضت روبرتس لـ108 حالات تحرش، كثّفتها في دقيقتين، نشرتهما لتحققا مستويات عالية من المشاهدة.

لم ترتد روبرتس ثيابًا فاضحة أو لافتة، بل لبست سروال "جينز" و"تي شيرت" مقفل. وضعت مسجلات صوتٍ في يديها لتسجل التحرشات الكلامية، بينما كان صديقها روب بليس يمشي أمامها، ويصورها بكاميرا أخفاها في حقيبة ظهره.

مشيا في شوارع نيويورك، والتقطت الكاميرا الخفية صورًا لرجالٍ تبعوا روبرتس وحاولوا استدراجها، ولرجال اكتفوا بتحرشات لفظية فنادوها بـ"جميلة" و"ملاك أميركي مثير"، وسألوها "كيف حالك يا فتاة؟"، إلى ما هنالك من التحرشات.

يدرج هذا الفيديو ضمن حملات تقوم بها منظمة Hollaback التي تنادي بقمع التحرش ضد النساء.

تقول الاحصاءات

تتعرض 90 بالمئة من الأميركيات لتحرش لفظي في الطرقات، ويضطر 84% من الاميركيات لاتخاذ جانب الحذر وتغيير سلوكهن في الطرقات ليتجنبن التحرش، وتصل النسبة إلى 70 بالمئة في الصين، و80 بالمئة في كندا، و96 بالمئة في باكستان.

أما في العالم العربي، فذاع صيت التحرش الجماعي في ميادين مصر إبان الثورات المتلاحقة، فنحو 83 بالمئة من المصريات تعرضن للتحرش، وبعضهن يتعرض له يوميًا. كما يتعرض 98 بالمئة من النساء اللواتي يزرن مصر للتحرش مرة على الأقل.

ويُسجل في مصر حوالى 20 ألف اعتداء جنسي أو تحرش سنويًا.