أغلقت السلطات السعودية قناة وصال، رداً على "محاولاتها النيل من وحدة الوطن واستقراره وأمنه"، وبينما تروّج القناة أنها تبث عبر القمر المصري "نايل سات"، نفت السلطات المصرية لـ"إيلاف" أن تكون القناة تبث من أراضيها.

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: في خطوة جاءت بعد حادث الإحساء، الذي راح ضحيته ثمانية قتلى أمام حسينية في قرية الدالوة، قرر وزير الثقافة والإعلام السعودي، الدكتور عبدالعزيز خوجة، إغلاق مكتب قناة "وصال" الفضائية في الرياض، مشدداً على أن "وزارة الثقافة والإعلام لن تسكت إزاء أي وسيلة إعلامية مقروءة أو مسموعة أو مرئية أو رقمية تحاول النيل من وحدة الوطن وأمنه واستقراره".&
وأضاف خوجة في تغريدة له عبر في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مساء الثلاثاء: "أمرت بإغلاق مكتب قناة "وصال" ومنع أي بث لها من المملكة"، نافياً أن تكون "قناة سعودية من الأساس".&
ولفت إلى أن الوحدة الوطنية "خط أحمر"، وأن وزارته "ستتصدى بكل حزم وصرامة لكل مؤججي الفتن بالتعاون مع رجال الأمن البواسل والمواطنين النبلاء".
&
&وقال: "الإرهاب لا دين له ولا مذهب"، و"الإرهابيون أعداء لكل الأديان والمذاهب والإنسانية". وأشاد بما وصفه "الروح الوطنية التي تجلت بعد حادثة الإحساء الإرهابية، وهي ليست غريبة على أهل الوطن الشرفاء".&
ووجه التحية "ﻷهل الأحساء ولشهدائها الأبرار ولشهداء الواجب الوطني من رجال الأمن الأبطال". كما وجه التحية لهيئة كبار العلماء على موقفها الحاسم والصريح من الفتنة ولرجال الأمن على تحركهم السريع والدقيق ضد الإرهابيين، محذراً من "محركي الفتنة خارجاً وأذناب التطرف داخلاً".
وقال "المملكة وطن نهائي لكل أبنائه بلا تمييز ولا تفرقة"، وتابع: "الإرهابيون ليسوا منا والطائفيون ليسوا منا". وأضاف: "المملكة هي مملكة الإنسانية، دينها الإسلام وعمادها المواطن، والتسامح شعارنا والتعايش معاشنا والعدالة رايتنا والأمان ثروتنا".
وفي أعقاب القرار السعودي، توجهت "إيلاف" إلى السلطات المصرية، لمعرفة القرارات المتوقعة حيال القناة، لاسيما أنها تكتب عبر شاشتها وموقعها الإلكتروني أنها تبث عبر القمر المصري "نايل سات"، إلا أن مسؤولا رفيع المستوى في شركة "نايل سات" نفى أن تكون القناة تبث من مصر. وتواصلت "إيلاف" مع أشرف الإسكندراني، رئيس القطاع التجاري في الشركة، وطلب معرفة التردد الخاص بالقناة، وأعطته "إيلاف" التردد وهو (11959) على النايل سات، فطلب إمهاله بعض الوقت للفحص، والتأكد من التردد.
وعاودت "إيلاف" الإتصال بالإسكندراني، ونفى أن يكون التردد الذي تبث من خلاله "وصال" صادر من مصر، وقال إن هذا التردد غير موجود ضمن ترددات "نايل سات"، مشيراً إلى أن القناة تمارس الخداع بحق المشاهدين. وأوضح أن هذا التردد يمكن من خلال توجيه المشاهدين إلى القناة عبر البحث عن القمر نايل سات، بطريقة فنية معينة.
بينما قال مصدر من "نايل سات"، فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ"إيلاف" إن السلطات المصرية بشكل عام لا يمكنها قطع البث أو إغلاق أية قناة، إلا في حالة مخالفة التعاقد التجاري مع "نايل سات"، مشيراً إلى أن مراجعة المحتوى الإعلامي ليست من إختصاص الشركة، بل من إختصاص الجهات الإعلامية والأمنية أو الدولة التي تبث القناة من أراضيها. وأضاف ان السلطات السعودية يجب أن تخاطب السلطات المصرية بشأن القناة، وسيتم إيقاف بثها إذا ثبت أنها تنطلق عبر القمر نايل سات.
