من فرنسا التي وُلد فيها، إلى مصر حيث تعلم العربية وحفظ القرآن، فإلى باكستان حيث تعلم صناعة القنابل، ثم إلى سوريا للقتال ضمن جماعة خراسان المتطرفة... هذه حكاية دروغون الذي قضى الخميس في غارة أميركية.


إسماعيل دبارة من تونس: قتلت غارة أميركية خبير المتفجرات الفرنسي دافيد دروغون المنتمي إلى ما يعرف بجماعة "خراسان" التي تنشط في سوريا.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية قوله "أعتقد أننا نلنا منه"، وأوضح أن عملية التحقق من مقتل دروغون تحتاج لبعض الوقت.

وأضاف "كان واحدًا من أهدافنا"، مؤكدًا بذلك - بطريقة غير مباشرة - أن وزارة الدفاع تتعقب دروغون منذ مدة طويلة.

وبحسب وسائل إعلام أميركية، فقد قتل الفرنسي في غارة لطائرة بلا طيار في محافظة إدلب شمال غرب سوريا.

ويعتبر الخبراء دروغون (24 عامًا) صانع قنابل رفيع المستوى في هذه الجماعة التي كانت من بين أهداف غارات التحالف الذي تشكل للقضاء على تنظيم داعش المتطرّف.

من هو دروغون؟

الصحافة الفرنسية نبشت في تاريخ صانع قنابل "خراسان"، وكتبت صحف كبيرة عن بدايات "الانحراف" في حياة هذا الشاب، الذي تحول إلى هدف للمخابرات الغربية.

تقول صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية إنّ دروغون يعتبر للأجهزة الأمنية الفرنسية والغربية، عنصراً "جهاديًا" خطيرًا كونه على استعداد للعودة إلى الغرب وتنفيذ اعتداءات ارهابية هناك.

وحسب شبكة "فوكس نيوز"، فقد استهدف صاروخ أميركي موجه من طائرة بدون طيار، سيارة كانت تقل المتطرّف الفرنسي الشاب، وقتل في العملية، في حين بُترت ساق سائق السيارة الذي كان دروغون إلى جانبه، قبل أن يتوفى السائق أيضًا في وقت لاحق.

من كرة القدم إلى المتفجرات

ولد دافيد دروغون في العام 1989، في منطقة فان، وفي عائلة من الطبقة الوسطى، وكان مغرمًا بكرة القدم، حسب صحيفة (لوموند) الفرنسية.

وتقول الصحيفة واسعة الانتشار، إن الشاب اقترب من التيار السلفي، بعد طلاق والديه، وفي العام 2002، غيّر اسمه إلى "داوود" وسافر إلى مصر لتعلم العربية وحفظ القرآن، ثم عاد إلى فرنسا.

وفي العام 2010، أعلم عائلته باعتزامه السفر من جديد إلى مصر، لكنه توجه إلى منطقة القبائل الباكستانية، التي تنشط فيها جماعات متطرفة على علاقة بالقاعدة، وحركة طالبان بشقيها الافغاني والباكستاني.

&التقى دافيد أو "داوود" دروغون في تلك المناطق "جهاديًا" بلجيكا من أصل تونسي اسمه معز غرسلاوي، وعلى يديه، تعلم صنع المتفجرات.

وتحت عنوان "البلدان التي احلم بزيارتها" كتب& على صفحته على فايسبوك: "افغانستان، الجزائر، السعودية، اثيوبيا، العراق، اسرائيل، المغرب، باكستان، الصومال، السودان، سوريا".

قالت احدى رفيقاته السابقات في مدرسة بريزو في فان طالبة عدم كشف اسمها "كان فتى لطيفا للغاية لا يثير اي متاعب، وكان مولعا بكرة القدم".

كما قالت عنه ربة عائلة كانت ابنتها في الصف معه "كان فتى لطيفا، والده كان سائق حافلة في مدينة فان وكان الصبي يعمل بجد. لا نفهم ما الذي جرى في رأسه".

وبعدما عمل وجمع مدخرات، توجه دافيد الى مصر فتابع دورات في مدارس دينية حيث تعمق في دراسة القرآن واللغة العربية، قبل العودة الى دياره.

وبعدما كانت وسائل اعلام اميركية عرفت عن دروجون قبل شهر بانه ضابط سابق في الاستخبارات الفرنسية اكد مسؤول فرنسي كبير لـ(فرانس برس) انه "ليس عسكريا سابقا ولا عنصرا سابقا في الاستخبارات الداخلية ولا الخارجية. انه معروف جيدا لدى اجهزتنا والاجهزة الاميركية، وهو عنصر مهم نسبيا في منظمته، وله بعض الالمام الفني، لكن الواحد لا يتعلم كيفية استخدام القنابل في الجيش الفرنسي".

إلى سوريا

عندما تحولت سوريا إلى "أرض للجهاد"، حسب مزاعم التيارات الإسلامية المتطرفة، انتقل دافيد دروغون من منطقة القبائل الباكستانية إلى بلاد الشام وبقي هناك إلى حين مقتله.

والخميس، أعلنت واشنطن أنها استهدفت قافلة من سيارات رباعية الدفع، كان صانع المتفجرات الفرنسي ضمنها.

وحسب الاستخبارات الأميركية، فإن جماعة (خراسان) تمثل خطراً شديدًا على الولايات المتحدة وحلفاء غربيين لها، كونها تخطط لهجمات على الأراضي الأميركية، وتقول إنها تتكون من مقاتلين قدامى في تنظيم القاعدة، وقتل زعيم هذه الجماعة الكويتي في غارة أميركية سابقة في سوريا.

&