اقترح رئيس تكتل التغيير والإصلاح اللبناني ميشال عون أن ينحصر الترشيح على رئاسة الجمهورية بينه وبين رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، الأمر الذي رحّب به البعض. أما البعض الآخر فاعتبره كارثة دستورية.


ريما زهار من بيروت: أوّل ردّ فعل على اقتراح رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون القاضي بحصر الانتخابات الرئاسية بينه وبين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، جاء من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، الذي أعلن عبر تويتر أنه يحترم مبادرة عون، لكن "من حقنا المنافسة الديمقراطية"، في إشارة إلى استمرار تمسكه بالمرشح الثالث هنري حلو، فيما أكد أمين الجميل أن التجربة وواقع المجلس النيابي أظهرا أن هناك استحالة لأن يفوز أحد المرشحين المذكورين عون أو جعجع، وبالتالي علينا الذهاب إلى خيار آخر.

عون غير مؤهل
يقول وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج لـ"إيلاف" إن أهمية اقتراح عون أن هذا الأخير يعرف تمامًا أنه لا يستطيع أن يربح الانتخابات الرئاسية، ويخاف من وجود مرشح ثالث، فمتى كانت الانتخابات تنحصر بمرشح أو مرشحين فقط، ويشكل الأمر كارثة دستورية بالنسبة إلى دو فريج، فكما إن المرشح الثالث أو الرابع قد يأخذ من أصوات عون، كذلك فإن احتمال أن يأخذ أصواتًا من جعجع، لذلك فإن اقتراح عون لا معنى له، فلماذا جعجع لا يحصر الترشيح كما عون؟.

ويلفت دو فريج إلى أن المشكلة مع عون أنه رجل يخاف الخسارة، وهذه أكبر صفة سيئة عند شخص يتعاطى الشأن السياسي، أي إنه لا يقوم بأي خطوة إلا إذا أمّنت له الربح. وهو لا يأبه لمصلحة الوطن والمواطنين، وهو غير مؤهل بالتالي للعمل السياسي.

أما النائب قاسم هاشم ( 8 آذار) فيعتبر في حديثه لـ"إيلاف" أن نجاح اقتراح عون يعود إلى الكتل النيابية بحثه من خلال إعلان موقف صريح منه، وأي اقتراح من أي جهة أو شخصية يجب أن يكون مدار نقاش، لأننا في ظرف استثنائي في ما يتعلق بموضوع الاستحقاق الرئاسي، والأمر يحتاج فتح باب النقاش والحوار، وقد يكون هذا الاقتراح من عون مدخلاً لنقاش جدي للإسراع في التوصل إلى حل في ما خص موضوع رئاسة الجمهورية.

حظوظ عون وجعجع
وردًا على سؤال ما هي حظوظ عون وجعجع للوصول إلى رئاسة الجمهورية؟، يجيب دو فريج: "إن حظوظ جعجع أكبر من عون لكن لا أحد سيصل إلى رئاسة الجمهورية، رغم أن جعجع جدي في ترشيحه أكثر من عون، لأنه لا يفرض شروطًا، ولا يقول كعون، إنه رئيس توافقي، بينما عون أعلن ذلك، ثم عاد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله فأبعد عنه صفة التوافقية في ذكرى عاشوراء، عندما أعلن أنه مرشح فريقهم، أي 8 آذار.

أما النائب هاشم فيعتبر أن الحظوظ قد تكون متساوية بين عون وجعجع، وقد تكون الغلبة لأحدهما، والأمر يتوقف على موقف بعض الكتل، وخاصة هنالك كتلة وسطية لها مرشحها، والأمر يتوقف عند رأيها بالدرجة الأولى.

ويرى دو فريج أن الهدف الأساس من اقتراح عون الأخير هو عدم إيجاد رئيس للجمهورية اللبنانية والعرقلة. أما هاشم فيرى أن الهدف من الاقتراح قد يكون للإسراع أكثر فأكثر للدخول في النقاش الأخير للمرحلة الأخيرة لموضوع المرشح الرئاسي في لبنان.

رئيس توافقي
ويشير دو فريج إلى ضرورة أن يكون الرئيس المقبل للجمهورية اللبنانية توافقيًا، وأن يأخذ موافقة أو مباركة ترشيحه، من معظم الفرقاء. أما لماذا لم نشهد حتى الساعة أسماء لمرشحين توافقيين، يجيب دو فريج، لأن السبب يعود إلى أنه حتى الساعة لم يأتِ الأمر لفريق 8 آذار من الخارج، ليصار إلى انتخاب رئيس للجمهورية، والقضية ليست في الأسماء، بل هي قضية مبدئية، مبدأ رئاسة جمهورية.

أما هاشم فيعتبر أن منطلقات الرئيس المقبل يجب أن تكون توافقية، ولبنان لا يحمل في هذه المرحلة التطرف أو أي نوع من السياسات الأحادية، بل أصبح محكومًا بالتوافق خصوصًا أن المرحلة الحالية تتطلب ذلك.

وعدم التوصل إلى رئيس توافقي يعيده هاشم إلى نتيجة الانقسام السياسي الحاد والاستمرار بالخلاف حول الرؤى السياسية والواقع المضطرب من حولنا هو الذي يجعل الأمور مجمّدة في لبنان.
&