قال مسؤول تجنيد المقاتلين الأجانب في تنظيم "داعش"، ابو ستار، إن العصر الذهبي الذي يقال إن المجتمعات الاسلامية قد عاشته، ما هو إلا مجموعة اخطاء وانحرافات، وما ينفّذه التنظيم اليوم هو بهدف طاعة الله.


لندن: يبدو ابو ستار، كما يُسمي نفسه، في الثلاثين من العمر بلحية كثة سوداء تصل إلى صدره لكنه حليق الرأس والشارب، لغته الإنكليزية راقية ويتكلم بلكنة بريطانية. &
وابو ستار مسؤول في تنظيم "داعش"، مهمته تجنيد مقاتلين يرفدون صفوف التنظيم من تركيا، حيث يصلون من أنحاء العالم للقتال في سوريا والعراق. &وتشتمل مهمته في اختيار الصالحين، من هؤلاء بتمحيص دوافعهم واختبار قوة إيمانهم. &
&
من البادئ؟
وحين سُئل ابو ستار لماذا يحرص "داعش" على تقسيم العالم إلى مؤمنين وكفار ويرى كل شيء بالأسود أو الأبيض، أو "نحن ضد العالم"، أجاب بسؤال مضاد قائلا "من البادئ؟ من غزا العالم وأراد إخضاع كل الثقافات والأديان الأخرى؟".
واضاف ابو ستار في مقابلة مع مجلة شبيغل اونلاين الالمانية في تركيا، "ان تاريخ الاستعمار طويل ودموي وهو مستمر اليوم في شكل غطرسة غربية تجاه الجميع ، وان شعار "نحن ضد بقية العالم" هو الصيغة التي تدفع الغرب". &
&
طاعة الله
وعن قتل أبرياء غالبيتهم مسلمون في عمليات تفجير وهجمات وأعمال ذبح، ينفذها داعش، قال ابو ستار "اننا نؤمن بأن واجب البشرية الوحيد هو طاعة الله والرسول محمد عليه الصلاة والسلام، ونحن ننفذ ما&هو مكتوب في القرآن. وإذا تمكنا من القيام بذلك نكون نجحنا في مسعانا بطبيعة الحال". &
وردا على سؤال عما إذا كان ابو ستار يعتقد بأن من يقطع رؤوس الآخرين مسلم صالح قال "هل إن الذين يشنون غارات جوية على حفلات الزفاف في أفغانستان أو يدخلون بلدًا مثل العراق بذرائع مشبوهة هم مسيحيون صالحون؟ هل المسؤولون عن غوانتانامو وابو غريب مسيحيون صالحون؟"
وتابع ابو ستار قائلا "ان المسلم هو الذي يتبع شرع الله، فالشريعة دستورنا ولا حاجة إلى شرح، ولا إلى قوانين يسنها البشر. الله وحده مشرِّع القوانين، ونحن توصلنا إلى ان هناك كثيرين، بينهم اشخاص في المانيا، يدركون خواء العالم الحديث، ويتطلعون إلى القيم التي يجسدها الاسلام، ومن يعارض الشريعة ليس مسلما". &
وقال أبو ستار إنه يحاور الذي يأتي للانضمام إلى داعش، وعلى أساس هذا الحوار يقيِّم عمق ايمانه. &

الديمقراطية للكفار
وفي مواجهة التهمة القائلة بأن داعش يرى أن المسلم الوحيد هو المسلم الذي يتفق مع تفكيره، في حين أن هناك 1.6 مليار مسلم بينهم ليبراليون وديمقراطيون ومحافظون، قال ابو ستار "ان الديمقراطية للكفار، فالمسلم الحقيقي ليس ديمقراطياً لأنه لا يكترث بآراء الأكثريات ولا يهتم بالأقليات ولا يهمه إلا ما يقوله الاسلام. &والأكثر من ذلك ان الديمقراطية أداة هيمنة بيد الغرب تتعارض مع الاسلام". &
وتطرق ابو ستار إلى ما يتعرض له المسلمون في بلدان غربية عديدة من ضغوط لتبرئة أنفسهم من داعش، رغم انهم مواطنون ومقيمون مسالمون في هذه البلدان. &

الشريعة
وفي هذا الشأن قال ابو ستار ان داعش يتمتع بتأييد أوسع مما يريد الغرب ان يعتقد، واضاف "ان الذين يطالبون المسلمين بتحديد موقف مع هذا الطرف أو ذاك محقون تماما. بل نحن نذهب شوطاً أبعد ونقول، إن على الجميع أن يفصحوا عما إذا كانوا يستسلمون لله، والذين يقفون ضدنا هم أعداؤنا ويجب قتالهم، بمن فيهم الذين يسمون أنفسهم مسلمين، لكنهم لا يعيشون حياة المسلم، اولئك الذين يتعاطون الخمرة ولا يصلّون ولا يصومون ويغيّرون أزواجهم باستمرار ولا يستطيعون حفظ القرآن". &
وأقر ابو ستار بأن هناك كثيرا من المسلمين الذين لا يلتزمون بهذه الأحكام قائلا "عندما نبسط سلطتنا على العالم أجمع إن شاء الله، سنفرض الشريعة وسيتعين على هؤلاء الأشخاص ان يكفروا عن ذنوبهم". &
وحين سُئل ابو ستار عما إذا كان&في الاسلام شيء عن خطف نساء غير مسلمات وتحويلهن إلى عبدات، وجوارٍ أو صلب أو ذبح أصحاب ديانات أخرى بمن فيهم الأطفال، رد ابو ستار على السؤال مرة اخرى بسؤال قائلا "لماذا لم ينزعج احد بشأن الكثيرين الذين تلطخت يد الرئيس السوري بشار الأسد بدمائهم ولكن عندما نريد اقامة الخلافة تقوم الدنيا؟ &
وأكد ابو ستار "ان من واجب المسلم ان يقاتل من لهم عقيدة مغايرة إلى ان تكون العبادة لله وحده، ولدى الجميع فرصة الايمان بالله والاهتداء إلى السراط المستقيم". &

العصر الذهبي
وتناول ابو ستار ما يُقال عن ازدهار الموسيقى والرسم والخط والعمارة في ظل الحضارة الاسلامية، إبان عصرها الذهبي في حين أن داعش يريد ان يبني مجتمعاً بلا ثقافة ولا فن. وقال ابو ستار في هذا الشأن "ان المجتمعات الاسلامية شهدت الكثير من الأخطاء والانحرافات، ومنها هذا الذي يُشار اليه على انه عصرها الذهبي". &
وفي معرض الرد على التهمة القائلة بأن داعش يقاتل من لا يشاركه نظرته إلى العالم قال ابو ستار "ان المسيحيين واليهود يستهدفون من لديهم مواد اولية لكنهم يمنعون الآخرين من وضع أيديهم عليها، والنفط هو خير مثال، &فالولايات المتحدة وحلفاؤها يتدخلون باستمرار في بلدان لا شأن لهم بها، من اجل الدفاع عن ازدهار دولهم فحسب". &&
ونفى ابو ستار ان يكون اولئك الذين يجندهم في صفوف داعش من الفاشلين في الغالب، فيرون في داعش فرصة للتعويض عن فشلهم مشيرا إلى "ان بين من يأتون الينا كثيرين، يحملون شهادات جامعية واشخاصاً كانوا ميسورين لكنهم جميعا يرون المظالم التي عانينا منها نحن المسلمين زمنا طويلا ونريد القتال ضدّها". &
&
&