لهالووين طعم خاص في كل دولة، مع الاحتفاظ بالمعالم العامة من أقنعة مخيفة وأفلام رعب. وهو محرّم على المسلمين، لكن بعضهم يحتفل به استهلاكيًا، من دون الغوص في دلالاته الدينية.


مروان شلالا من بيروت: تحتفل شعوب عديدة في مختلف أنحاء العالم، وبشكل خاص في الولايات المتحدة وكندا وإيرلندا وبريطانيا، بعيد "هالووين" ليلة 30 -31 تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام، فتقام الحفلات التنكرية، ويرتدي الناس ثيابًا مخيفة لإبعاد الأرواح الشريرة عن البشر. ويعرف هذا العيد& باسم عيد القديسين في بريطانيا، مشتقًا من كلمة Hallowed أي المقدس بالإنكليزية القديمة.

عيد شعبي
يعيد البعض جذور هذا العيد الشعبي إلى إيرلندا، بينما يرد البعض الآخر طقوسه إلى احتفال "ساوين" القديم، الذي كانت تحييه قبائل "السلت" في أوروبا احتفالًا بنهاية فصل الصيف، قبل أن يستوحيه المسيحيون للاحتفال فيه بيوم القديسين.

في هذا اليوم، تغلق الدوائر الرسمية في الدول الغربية تمهيدًا للاحتفال به، من خلال أنشطة عديدة، كممارسة الخدع وارتداء الملابس الغريبة، ووضع الأقنعة المخيفة، ورواية قصص الأشباح. كما تعرض دور السينما أفلام الرعب.

إلا أن العيد هذا العام بائس في فرنسا، بعدما حظرت السلطات الفرنسة في إحدى القرى تنكر الناس بثياب المهرجين، بعد وقوع أحداث عنف تورّط فيها مراهقون يرتدون ملابس المهرجين، أذوا الناس، وهاجموهم بالسكاكين والخفافيش.

خدعة أم حلوى
وفي الولايات المتحدة، يحتل "هالووين" حيزًا مهمًا في الذاكرة الشعبية، إذ يحتفل به الأميركيون من مختلف الثقافات والأديان، وتقوم العامة فيه بتزيين البيوت والشوارع باليقطين والألعاب المرعبة والساخرة. كما يتنكر الناس استجابة لأسطورة قديمة، تقول إن الأرواح تعود في هذه الليلة من البرزخ إلى الأرض، حيث تبقى حتى صباح اليوم التالي.

من عادات الأميركيين ما يعرف بـ" تريك أور تريت"، أي "الخدعة أو الحلوى"، فيتنقل الأطفال من باب إلى باب حاملين الأكياس ليملأها الناس بالحلوى، ومن لا يقدم الحلوى إلى الأولاد المتنكرين، تغضب منه الأرواح الشريرة.

وأفردت الصحف الأميركية مساحات واسعة لهذا العيد، مستعرضة أجمل الملابس التنكرية، وأكثرها إثارة للنساء، وإخافة للرجال.

محرّم
في هذا العام، حظّرت السلطات الصينية ارتداء ملابس "هالووين" داخل عربات مترو الأنفاق، خشية أن يثير ذلك فزع الركاب، بحسب صحف صينية، بينما أبرزت الصحف الماليزية فتوى منعت المسلمين من الاحتفال بهذا العيد، لأنه يناقض الشريعة الإسلامية، ولأنه حرام بسبب تكريمه أرواح الموتى.

وقال نص الفتوى إن الاحتفال بهذا العيد محرّم على المسلمين، "فاستذكار الموتى يتم بالدعاء لهم، وبقراءة القرآن، وليس بالاحتفالات بالملابس التنكرية".

ويرى علماء مسلمون أنه لا يجوز للمسلمين الاحتفال بعيد هالووين، لما فيه من تشبّه بالمسيحيين. ومع ذلك، يحتفل به البعض في دول عربية وإسلامية. ففي لبنان، حيث نصف البلد تقريبًا من المسيحيين، يحتفل الكثير من اللبنانيين، من طوائف مختلفة، بهذا العيد، كل على طريقته. فالبعض لا يرى فيه إلا الجانب الاحتفالي الاستهلاكي، بينما يحاول آخرون، من المسيحيين، التقيد بروح العيد، الذي يردونه إلى الاحتفال بالقديسين.
&