كانت لنساء الأعمال كلمتهن العليا في القمة العالمية الخامسة لريادة الأعمال، في مدينة مراكش المغربية. وشهدت القمة تنافسًا، ينتج من تخوف الغرب من ريادة مغربية في أفريقيا.

الرباط: اجتمع في مدينة مراكش المغربية زهاء 3 آلاف من رجال الأعمال ورؤساء الدول وكبار المسؤولين الحكوميين، ومقاولين شباب من مختلف دول العالم. ويدخل هذا التجمع، الممتد حتى 21 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، في إطار القمة العالمية الخامسة لريادة الأعمال، التي تقام للمرة الأولى في بلد عربي أفريقي، والتي تشكل موعدًا عالميًا متميزًا بالنسبة للمقاولات الصغرى والمتوسطة وروح المقاولة.

ومن المتوقع، بحسب ما علمته "إيلاف"، أن يستقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس الأربعاء مساء نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي سيشارك في فعاليات القمة.

الكلمة لنساء الأعمال

بدأت القمة العالمية الخامسة، المنظمة بشكل مشترك بين المغرب والولايات المتحدة، أشغالها بـ "ريادة الأعمال النسائية". وجاء هذا التوجه لتجميع النساء المقاولات والأطراف الأخرى المشاركة، من أجل تبادل الخبرات وتقاسم التجارب لأفضل الممارسات في مجال المقاولة النسائية، واعتماد مقاربة النوع في التنمية.

وأعطيت الكلمة إلى زليخة نصري، مستشارة العاهل المغربي الملك محمد السادس، التي سلطت الضوء على جهود المغرب بخصوص التشريعات القانونية التي واكبت المرأة ومكانتها داخل المجتمع، قبل أن يأتي الدور على بيني بريتزكر، كاتبة الدولة الأميركية في التجارة، التي قدمت صورة حول الدور الأميركي في استتباب الأمن والسلم العالميين، مستعرضة في الوقت نفسه تجربة المقاولة النسائية الأميركية عبر منح تحفيزات من الاقتصاد الأميركي.

أما مريم بنصالح شقرون، رئيسة الاتحاد العام للمقاولات في المغرب، فارتأت أن تبرز الكفاءة النسائية في المغرب، مشيرة إلى أن المغربيات تمكنّ من إثبات وجودهن عن جدارة واستحقاق في شتى المجالات.
واستعرضت المغربية مريم شديد، أول عالمة فلك في العالم العربي، تجربتها في الوصول إلى القطب المتجمد الجنوبي، حيث كانت تصل إلى 54 درجة تحت الصفر، مبرزة أن مهمتها العلمية تطلبت منها الاستقرار لمدة شهرين في القطب المتجمد الجنوبي.

خوف من ريادة المغرب

ترمي القمة العالمية لريادة الأعمال، التي أطلقها الرئيس الأميركي باراك أوباما في العام 2009، إلى مد الجسور بين رجال الأعمال والبنوك والمقرضين والمستثمرين وغيرهم في الولايات المتحدة والمجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء العالم.

وأكد عمر الكتاني، الخبير والمحلل الاقتصادي، أن هذه القمة تكرس ريادة المغرب في الولوج إلى السوق الأفريقية، "وهذا شيء مهم جدًا، ويعطي دورا جديدا من الناحية الاقتصادية والسياسية والتأثير في المنطقة".

وأضاف الكتاني، في تصريح لـ "إيلاف": "بما أن المغرب اهتم بالسوق الأفريقية، فالكثير من الدول متخوف من أن يحصل على الريادة في القارة السمراء، لهذا هناك نوع من التنافس، فهناك دول غربية تريد أن تصعد على ظهر المغرب وتجعله قنطرة ليسهل لها الولوج إلى السوق الأفريقية".

وكان أوباما صرّح بأن روح المقاولة شكلت إحدى الدعامات الأساسية للتنمية وتحسين الوضعية الاقتصادية ومستوى عيش السكان، ما يفرض مد رجال الأعمال بالكفاءات والموارد الضرورية لمواجهة المنافسة وتحقيق الازدهار في القرن 21.