نصر المجالي:&سلط تقرير صحافي نشر في لندن الضوء على كلمة الملكة رانيا العبدالله، زوجة العاهل الأردني أمام قمة أبو ظبي للإعلام، ووصفها انها أقوى موقف ضد تنظيم القتلة المتعطشين للدماء في محاولته "خطف" العالم العربي و"جرنا الى العصور المظلمة" من خلال وسائل الاعلام الاجتماعية.&
وركز التقرير على حديث الملكة رانيا عن اختطاف أقلية من المتطرفين التكفيريين من خلال وسائل الاتصال الاجتماعي لـ"إعادة كتابة تاريخنا وخطف هويتنا وهذا ما يقوم به تنظيم (داعش) ضد العالم العربي وضدنا جميعا".
واشار تقرير لصحيفة (ديلي ميل) اللندنية نشرته، الخميس،&الى ان&الملكة الأردنية قالت&إن "صمت المعتدلين العرب" جعلهم شركاء في أفعال (داعش) وتعميم أيدولوجيته"، وأضافت: "إذا كنت تعتقد أنك تستطيع أن تهزم أيديولوجية برصاصة، فعلينا التفكير في ما حدث عندما قتل أسامة بن لادن ".
&
وأوضحت رانيا العبدالله: "من المؤكد أنه مات، ولكن إرثه وأيدولوجيته أقوى الآن وبأساليب ملتوية وأكثر تطرفاً".
يذكر أن الأردن شريك أساس في حرب التحالف الدولي الراهنة ضد تنظيم (داعش) في العراق وسوريا، وهو يرى أن هذه الحرب تجرى دفاعا عن أمنه القومي وهي حرب عربية ـ إسلامية في المكان الأول.
سكوت المجتمع&
وفي كلمتها حثت الملكة رانيا العبدالله على منع تنظيم "داعش" من فرض الصورة التي يريدها عن العالم العربي، معتبرة أنه يجب الانتصار عليه من أجل مستقبل الإسلام. ونددت بـ "سكوت" المجتمع أمام التنظيم، الأمر الذي يجعله "متواطئا".
&
وقالت رانيا العبدالله أمام المئات من مسؤولي وسائل الاعلام في العالم إن تنظيم "الدولة الإسلامية" يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي من أجل "خطف هويتنا وإعادة دمغنا" بالصورة التي يريدها هو، واعتبرت أن الصور العنيفة التي ينشرها التنظيم "صور غريبة ومقززة بالنسبة للغالبية العظمى من العرب، المسلمين والمسيحيين".
ونددت الملكة بما قالت إنه "صمت المجتمع" أمام التنظيم الذي يشن تحالف دولي يضم الأردن حربا ضده معتبرة أن "صمتنا له دلالات كبيرة. نحن متواطئون في نجاحهم". وشددت على أنه يجب الانتصار في الحرب ضد المتطرفين، وذلك ليس فقط على أرض المعركة، بل على المستوى الفلسفي، ومن خلال التعليم.
وقالت في هذا السياق "إنها معركة من أجل مستقبل الإسلام ومستقبل العالم العربي، إنها معركة يجب أن يفوز فيها المعتدلون".
كما دعت الملكة رانيا إلى مواجهة "تنظيم الدولة الإسلامية" والجماعات المتطرفة والإرهابية في العالم العربي بالتعليم الحديث والمتطور، وتوفير فرص عمل للشباب باستحداث 100 مليون وظيفة لشباب العالم العربي.
وقالت الملكة، خلال كلمتها بافتتاح قمة أبوظبي للإعلام اليوم الثلاثاء، إن قطاع الاتصالات والهواتف الذكية سيبلغ نحو 10 مليارات دولار بحلول عام 2020، مشيرة إلى ضرورة الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا&لتحسين صورة الإسلام و"قيم عالمنا العربي حتى لا ندع الفرصة للمتطرفين والإرهابيين بتشويهها".
&
تعليم المرأة&
وشددت على ضرورة التركيز على تعليم المرأة العربية وتطوير مهاراتها "لأن ذلك سينعكس على المجتمع في دوره بتنشئة وتربية أجيال قادرة على العطاء وعلى درجة عالية من الوعي".
كما طالبت بوضع إستراتيجية لحسم الصراع بين المعتدلين والمتطرفين لصالح الدين المعتدل والقيم السليمة. وقالت إنه يتعين علينا أن لا نسمح لأقلية متطرفة لا تمت للدين بصلة باختطاف هويتنا واستبدالها بهويات العنف والقتل والجهل، وتغيير صورتنا.
