ينزل النواب اللبنانيون اليوم للتمديد لأنفسهم ليس فقط بسبب الوضع الأمني بل أيضًا بسبب المغريات والمخصصات التي تقدم لهم، وفي العموم هناك تسعون نائبًا مع التمديد و25 ضده و10 نواب يحددون توجهاتهم لاحقًا.

بيروت: يسير التمديد لمجلس النواب اللبناني بخطاه اليوم نحو التحقيق، بعد تأمين الأكثرية المطلوبة لتحقيق ذلك، من خلال تعزيز الميثاقية الدستورية التي تحدث عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري، فمسيحيًا هناك ثلاثون نائبًا سيصوتون مع التمديد يتوزعون على كتل المستقبل والمردة والمستقلين، وفي حال حضر نواب التيار العوني الجلسة اليوم فإن النواب المسيحيين في التيار وعددهم 18 نائبًا سيصوتون ضد التمديد وكذلك نواب كتلة الكتائب أي خمسة نواب وهكذا هناك 23 نائبًا مسيحيًا ضد التمديد. علمًا أن القوات والطاشناق لا يزال موقفهما غير محدد نهائيًا.

وهكذا من أصل 127 نائبًا سيصوت لمصلحة التمديد كل من كتلة المستقبل 31 نائبًا، وكتلة الوفاء للمقاومة، أي 13 نائبًا وكتلة التنمية والتحرير 13 نائبًا وكتلة اللقاء الديموقراطي 11 نائبًا ،وكتلة المردة 3 نواب، مع وجود 12 نائبًا مستقلاً، كتلتا البعث والقومي 4 نواب، الطاشناق نائبان والجماعة الإسلامية نائب واحد.

وفي العموم هناك تسعون نائبًا مع التمديد و25 ضده و10 نواب يحددون توجهاتهم لاحقًا.

تحرك شعبي ضد التمديد

وفي تحرك احتجاجي على التمديد المرتقب يعتصم الحراك المدني صباح اليوم في ساحة رياض الصلح في تظاهرة ضد التمديد.

ورفعت الجموع شعارات لا للتمديد ووصفت النواب بأنهم متقاعسون عن آداء واجبهم المهني، ويقول أمين عام الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الإنتخابات الدكتور مكرم عويس إن هدف التحرك هو لإثبات أن الشعب هو المصدر الأساسي للسلطات وأي تمديد يبقى غير شرعي، وكمواطنين نرفض التخلي عن حقنا الأساسي بالتصويت في الانتخابات النيابية.

مخصصات النواب

ولعل السؤال الذي يبقى ملغومًا لماذا النواب يصرون على التمديد لأنفسهم وما هي المخصصات النيابية التي تدفعهم، بالإضافة إلى التذرع بالوضع الأمني،& إلى التمديد لأنفسهم، إذا عرفنا أن هذه المخصصات تبلغ شهريًا ثمانية ملايين و350 ألف ليرة لبنانية على حد ما أعلنه الأمين العام للمجلس عدنان ضاهر ل"إيلاف"، قد تضح الصورة أكثر.

هذه المخصصات تستفيد منها الزوجة بعد وفاة النائب وأولاده ما دون الثمانية عشر عامًا والفتيات العازبات، وهي طبعًا لمدى الحياة، ويستفيد منها النواب بتفاوت طبقًا للدورات التي انتخبوا خلالها، بمعنى أن القانون ينص على ان يستفيد النائب بنسبة 55% من هذه المخصصات لمدى الحياة اذا انتُخب على دورة واحدة، ويكون اكثر حظًا من أنتخب على دورتين ويحصل على 65% من هذه المخصصات والأوفر حظًا من إنتخب على ثلاث دورات اذا يحصل على 75% من المخصصات، وقد تكون هذه النسبة في الكثير من الأحيان السبب الرئيسي في رغبة الكثير من النواب في تكرار انتخابهم وتشبثهم بالمقعد الانتخابي لمدى الحياة وحتى التمديد لأنفسهم.

اعتمادات الموازنة

ومخصصات النواب تُجتزأ من اعتمادات الموازنة أسوة بمخصصات الوزراء ورئيس الجمهورية على حد قول ضاهر، وللنائب ضمان خاص به لا علاقة له بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وهو يملك نظامًا خاصًا به بعيدًا عن مشاكل صندوق الضمان وهمومه.

ويقول ضاهر ان الإبنة تستفيد من مخصصات والدها المتوفي، سواء كانت عزباء، أرملة أو مطلقة، أما الضمان الصحي الخاص بالنواب فلا تستفيد منه الا الابنة العزباء التي ما زالت مسجلة على إسم والدها، ولم ينقطع اسمها عن سجله وذلك وفقًا للقرار الرقم 46 وبالتالي فالإرملة والمطلقة لا تستفيدان من الضمان الصحي المذكور.

وماذا عن المخصصات الاخرى من الحصول على سيارات وتقديمات إضافية؟

صحيح أن النائب لا يحصل على سيارة خصوصية تقدم له وتوضع تحت تصرفه، لكن بالمقابل يُسمح له خلال الدورة الممتدة على اربع سنوات بادخال سيارته من دون جمارك.

وتبقى اشارة إلى المخصصات المالية الاخرى التي قد تضاف إلى الراتب، ترفع من حجم ما يتقاضاه النائب شهريًا ، إلى ما يتجاوز العشرة ملايين ليرة لبنانية، وبذلك تبدو النيابة وجاهة، ومورد رزق، لا بأس به، للطامحين إلى التمديد لأنفسهم... وما أكثرهم في لبنان.