يتحدر 16 مليون ألماني من أصول مهاجرة، ما يجعل ألمانيا بلد مهاجرين بامتياز، يتكثفون في ألمانيا الغربية أكثر من ألمانيا الشرقية.

إعداد عبد الاله مجيد: أظهرت أرقام جديدة أن ألمانيًا من بين كل خمسة يتحدر من أصول مهاجرة. وبحسب أرقام مكتب الاحصاء الفيدرالي، فهذا يعني أن أكثر من 16 مليون ألماني لهم جذور خارج ألمانيا.

وقالت ايدان اوزوغان، الوزيرة المفوضة لشؤون الهجرة وأول وزيرة مسلمة ذات أصول تركية في ألمانيا: "هذه الأرقام تؤيد المصطلح القائل إن ألمانيا بلد مهاجرين، فألمانيا اليوم بلد متنوع أكثر من أي وقت مضى".

غالبية في الغربية

تبين أرقام مكتب الاحصاء الفيدرالي، استنادًا إلى تعداد العام 2013، أن عدد المهاجرين في ألمانيا ارتفع بنسبة 3,8 بالمئة في خلال العام الماضي، وهي أكبر زيادة منذ بدأ حصر اعدادهم في العام 2005.

ونقلت تقارير عن يوشا دك، المسؤول في المكتب، قوله إن حسابات الاحصائيين شملت كل من هاجر إلى ألمانيا منذ العام 1950 وذريتهم وجميع الأجانب المقيمين في البلد. اضاف: "60 بالمئة من هؤلاء يحملون جوازات سفر المانية، وثلثهم ولد في ألمانيا".

وأظهرت الاحصاءات أن الغالبية الساحقة من المهاجرين يعيشون في ألمانيا الغربية، ونسبة ضئيلة منهم في ألمانيا الشرقية. وقال دك إن ارقام الشطرين مختلفة حتى بعد 25 عامًا على سقوط جدار برلين وتوحيد شطري ألمانيا، إذ تبلغ نسبة المهاجرين في غرب ألمانيا وبرلين 97 بالمئة من المجموع.

عامل تعويض

قال البروفيسور لوغر برايز من مؤسسة الاندماج والهجرة إن ضآلة أرقام المهاجرين في شرق ألمانيا يمكن أن تكون له آثار شديدة الضرر على ولايات المانية مثل تورينغيا، لا سيما أن المهاجرين أصبحوا عاملًا بالغ الأهمية للتعويض عن هبوط عدد السكان في هذه المناطق.

وأكد البروفيسور برايز أن القول إن المهاجرين يستنزفون الخدمات الاجتماعية موقف متحامل قديم على الالمان أن يتخلصوا منه، مشيرًا إلى أن نسبة عالية من المهاجرين ذوو مستويات تعليمية عالية. وقال شتيفان زيفرت، من معهد السكان والتنمية في برلين: "هناك تحديات بطبيعة الحال، لكنّ كثيرًا من المهاجرين يندمجون بالمجتمع مع ما لديهم من طاقات، ونحن نحتاج إلى الهجرة".

الأتراك أولًا

ويشكل ذوو الاصول التركية أكبر مجموعة من المهاجرين بنسبة 13 بالمئة، يليهم المهاجرون من بولندا وروسيا وكازخستان ورومانيا.

وقالت اوزوغان إن الحكومة الفيدرالية عملت الكثير لدمج المهاجرين، لكن ما زال هناك الكثير مما يجب عمله، لا سيما تمكين الأطفال من النجاح في التعليم، بصرف النظر عن اصولهم الاجتماعية، سواء في المدرسة أو معاهد التدريب المهني.