يرى الكثيرون أن حظوظ رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون للوصول إلى الرئاسة الأولى قد تضاءلت بسبب رفضه المبدئي للتمديد للمجلس النيابي والطعن به.


بيروت: صوت رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون ونوابه ضد التمديد للمجلس النيابي وقاموا بالطعن به أمام المجلس الدستوري، وقد جاء ذلك انسجامًا مع مواقفه "المبدئية" التي أعلنها منذ ما قبل التمديد الأول، إلا أن ما أفرزه التمديد قد عمّق الهوة أكثر فأكثر بين عون وخصومه السياسيين في 14 آذار، وأظهر أيضًا اختلافًا واضحًا حتى بين عون وحلفائه، أي حزب الله والمردة وأمل، الذين اقترعوا لصالح التمديد، فهل هذا يؤشر إلى ازدياد العراقيل أمام رئيس التيار الوطني الحر للوصول إلى قصر بعبدا، باعتبار أن قسمًا كبيرًا من النواب الـ95 الذين أيدوا التمديد لا يماشونه في رغبته الرئاسية؟

لا يعتقد النائب عاطف مجدلاني ( المستقبل) في حديثه لـ "إيلاف" بوجود خلافات جذرية بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون وبين حلفائه في قوى 8 آذار، لأن موقف التيار الوطني الحر من التمديد ليس سوى موقفًا شكليًا، لأنه لو كان فعلاً موقفًا مبدئيًا لكان استقال، ولو كان التيار الوطني الحر منسجمًا مع مواقفه، كيف يرضى أن يشارك في أعمال المجلس النيابي الذي يعتبره غير شرعي، وهو خلاف تكتيكي بين قوى 8 آذار لا أكثر ولا أقل.

أما النائب السابق اسماعيل سكرية (8 آذار) فيقول لـ"إيلاف" إن عون ينسجم مع مواقفه المبدئية حول التمديد والطعن به، رغم أن لكلمة مبدئية هنا علامة استفهام حول أصولها ومكوناتها، لأنه يجب أن يذهب إلى النهاية، وهو ضد التمديد بسبب مشروعه للرئاسة وهو محق في هذا المشروع، للضغط من أجل انتخاب رئيس، ولا عمق في الخلاف بين عون و حزب الله، مع رئيس مجلس النواب نبيه بري قد يبدو ان الكيمياء مفقودة بين عون وبين بري.

عون والرئاسة

وردًا على سؤال هل لا يزال عون يحظى بدعم 8 آذار لرئاسة الجمهورية بعد التباين حول موضوع التمديد، يجيب مجدلاني: "للإجابة على هذا السؤال يجب انتظار جلسة غد لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، فغدًا جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، وإذا كانت قوى 8 آذار مؤيدة فعليًا للعماد عون سوف ينزل نواب هذه الكتلة لانتخابه غدًا، حزب الله كان رشح عون بشكل رسمي، اذا حقيقة الترشيح جدي سيحضر نواب حزب الله الجلسة غدًا في مجلس النواب ويكتمل النصاب، وننتخب رئيس الجمهورية، أما اذا كان نواب حزب الله والتيار الوطني الحر غير حاضرين للجلسة، يكون حينها ترشيح حزب الله لعون ترشيحًا شكليًا وللمناورة، وهذا يعني أنهم لا يؤيدونه بالعمق، وغدًا نهار محوري لتأكيد ذلك.

في هذا الموضوع يقول سكرية إن عون لا يزال يحظى بدعم 8 آذار، وبغياب أي اتفاق دولي إقليمي على فتح الباب أمام رئيس توافقي في لبنان، من دون تسمية مباشرة، ستبقى 8 آذار تؤيد عون و14 آذار تؤيد سمير جعجع.

خلط الأوراق السياسية

ولدى سؤاله هل يمكن القول أن الاوراق السياسية تم خلطها بعد إجراء التمديد للمجلس النيابي في لبنان؟ يجيب مجدلاني: "واضح اليوم أن لا العماد عون قادر أن يصل إلى رئاسة الجمهورية ولا سمير جعجع، ولا يمكن أن يأتي الرئيس من فريق يعتبر الفريق الآخر أنه رئيس تحد، لذلك لا بد من إيجاد رئيس يجمع اللبنانيين، وهذا الأمر بحاجة إلى توافق، وقد يصير التوافق على اسمين أو ثلاثة ونذهب بهم إلى مجلس النواب، وعندها تحدد الكتل النيابية إسمًا واحدًا من خلال التصويت، وتكون المنافسة بين أشخاص توافقيين.

ولا يعتقد مجدلاني أن يتم التوصل إلى ذلك قريبًا، ولا مؤشرات تظهر هذا الأمر، إلا إذا حصلت مفاجأة سارة للبنانيين.

ويقول سكرية إن خلط الأوراق فقط تأتي من جبهة النائب وليد جنبلاط، هو الوحيد القادر قي كل وقت على خلط الأوراق السياسية، أما 8 آذار كجبهة فمن الصعب أن يحصل فيها أي خلط في الأوراق. ويستبعد سكرية ان نحصل على رئيس للجمهورية غدًا، فسنشهد كالعادة مسرحية لا أكثر ولا أقل.