&
تأجيج طائفي
ووفقاً لما هو منشور على موقع القناة وشاشتها، فإن ترددها على النايل سات (11595)، ومعدل الترميز(27500)، الاستقطاب:عمودي ( FEC :3/4)
تهتم القناة بالحديث حول المسألة السنية الشيعية من منطلق طائفي، ومن أشهر برامجها ومشايخها وإعلامييها: "المحجة البيضاء"، ويقدمه الشيخ محمد بن علي بن راجح. "سوريا اليوم"، ويقدمه صهيب العرعور. "صنعاء الصمود"، عبد الله بن مشخص الحسيني. "بل نقذف بالحق"، ويقدمه &الشيخ فراج الصهيبي. "المكشاف"، ويقدمه سامي محمد بابكر. "المشهد اليمني"، ويقدمه محمد الثالث المهدي. "مع العبدان"، ويقدمه عوض العبدان، وهو برنامج يهتم بالشأن العراقي. "الأحواز المنسية"، ويقدمه عبد الله آل يعن الله. "لماذا تركت التشيع"، ويقدمه عبد الله الدوسري. "العواصم من القواصم"، ويقدمه الشيخ سيد الشحات. "شرعة ومنهاج"، ويقدمه ناصر الصالح. "لعلهم يهتدون"، ويقدمه أسامة خضر.
ويتضح بجلاء من التجول في أرشيف القناة من البرامج، أنها قناة سنية، وليست شيعية كما يشاع، إلا أنها تتخذ منحى شديد التطرف، وتعمل على تأجيج المشاعر الطائفية في الممكلة العربية السعودية، بدعوى أنها تعمل على: "التوعية الدينية الصحيحة بالدين الإسلامي ( كتاباً وسنة )، وتصويب المفاهيم المغلوطة والملتبسة على الناس عامة، وعلى الشيعة بوجه خاص، والمتعلقة بباب العقائد، والمطاعن الملفقة بأمهات المؤمنين وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وحسب الأهداف المعلنة لها، فإن من أهدافها أيضاً: "إطلاع العالم الإسلامي بأسره بشكل عام، والمهتمين بالردّ على الشيعة بشكل خاص؛ على اتفاقيات وخطابات معممي الشيعة وعلمائها والتي تفضحهم وتكشف باطلهم، عن طريق التصوير الحي والتي لا تدع مجالاً للشك أو الإنكار، بعيداً عن الحوارات الطويلة والتي لا يحبذها عوام الناس".

التواصل مع أهل السنة
وأشارت القناة إلى أنها تهدف أيضاً إلى: "التواصل مع أهل السنة والجماعة والباحثين عن الحق؛ من عوام الشيعة وغيرهم عبر واحة القناة (الشريط الأساس الموجود على الشاشة)، والمليء بالدفاع عن أهل السنة وعلمائها، والمنثور بالرسائل والحوارات البناءة لنصح الشيعة".
وانتشرت أنباء قوية تزعم أن الأمير عبدالعزيز بن فهد، هو الممول الرئيس للقناة، إلا أنه نفى في بيان له ما تداولته وسائل إعلام سعودية، في شهر رمضان الماضي، ذلك، وقال: "القناة &افتتحت& في أواخر عام ٢٠١١م، وهي قناة باللغة الفارسية لنصرة السنة النبوية". وأضاف: "وطلبوا مني ومن غيري الدعم ودعمناهم في حينها، وكنا نأمل كما أوصيناهم ألا يخالفوا السنة النبوية وما جاء عن السلف الصالح، الذي تتبناه المملكة العربية السعودية &وتحري الدقة في الطرح"، مشيراً إلى أنه "منذ ذلك الحين لم يعد يدعم القناة ولم يتواصل معهم، وأن الدعم يأتي للقناة من جهات غير معروفة ولا تمتّ للأمير بصلة".
&
&