وأبرزت جلالة الملكة رانيا العبدالله الحاجة الملحّة للعالم العربي للاستفادة واستثمار الثورة التكنولوجية وشبكات التواصل الاعلامي الاجتماعي والقنوات الإعلامية المتاحة لرواية قصة العالم العربي التي تعكس قيمه المرتبطة بموروثاته وجوهر الاسلام دين التسامح والرحمة.
&
استراتيجية بعيدة المدى&
وأضافت "يجب أن تكون استراتيجيتنا مبنيّة على المدى البعيد، وهذا يبدأ بالاستثمار في التعليم النوعي للجميع من تدريب المعلمين وربط المدارس وتحديثها وتطوير المناهج"، مشيرة إلى أن إصلاح التعليم ليس بالسهل أو الرخيص لكن ثمن الجهل أكبر بكثير.
وقالت الملكة الأردنية إن ثورة التكنولوجيا في السنوات الأخيرة غيّرت طريقة تعبيرنا عن أنفسنا، حيث أصبحت أدوات التكنولوجيا ووسائل الاعلام الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياة معظم الأفراد.&
ويشار إلى أن الملكة كانت عرضت خلال كلمتها مجموعة صور من العالم العربي يتم تداولها وانطبعت في أذهان الكثيرين، وقالت إن "هذه الصور لا تمثلني كما أنها لا تمثلكم، إنها غريبة وبغيضة للأغلبية العظمى من العرب - مسلمين ومسيحيين. ويجب أن تُغضب كل عربي في جميع أنحاء هذه المنطقة. لأنها هجوم على قيمنا كشعوب وعلى قصتنا المشتركة".
وأشارت رانيا العبدالله إلى أن المعركة اليوم هي بين المعتدلين والمتطرفين في العالم كله، وربما تكون طويلة وصعبة، لكنها معركة من أجل مستقبل الإسلام ومستقبل العالم العربي. وتتطلب منا الانتصار في المعركة الفكرية.&
وأضافت: "نحن - الأغلبية المعتدلة ـ ملامون أيضاً، حيث "تسرد القصة بالصمت بقدر ما تسرد بالكلام"، وصمتنا يروي الكثير... نحن شركاء في نجاحهم".
&
مناهج المتطرّفين&
وقالت إن المتطرفين وأتباعهم ظهروا "من صفوف دراسية لم تتحداهم للتفكير... تعلموا فيها مناهج عفى عليها الزمن. ومن مجتمعات ربع أقرانهم فيها عاطلون عن العمل، حيث لا وجود لضمان اجتماعي يضمن حياة كريمة، وحيث فرص المساعدة لتغيير الوضع الراهن قليلة ومتباعدة".
وأوضحت الملكة رانيا العبدالله أنه لتجاوز ذلك ولإنقاذ شبابنا من دعوات التطرف علينا أن نعطيهم بديلاً أفضل من خلال الرضى الوظيفي والارتياح بوجود العدالة، ونعمل من أجل التكافل والمساواة والإنجاز بالمشاركة.
وأضافت: "لنقدم فرصاً حقيقية للتغيير والتقدم ونلعب جميعاً دوراً في تحقيق ذلك، وخاصة وسائل الإعلام التقليدية، وعبر الإنترنت. نحتاج من الجميع أن يعطوا صوتاً لتحالف المعتدلين حول العالم، لندع رسالتهم تُسمع".
&
الخيار واضح&
وقالت "الخيار أمامنا جميعاً واضح فإما أن نطور منطقتنا، أو ندع الآخرين يحطّمونها، أن نجد حلولاً للتحديات، أو نترك التحديات لتعصف بنا، أن نستفيد من أدوات العصر لتحقيق التقدم للعالم العربي في القرن الـ21، أو نسمح للآخرين باستخدام تلك الأدوات للعودة بنا إلى العصور المظلمة".
وحول التعليم النوعي للجميع اوضحت الملكة رانيا أنه يجب أن يشمل الفتيات والأولاد لأن الفتيات المتعلمات يعزّزن اقتصاديات دولهن ... ويضعن صحة وتعليم أطفالهن في مقدمة الأولويات... ويساعدن في بناء مجتمعات مستقرة تحد من التطرف".&
وقالت "كمنطقة لدينا القيم، المال، العقول، الشباب، التكنولوجيا، السوق، الشبكات، والدافع للاستفادة من هذه الثروات، وضمان التغيير الدائم".
وختمت الملكة الأردنية كلمتها بالقول "من أجل كل واحد منا، من أجل الإسلام والعالم العربي، من أجل مستقبل شبابنا، يجب علينا صياغة رواية جديدة وبثها للعالم لأنه إذا لم نقرّر نحن ما هي هويتنا، وماذا سيكون إرثنا، فإن المتطرفين سيفعلون ذلك بالنيابة عنا".&
&