يبحث رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، في الرياض اليوم مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز، تطوير علاقات البلدين وتعاونهما في مواجهة الإرهاب.. فيما بحثت بغداد مع واشنطن وطهران التعاون العسكري ضد تنظيم "داعش" والدعم الذي يمكن أن تقدمه العاصمتان إلى العراق لمواجهة التنظيم.


يلتقي الجبوري في الرياض اليوم الثلاثاء مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، ورئيس مجلس الشورى السعودي، الشيخ عبد الله محمد آل الشيخ، الذي استقبله في المطار لدى وصوله الليلة الماضية، ويبحث&سبل تطوير العلاقات بين العراق والسعودية في مواجهة الارهاب.&
&
وقال الجبوري الذي يترأس وفدًا برلمانيًا رفيعًا إن العراق لديه الرغبة بتعزيز العلاقة مع المملكة خاصة وان البلدين تربطهما الكثير من الوشائج المشتركة. وشدد على ضرورة التواصل مع جميع الاشقاء العرب وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية من اجل مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الإعلامي تسلمته "إيلاف".
&
وأضاف أن "العراق والسعودية يواجهان تحدياً واحداً متمثلاً بالإرهاب".. مؤكدًا "ضرورة إيجاد الأواصر والقنوات للتفاهم من خلالها لمواجهة هذه التحديات منوهًا الى أن هناك علاقة متينة ومشتركة وصلات عميقة بين الشعبين".
&
واشار الجبوري الى أن الوفد البرلماني العراقي الذي يرافقه يمثل الأطياف السياسية لكل التوجهات الفكرية والاختلافات المناطقية، وينقل رسالة واحدة مفادها ضرورة توحيد الرؤية والتوجه لبناء علاقة مميزة تربطنا مع إخواننا وأشقائنا في المملكة.
&
وأوضح أن هناك ملفات عديدة سيناقشها مع رئيس ومسؤولي مجلس الشورى السعودي منها ما يتعلق بجوانب تشريعية ..مؤكداً الحرص على بناء الركائز الأساسية التي تربطهم مع المملكة منوهًا بأن هناك بعض القضايا التي تحتاج إلى بحث. وأعرب عن "سروره بلقاء الاشقاء في مجلس الشورى السعودي للتباحث معهم حول توطيد العلاقات وفتح آفاق التواصل وإيجاد أطر مشتركة".
&
وتأتي زيارة الجبوري إلى السعودية بعد يوم من لقائه في النجف الاحد مع المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله االسيد علي السيستاني الذي بارك تحركات المسؤولين العراقيين الاخيرة نحو دول الجوار وجهودهم في تطوير علاقات العراق معها لما فيه مصلحة جميع الأطراف.
&
ويقوم الجبوري بزيارته هذه تلبية لدعوة رسمية تلقاها مؤخرًا من آل الشيخ قال فيها "انطلاقًا من العلاقات التي تربط بلدينا ودعمًا لاواصر الصداقة والتعاون بين شعبينا وحكومتينا، فإنه يطيب لي أن أوجه الدعوة إلى معاليكم لزيارة المملكة العربية السعودية على رأس وفد من البرلمان العراقي.. وانني على ثقة بأن هذه الزيارة سوف تكون فرصة طيبة لتبادل الاراء بشان القضايا ذات الاهتمام المشترك ولتعزيز العلاقات الثنائية بين بلدينا".
&
وقد اشار الجبوري لدى اعلانه قبول الدعوة ان لقاءاته في السعودية ستتناول العمل على اعادة العلاقات بين البلدين الى طبيعتها وفتح السفارة السعودية في العراق والتعاون في المجالات السياسية والامنية لمواجهة الارهاب.
&
وزيارة الجبوري إلى السعودية تتم بعد أيام من زيارة مماثلة قام بها الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، على رأس وفد حكومي رسمي كبير الأسبوع الماضي استغرقت يومين بحث خلالها مع كبار القادة والمسؤولين السعوديين يتقدمهم العاهل السعودي الملك عبد الله تطوير العلاقات الثنائية ووضع اسس لعلاقات سياسية وامنية لمواجهة الارهاب وتكثيف عمليات تبادل المعلومات في هذا المجال، إضافة إلى التأكيد على ضرورة الاسراع بفتح السفارة السعودية في العراق، وهو أمر أكده وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل.
