دعا كبير اساقفة كانتربري إلى إقامة ملاذات آمنة لمسيحيي الشرق الأوسط في مناطقهم بدلاً من منحهم اللجوء في الغرب وإفراغ بلاد عاشوا فيها زمن القديس بولس.


لندن: حذر كبير اساقفة كانتربري جاستن ويلبي الحكومة البريطانية من فتح باب اللجوء للمسيحيين النازحين من الشرق الأوسط هرباً من "داعش" قائلاً إن منحهم اللجوء يهدد بإفراغ المنطقة من جماعات عاشت فيها منذ زمن القديس بولس. &
&
وقال ويلبي إن واجباً انسانياً يقع على عاتق بريطانيا باستضافة طالبي اللجوء واستقبالهم في الحالات القصوى، ولكن عليها أن تمارس نفوذها في الساحة الدولية للضغط على المجتمع الدولي من أجل اقامة ملاذات آمنة للنازحين المسيحيين في المنطقة نفسها، وأن يكون ذلك أولوية في تحركها الخارجي. &
&
وكان كبير اساقفة كانتربري يتحدث بمناسبة الجلسة الطارئة التي عقدها المجمع العام للكنيسة الانكليزية في لندن لبحث التهديدات التي تواجه المسيحيين والايزيديين وأقليات أخرى مسلمة في العراق وسوريا. &
&
وقال ويلبي إن على بريطانيا أن تتوخى الحيطة والحذر من أي إجراء يمكن أن يُفرغ منطقة الشرق الأوسط، مهد المسيحية، من مسيحييها. &
&
ولاحظ كبير اساقفة كانتربري "أن هناك مناظرة هائلة تجري بين الجماعات المسيحية في الشرق الأوسط بالدرجة الرئيسية عما يريدون أن يحدث في الواقع" مشيراً إلى الاجتماعات التي عقدها اساقفة من الكنيسة الارثوذكسية الشرقية في لندن في ايلول/سبتمبر الماضي من بين اجتماعات اخرى. &
&
وقال ويلبي إن اسقفاً حضر الاجتماع من بلدة يحاصرها داعش، وكانت عائلته لم تزل في البلدة. وأضاف أن هذا الأسقف ناشد المجتمعين قائلاً "أرجوكم، أرجوكم ألا تمنحوا لنا اللجوء، فإن ما يكفي منّا رحلوا أصلاً". &
&
لكنّ آخرين يقولون إن منح حق اللجوء واجب في الحالات القصوى، كما اعترف ويلبي قائلاً: "لا أعتقد أن هناك حلاً بسيطاً مباشراً" لمحنة المسيحيين. &
&
ودعا ويلبي إلى البحث عن "حلول تمكِّن المسيحيين الذين يعيشون في المنطقة منذ 2000 عام على البقاء هناك. &فهم ليسوا طارئين عليها، بل لديهم تاريخ أطول من تاريخ وجودنا نحن في هذا البلد". &
&
وأكد كبير اساقفة كانتربري "أن المجتمع الدولي يستطيع أن يفعل الكثير في المنطقة، وليس الاكتفاء بمنح اللجوء، وأن لدى بريطانيا نفوذاً واسعاً في المجتمع الدولي ومع حكومات المنطقة للتشجيع على انتهاج سياسات هدفها اقامة ملاذات آمنة". &
&
واعلن ويلبي في ختام كلمته "أن هناك أشياء يمكن القيام بها أفضل من استنزاف المنطقة بأكملها من المسيحيين الذين يعيشون هناك منذ زمن القديس بولس". &
&
واستضاف المجمع العام للكنيسة الانكليزية للمرة الاولى&مسلماً القى كلمة في مستهل الجلسة. وبدأ فؤاد نهدي مدير مؤسسة "طريق أوسط راديكالي" للأبحاث في بريطانيا كلمته بآية قرآنية ثم حيا الحاضرين بعبارة "السلام عليكم". &
&
وقال نهدي "إن اضطهاد المسيحيين في العراق وسوريا عمل منكر وغير مقبول على الإطلاق لكل ذي عقل، ولكننا يجب ألا ننسى أن المسلمين تحملوا العبء الأكبر بسبب المتطرفين". &
&
واضاف نهدي وهو مسلم بريطاني من أصل كيني "أن آلافاً إن لم يكن عشرات الآلاف قُتلوا خلال العامين الماضيين وسيُقتلون إذا بقينا نتجاهل ما يحدث". &
&
وكان نهدي كتب في صحيفة الغارديان عشية الاجتماع: "آمل بأن يبين حضوري كأول مسلم يلقي كلمة في المجمع العام أن اتباع هاتين الديانتين العظيمتين يمكن أن يكونوا حلفاء". &
&
&