يلفت الخبراء إلى أهمية التسوية الغربية الإيرانية في حال نجحت على الوضع الداخلي اللبناني ويؤكد بعضهم أن ملف الرئاسة اللبنانية بحاجة إلى إنضاج الطبخة الإقليمية قبل أن يكتمل.

بيروت: بعدما أعلن كل من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري في وقت سابق ضرورة بذل كل الجهود الممكنة للتوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، يطرح سؤال مصيري في لبنان وهو هل تحل الملفات اللبنانية الشائكة إذا كتب للتسوية الغربية الإيرانية النجاح؟
&
يقول الأكاديمي ودكتور العلوم السياسية بهجت خير لـ"إيلاف" إنه منذ انتخاب الرئيس الإيراني حسن روحاني، تشهد العلاقات الإيرانية -الأميركية تبادلاً لإشارات ومواقف تشير إلى رغبة الطرفين في تقارب قد يؤدي &إلى التوصل إلى حلول سياسية للقضايا والملفات العالقة بينهما.
&
ويضيف: "تزامن إعلان فوز حسن روحاني في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، مع بوادر تغيير واضح في لغة التخاطب الإيرانية مع الغرب تتسم في جوهرها بالواقعية، &كما بدأت تصدر إشارات توحي بأن طهران ترغب في فتح صفحة جديدة من التعاطي مع واشنطن في ما يرتبط تحديدًا بالملف النووي".
&
وبعد وصوله إلى السلطة، شخّص روحاني مشاكل البلاد في قضيتين أساسيتين هما السياسة الخارجية والاقتصاد، مشددًا على الربط بينهما، فرأى أن التوصل إلى تسوية مع الغرب بخصوص الملف النووي يعد السبيل الوحيد لرفع العقوبات الاقتصادية، وتحسين الأوضاع الداخلية ومستوى معيشة المواطن الإيراني.
&
ويلفت خير إلى أن العقوبات الاقتصادية مثلت العامل الداخلي الأهم في الدفع باتجاه تبني خطاب إيراني أكثر اعتدالاً ودفعًا باتجاه التقارب مع الغرب من خلال التوصل إلى اتفاق شامل بشأن البرنامج الإيراني النووي.
&
ويشير إلى أن نتيجة المفاوضات تبدو حتى الساعة غير محسومة، لكن الطرفين أي الغرب وإيران يتعاملان معها على أساس الوصول إلى تسوية، أما إذا حصلت هذه التسوية فهي لن يكون لها الأثر المباشر على لبنان خصوصًا، لكنها بالطبع ستريح الأجواء المحيطة بالبلد.
&
تأثير على لبنان
&
بدوره يقول دكتور العلوم السياسية أمين كركي لـ"إيلاف" إنه مع وصول الرئيس أوباما إلى الحكم في البيت الأبيض عام 2009، وإعلانه سحب كامل القوات الأميركية من العراق بحلول نهاية عام 2011، ومن أفغانستان بحلول نهاية عام 2014، بدأت طهران تعد نفسها لملء الفراغ الناجم عن الانكفاء الأميركي.
&
ويضيف:" ترتبط هذه الدوافع أساسًا برؤية الرئيس أوباما السياسية التي تنطلق من رغبته في حل المشاكل الدولية بالطرق الدبلوماسية، والامتناع عن التورط في نزاعات مسلحة خارجية ما لم تتهدد المصالح الأميركية مباشرة، &فقد جاء أوباما إلى الحكم بهدف أساسي، وهو التخلص من آثار التورط العسكري الأميركي في العالم الإسلامي لنحو عقد من الزمن، ولملمة القوة الأميركية المبعثرة، والانطلاق لمواجهة تحدّيات إستراتيجية في المحيط الهادي وفي ما يتعلق بالصين تحديدًا".
&
ويشير كركي إلى أن تحقيق التوصل إلى اتفاق شامل بشأن البرنامج الإيراني النووي سيؤدّي إلى انعكاسات إيجابية جدًا على لبنان، لأن من شأن هذا الاتفاق أن يؤثر على خيارات حزب الله، وبالتالي قد تحل معظم الملفات العالقة في لبنان ومنها الملف الرئاسي.
&