&
وقال الفيصل في تعليقه على زيارة معصوم أنها "أولى الخطوات لعودة العلاقات الطبيعية وأنها ستكون فاتحة خير لتليها لقاءات بين المسؤولين تثمر عن تطوير العلاقات بين البلدين".
&
يذكر أن العلاقات السعودية العراقية شهدت توترًا خلال فترة ترؤس نوري المالكي للحكومة العراقية، حيث دأب وقادة ائتلافه دولة القانون كيل الاتهامات إلى السعودية بدعم الإرهاب في العراق وتسهيل دخول مسلحي التنظيمات الإرهابية إلى أراضيه، وهو الأمر الذي نفته الرياض بشدة مؤكدة انخراطها في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.
&
ولذلك فقد تأخر افتتاح السفارة السعودية في العراق وتعيين سفير مقيم فيها، حيث يقوم بمهامه السفير السعودي في الاردن مما اعاق تقدم وتطور العلاقات بين البلدين منذ سقوط النظام العراقي السابق عام 2003.
&
بغداد تبحث مع واشنطن وطهران التعاون العسكري ضد داعش
&
شهدت بغداد مباحثات تعاون عسكرية مع كل من واشنطن وطهران والدعم الذي يمكن أن تقدمه العاصمتان الى العراق لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
&
وبحث وزير الدفاع العراقي خالد متعب العبيدي ورئيس اركان الجيش الفريق أول بابكر زيباري في بغداد مع نائب وزير الدفاع الايراني قاسم تقي زاده والملحق العسكري لبلاده في بغداد تعزيز العلاقات العراقية الإيرانية على الصعيدين الأمني والعسكري.
&
واستعرض الجانب العراقي التطورات الامنية الاخيرة والتقدم العسكري في جميع قواطع المسؤولية وتحقيق الانتصارات المتتالية ضد تنظيم الدولة الاسلامية. واكد المسؤول العسكري الايراني استعداد بلاده لتقديم كل الإمكانات من اجل دعم وإسناد القوات العراقية بالاضافة الى تبادل الخبرات العسكرية، كما قال بيان صحافي عراقي اطلعت "إيلاف" على نصه.
&
يذكر أن إيران تقدم حاليًا مساعدات عسكرية ولوجستية إلى القوات العراقية في مواجهة تنظيم "داعش"، حيث يتواجد قائد الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني في العراق منذ اربعة اشهر، حيث يشارك في قيادة العمليات العسكرية ضد التنظيم.&
&
ومن جهة اخرى، بحث وزير الدفاع العراقي خالد متعب العبيدي مع السفير الاميركي في العراق ستيوارت اي جونس العلاقات بين البلدين في ما يتعلق بالوضع الامني وتبادل الخبرات من دون الادلاء بتفصيلات اخرى.&
&
وجاءت هذه المباحثات بعد يومين من زيارة قام بها إلى العراق السبت الماضي رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة مارتن ديمبسي حيث قال في كلمة بجنود البحرية الاميركية في مقر سفارة بلاده في بغداد إن المعركة مع تنظيم داعش في العراق قد بدأت تؤتي ثمارها وانه قد اصبح بعيدًا عن حافة الهاوية.
&
مشيراً إلى أن الجيش الأميركي ساعد القوات العراقية والكردية في ذلك. وشدد على أن "القوة العسكرية لن تقضي على تنظيم داعش ما لم تنجح الحكومة العراقية في انهاء الانقسام بين السنة والشيعة في البلاد". وأشار إلى أن "بناء الثقة سيحتاج إلى وقت وكذلك المهمة الأميركية".
&
ويوجد في العراق حاليًا حوالي 1400 عسكري أميركي .. فيما يتيح التفويض الجديد للرئيس الأميركي بارك أوباما نشر ما يصل إلى 3100 عسكري في العراق بدأت طلائعهم بالوصول فعلاً الاسبوع الماضي.