لندن: دعا التحالف الشيعي العراقي دولة الإمارات الى العدول عن إدراجها لمليشيات عراقية شيعية مسلحة على قائمتها للإرهاب والاعتذار عن اتهاماتها لها، معتبرًا أن قرارها تدخل سافر في الشؤون الداخلية العراقية.. مؤكدًا رغبة العراق الجادة في تطوير العلاقات مع الإمارات والارتقاء بها على جميع الصُعُد.
&&
جاء ذلك ردًا من قادة التحالف الشيعي العراقي على قرار الإمارات بإدراج منظمات عراقية شيعية مسلحة مرتبطة بالتحالف على قائمتها للإرهاب، وذلك اثر اجتماع عقد برئاسة رئيسه ابراهيم الجعفري، بحضور رئيس الوزراء حيدر العبادي، مشيرًا إلى أنّ التحالف تابَع بأسف بالغ ما وصفه بالإعلان الذي صدر عن مجلس وزراء دولة الإمارات العربيّة المُتحِدة بـ "استهداف مُجاهِدي الحشد الشعبيِّ (للمتطوعين) وإدراج عدد من مُنظـَّماته الجهاديّة على لائحة القوى الإرهابيّة".

وأدرجت دولة الإمارات مطلع الاسبوع الحالي 5 مليشيات عراقية مسلحة ضمن قائمتها للإرهاب التي شملت 83 منظمة متطرفة.. والعراقية منها هي: منظمة بدر وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله وكتائب لواءاليوم الموعود وجماعة انصار الاسلام الكردية.

وقد عرفت المنظمات الاربع الاولى بعلاقاتها الوثيقة مع ايران التي اشرفت على تشكيلها وتسليحها وتمويلها بالمال والسلاح وتوجيهها للقيام بعمليات خارج سيطرة الدولة تنفيذًا لأهدافها في السيطرة على الاوضاع العراقية لصالح المتعاونين معها والمنفذين لسياساتها في هذا البلد. وقال مجلس الوزراء الإماراتي إن اصداره لقائمة الإرهاب هذه يأتي "تطبيقًا لأحكام القانون الاتحادي رقم 7 لسنة 2014 بشأن مكافحة الجرائم الإرهابية".

وأضاف التحالف الشيعي في بيان صحافي عقب انتهاء اجتماعه، تسلمت "إيلاف" نسخة منه، اليوم الخميس، قائلا "بغضِّ النظر عن القيمة القانونيّة لهذا الإجراء الذي يُعَدُّ تدخلاً سافراً في الشؤون الداخليّة لجمهوريّة العراق فإنَّ اتهام هذه القوى بالإرهاب سابقة خطيرة في توصيف كفاح الشعوب بغير حقيقته".

واشار الى إنَّ "قوات الحشد الشعبيِّ - بفضل تصدِّيها الشجاع، وتضحياتها الجسيمة - هي التي استطاعت درء الإرهاب، وكسر شوكته، وهي التي استطاعت أن تهزم داعش، وأن تـُدافِع عن جميع العراقيِّين بمُختلِف انتماءاتهم، وأعراقهم، ومذاهبهم".

ودعا "جميع الأشقاء العرب إلى استذكار اليد الآثمة التي طالت بعمليّات الاغتيال، والاختطاف العديد من الشخصيّات الوطنيّة العراقيّة في مُختلِف البلدان في زمن النظام الصدّاميِّ، ونشدِّد على أنَّ هذه القوى الوطنيّة مُنظـَّمات غير إرهابيّة، بل هي من ضحايا الإرهاب، وهي اليوم تـُمثـِّل الحارس الأمين& لحماية العراق الجديد من شرور التنظيمات الإرهابيّة؛ تلبية ًللتكليف الشرعيِّ، ودعوة المرجعيّة الدينيّة العليا، واستجابة للمسؤوليّة الوطنيّة وقد قدَّم أبناء شعبنا أكثر من نصف مليون شهيد في زمن النظام المقبور، ولاتزال قوافل الشهداء تترى للدفاع عن العراق شعباً، وأرضاً، وحضارة، ومُقدَّسات".

وأضاف التحالف الشيعي قائلاً "نشجب هذه الاتهامات ونذكر أنَّ هذا الموقف غير المُبرَّر، وغير المقبول يُعَدُّ موقفاً عدائيّاً ضدَّ أبناء شعبنا العراقيِّ".

وأكد التحالف الشيعي رغبة العراق الجادّة "في تطوير العلاقات مع دولة الإمارات الشقيقة، والارتقاء بها على جميع الصُعُد؛ بما يخدم مصالح البلدين؛ لذا فإنـَّنا ننتظر من دولة الإمارات العربيّة الشقيقة أن تعدل عن هكذا اتهامات وأن "تـُؤكـِّد موقفها الأخويَّ، والمُسانِد لأبناء شعبنا المظلوم وهو يخوض معركته الشريفة ضدَّ الإرهاب"، كما قال في نهاية بيانه الصحافي.

يذكر ان قائمة الإمارات للمنظمات الإرهابية تضمنت جماعات متطرفة في تونس وليبيا منها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي والجماعة الإسلامية في مصر وجماعة انصار بيت المقدس المصرية، وجماعة اجناد مصر، وكذلك في مالي وباكستان وحركة طالبان الافغانية وجماعة بوكو حرام النيجيرية. كما شملت اتحاد المنظمات الاسلامية في اوروبا وجمعيات اسلامية في العديد من الدول الاوروبية وخصوصاً في فرنسا وبريطانيا والنروج وفنلندا والسويد وبلجيكا.

وقد أقرت الإمارات في آب (غسطس) الماضي قانونًا صارمًا لمكافحة الإرهاب مع تنامي أعمال العنف التي ترتكبها الجماعات الاسلامية المتطرفة.