التقى وفد من منظمة حزب يكيتي الكردي مع الفريق المسؤول عن الملف السوري في الخارجية البريطانية في لندن. وأكد الوفد لبريطانيا على ضرورة تشكيل قوة عسكرية سورية معارضة للنظام ولكن معتدلة في الآن عينه، لمواجهة تطرف "داعش" عبر العبور إلى سوريا تعددية وعلمانية تشمل كل المكونات.


بهية مارديني: ضمن سلسلة نشاطاته في سوريا، ومنظمته في المملكة المتحدة، التقى وفد من منظمة حزب يكيتي الكردي، ضمّ وليد طاهر مسؤول المنظمة، والدكتور زارا صالح عضو اللجنة السياسية للحزب، وشيركو زين علوش ممثل الحزب في أوكسفورد، مع الفريق المسؤول عن الملف السوري في الخارجية البريطانية في لندن.

قال صالح في تصريح خاص لـ"ايلاف" إن اللقاء بحث& آخر المستجدات على الساحة السورية حيث تركز الحديث حول خطر التطرف وتنظيماته الموجودة في سوريا مثل داعش وغيرها وعلاقتها بنظام الاسد والحلف الإيراني" .

وأشار إلى أن "موضوع كوباني كان محط اهتمام الخارجية البريطانية، كما جرى التطرق إلى ضرورة عدم سقوطها بيد داعش، خاصة بعد المقاومة الشرسة من القوات الكردية".

علمانية معتدلة
نقل صالح "نحن بدورنا أكدنا لهم ضرورة دعم تلك القوات الكردية وفصائل الجيش الحر والبيشمركة، التي تواجه معًا إرهاب داعش، لتكون بداية نواة لتشكيل قوة عسكرية مشتركة من القوى السورية المعتدلة، البعيدة عن التطرف والنظام في آن، وتقبل بسوريا دولة تعددية واتحادية علمانية، بعيدة عن الإسلام السياسي، لتكون تعبيرًا عن واقع سوريا القومي والثقافي والديني".

هذا وقد تناول اللقاء أيضًا، بحسب صالح، "موضوع حلب وتبعات سقوطها وبراميل النظام، وكذلك تحركات جبهة النصرة في الشمال الغربي للمدينة، وتهديدهم لمدينة عفرين الكردية، وضرورة التنبه لما تقوم به تلك التنظيمات الجهادية في بقية المناطق، وهي عمليًا جزء من النظام، رغم ادعائها بأنها معارضة له".

أضاف المسؤول الكردي أنه "جرى التأكيد على أهمية تعاون القوى المعتدلة في سوريا، والتي تقبل الشراكة الحقيقية لتحمل مشروع الدولة المستقبلية، وتواجه النظام وفروعه من أمثال داعش وغيرهم، وإلا فإن دولة الخلافة الإسلامية سوف تمتد سيطرتها إلى غالب المناطق، من سوريا إلى العراق، وتكون هذه القوى جزءًا من التحالف الدولي العام لمواجهة داعش، وهنا أثنت الخارجية البريطانية على دور البيشمركة في كردستان العراق، وكذلك القوات الكوردية في كوباني، كنموذج منظم يمكن الاعتماد عليه، خاصة بعد انتصاراتهم على داعش".

بين نارين
ولفت صالح إلى أنه "جرى الحديث حول ضرورة تقديم المزيد من الدعم الإنساني والإغاثي للسوريين في دول الجوار، خاصة وأن حالة النزوح في كوباني، التي وصلت إلى 300 ألف في الداخل التركي، تعد مأساة إنسانية، يجب معالجتها، وعلى الأمم المتحدة ودول أصدقاء سوريا تحمل مسؤولياتهم الإنسانية والأخلاقية والسياسية لمساعدة السوريين الفارين من جحيم داعش والنظام الأسدي".

وكان "يكيتي" قد نشر على موقعه بيانًا لفت فيه إلى أن اللقاء الذي عقد يوم الجمعة تناول "مختلف جوانب الأحداث في سوريا والوضع الكردي خصوصًا، وكذلك وضع كوباني وعفرين وكردستان سوريا عمومًا، وكذلك ركزت المحادثات على خطر التطرف وداعش في المنطقة وبريطانيا أيضًا، وضرورة التنسيق لمواجهة إرهاب العصر، المتمثل في داعش وغيره من التنظيمات والدول الداعمة لها".

وحسب البيان "أبدت الخارجية البريطانية مجددًا إعجابها وثقتها بالكرد، بعد تجربة سنجار وكوباني اليوم، والتي تفرض على الكرد مزيدًا من رصّ الصفوف والوحدة لتحقيق الأهداف المرجوة".
&