مرضت دوقة ألبا الاسبانية ايامًا قليلة ثم توفيت الخميس، تاركةً سيرة مثيرة للجدل، وميراثًا كبيرًا من القصور والحدائق واللوحات الفنية.

بيروت: توفيت الخميس دوقة ألبا الاسبانية، عن 88 عامًا، بعد معاناة قصيرة مع المرض. اسمها الحقيقي ماريا ديل روساريو كاييتانا الفونسا فكتوريا يوخينيا فرانشيسكا فيتز-خاميس ستيوارت إي سيلفا، وتعد من أغنى أفراد الطبقة الارستقراطية الأوروبية، تمتلك القصور والأعمال الفنية التي لا تقدّر بثمن.

في قصرها المنيف

كان أفراد عائلتها حولها حين أسلمت الروح في قصر بالاسيو دي ديوناس في مدينة أشبيلية، في قصرها المفضّل الذي يشتهر بحدائقه الغنية بأشجار الليمون. فهي كانت جدة لأربعة عشر حفيدًا، وحملت العديد من الالقاب، بينها لقب دوقة خمس مرات، ولقب كونتيسة 18 مرة.

أدخلت الأحد الماضي إلى المستشفى في سيفيل، بسبب إصابتها بذات الرئة، وبتعب في قلبها، بعدما أصيبت بوعكة صحية سببها فيروس معوي قبل أيام.

وأكدت التقارير الاثنين والثلاثاء أن الدوقة تتماثل للشفاء، فأعيدت إلى منزلها، لتكون مع أولادها الستة، ومع زوجها ألفونسو دياز، الذي يصغرها بنحو 24 عامًا. وأعلن إغناسيو زويدو، عمدة سيفيل، نبأ وفاتها الخميس متاثرًا.

مع تشرشل

ولدت"كاييتانا"، كما يناديها اصدقاؤها، في العام 1926 في قصر في مدريد، أقيم على طراز العمارة الكلاسيكية الجديدة، وأمضت معظم طفولتها في لندن، إذ كان والدها سفيرًا لإسبانبا لدى بريطانيا.

هناك تناولت العشاء مرة مع ونستون تشرشل، رئيس الوزراء الاسبق، ولعبت مع الاميرة مارغريت، شقيقة الملكة اليزابيث. وانحاز والدها الى الدكتاتور الاسباني فرانشيسكو فرانكو في بداية الحرب الاهلية الاسبانية، لكن العلاقات بينهما فترت بعد أن اتضح لوالدها أن فرانكو لن ينصّب ملكًا على إسبانيا.

ثلاثة أزواج

في العام 1947، تزوجت من دون بيدرو لويس مارتينيز دي إيروجو، نجل دوق سوتومايور، في حفل زفاف تحدثت عنه الصحافة العالمية، ووصفته نيويورك تايمز بأنه الحدث الاجتماعي الأكبر في إسبانبا منذ عهد الملكية.

توفي زوجها في العام 1972. وبعد ستة أعوام، أحدثت الدوقة صدمة فظيعة في الطبقة المخملية الاسبانية بزواجها من الراهب اليسوعي السابق أغيري، الذي كان يصغرها بأحد عشر عامًا. وبعدما ترملت للمرة الثانية، اختارت زوجها الثالث، ألفونسو دياز، الذي اضطر للتعهد بأن لا يستفيد من ميراثها كي يتم زواجه منها.

منعها

أطلقت موسوعة غينيس للارقام القياسية على "كاييتانا" لقب صاحبة أكبر عدد من الألقاب في العالم.

فقد ملأت الدوقة الدنيا وشغلت الناس، ولم تخل مجلات النميمة الاسبانية من حكاياتها، ومن صورها بشعرها الابيض، وبوجهها الذي نالت منه جراحات التجميل الكثيرة. كان أحدث صورها متأبطةً ذراع زوجها. وكانت دوقة ألبا الثالثة عشرة ملهمة الفنان فرانشيسكو جويا في القرن الثامن عشر وثارت شائعات بأنها كانت موضوع لوحته الشهيرة "ماخا العارية".

وتحكي الدوقة في سيرتها الذاتية كيف أن الفنان الاسباني بابلو بيكاسو طلب منها أن تقف عارية لإعادة رسم اللوحة، لكن زوجها الاول المحافظ منعها.

لا تتحدّث عن المال

وترأست دوقة ألبا واحدة من أعرق العائلات الارستقراطية، التي يرجع تاريخها الى 1400 عام. وهي ثالث إمرأة تحمل لقب دوقة ألبا عن استحقاق. وقدّرت ثروتها بين 600 مليون و3,5 مليارات يورو. بالرغم من هذا الغنى الفاحش، كتبت في سيرتها الذاتية أنها لا تحب التحدث عن المال، "فكثير من الناس يخلطون بين الأموال النقدية وامتلاك الأصول، ولم يكن لدينا أبدًا الكثير من الاموال".

كان لديها الكثير من القصور والقلاع والأعمال الفنية المملوكة لدار ألبا، لكن التصرف بها ممنوع، بسبب أهميتها التاريخية لإسبانيا.