قال رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني إن قوة البيشمركة التابعة للاقليم والمرسلة إلى كوباني السورية هي قوة اسناد فقط للمقاتلين الأكراد هناك، وأكد أنه سيتم إرسال المزيد من القوات في أي لحظة إذا اقتضت الظروف الميدانية ذلك، وأشار إلى أنّ اتفاقًا كردياً تركيًا اميركيًا مكّن من تسهيل وصولها إلى المدينة.


لندن: قال رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في رسالة إلى الرأي العام اليوم الخميس حول توجه قوات البيشمركة الكردية إلى مدينة عين العرب "كوباني" الكردية السورية إن "هجمات تنظيم داعش على اقليم كردستان وغرب كردستان، (سوريا) وشراسة هجمات الارهابيين أمام الشعب الكردي تظهر وبشكل واضح أن الارهابيين ليسوا متطرفين من الناحية الدينية فقط، بل أن اكثرهم يحملون التطرف الديني والتطرف القومي العنصري معًا، ولهذا جعلوا اقليم كردستان وغرب كردستان هدفًا لهم وهاجموا الشعب الكردي".

وأضاف بارزاني قائلاً، في رسالته&التي اطلعت "إيلاف" على نصها، أنه "من الفخر أننا نرى الآن شعب كردستان في الغرب واقليم كردستان يدافعون ببطولة عن انفسهم والحقوا الهزيمة والانكسار بالارهابيين، عندما تعرضت كوباني لهجوم الارهابيين، كانت مساعدة اخواننا&واخواتنا واجبًا قوميًا، وكان ايصال المساعدات لهم و بشكل مباشر صعبًا بسبب البعد الجغرافي ومحاصرة الارهابيين لكوباني لذا بذلنا جهودًا كبيرة مع اصدقاء شعبنا من أجل منع سقوط كوباني بيد الارهابيين".

وقال إن تلبية دول التحالف للنداء وبدء الضربات الجوية وايصال مساعدات الاقليم العسكرية عبر الطائرات الاميركية، خطوة فعالة ومحط شكر وتقدير، وساعدت مقاتلي كوباني في صد هجمة داعش.

وأضاف أنّ "ذهاب قوات البيشمركة إلى كوباني لم يكن ممكنًا من دون موافقة تركيا والتنسيق مع الولايات المتحدة، فالسيد جون كيري وزير الخارجية الاميركي قال لي في اتصال هاتفي إنهم يحاولون التوصل إلى اتفاق مع تركيا لارسال البيشمركة عبر الاراضي التركية، وعقب عدة اجتماعات ثنائية وثلاثية بين مسؤولي الولايات المتحدة وتركيا والاقليم تم إبلاغنا رسميًا بأن تركيا وافقت على ذهاب قوات البيشمركة وستقدم التسهيلات لذلك، كما أبدت الولايات المتحدة دعمها لهذه الخطوة، وتم التحدث عن هذا الموضوع مع الاطراف السياسية وجرى الطلب من برلمان كردستان فسح المجال أمام ارسالنا القوات، وقد وافق البرلمان على ذلك لأنه وفقًا للقانون فإن ارسال قوة من البيشمركة إلى خارج الاقليم يتطلب الموافقة من برلمان كردستان".

وأوضح أنه "تم الاتصال ايضًا بقيادة PYD (حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري) واعربنا عن استعدادنا لارسال قوة كبيرة من الپيشمرگة إلى كوباني، لكنهم ردوا بالقول إنهم لا يحتاجون قوات قتالية بل هم بحاجة إلى قوات داعمة لذا وبناء على طلبهم تقرر ارسال قوة مساندة من البيشمركة‌ إلى كوباني".

وأشار إلى أنّ "القوة التي& توجهت إلى كوباني هي قوة اسناد فقط، أدعو لها بالانتصار، وآمل أن تستطيع تقديم مساعدة جيدة لاخواتها واخوانها وسنرسل مزيدًا من القوات في أي لحظة إن اقتضت الظروف الميدانية ذلك، وطلب منا هذا وفسح الطريق أمامها، من أجل حماية كوباني ودحر الارهابيين في غرب كردستان.

وختم بارزاني رسالته بالقول "انه لمن دواعي فخر إقليم كردستان بأن تستطيع قوات البيشمركة‌ مساعدة مدينة أو قرية أو كردستان نفسها في أي مكان ونفتخر بمحاربة اكثر التنظيمات الارهابية تشدداً نيابة عن الانسانية".

وجاءت رسالة بارزاني هذه في وقت اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم عن دخول أول دفعة من البيشمركة إلى كوباني. وتضم قوات البيشمركة التي ارسلت إلى سوريا حوالي 200 مقاتل مع قرابة 40 شاحنة وآلية عسكرية، بعضها مزود برشاشات ثقيلة، شوهدت وعلى متنها عناصر البيشمركة بملابس كردية تقليدية.

وقال المرصد السوري في بيان إن مصادر موثوقة أبلغته أن نحو 10 من قوات البيشمركة دخلوا منذ دقائق إلى كوباني عبر المعبر الحدودي الواصل بين المدينة والأراضي التركية. وأوضح أنه من المنتظر دخول بقية قوات البيشمركة خلال الساعات القادمة إلى كوباني.

وكان رتل من البيشمركة المحمل بأسلحة ثقيلة قد دخل تركيا صباح أمس عبر معبر "الخابور" قادمًا من شمال العراق وانتقل برًا برفقة قوات الأمن إلى بلدة& "سوروج" الحدودية مع سوريا استعدادًا لعبور الحدود إلى عين العرب "كوباني" السورية، حيث يلتقي الرتل مجموعة أخرى من البيشمركة كانت قد وصلت تركيا بطائرة خاصة فجر أمس.

وتحاصر قوات تنظيم داعش عين العرب "كوباني" الواقعة على الحدود مع تركيا منذ أكثر من شهر وأصبح مصيرها يمثل اختبارًا مهمًا لقدرة قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة على محاربة التنظيم الذي هدد بذبح المدافعين عن كوباني في هجوم أدى إلى فرار حوالي 200 ألف من الأكراد السوريين إلى تركيا، وأثار دعوة من الأكراد لحمل السلاح في المنطقة.

وأقر برلمان إقليم كردستان العراق الأسبوع الماضي نشر بعض من قوات البيشمركة في سوريا. وتحت ضغط الحلفاء الغربيين، وافقت تركيا على السماح لقوات البيشمركة بالتحرك من العراق واجتياز أراضيها للوصول إلى كوباني السورية.